فى اطار جولة شرق اوسطية تتمحور حول تحريك عملية السلام تقوم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بجولة فى المنطقة تستغرق ثلاثة ايام بداتها امس السبت الحادى والثلاثون من مارس وتستمر حتى الثانى من ابريل ,وتشمل الاردن واسرائيل والاراضى الفلسطينية ولبنان وهى الجولة الثالثة لها منذ تسلمها منصبها كمستشارة المانيا والثانية منذ مطلع العام الجارى عندما تسلمت بلادها رئاسة الاتحاد الاوربى . وفى محطتها الاولى توقفت ميركل فى الاردن حيث اجرت مباحثات مع العاهل الاردنى الملك عبد الله بن الحسين والذى اعلن ان مبادرة السلام العربية كانت في صلب مباحثاته مع المستشارة الالمانية .ونقل بيان عن الملك عبد الله قوله "لقد ناقشت مع المستشارة خلال اجتماعنا اولا وقبل كل شيء الحاجة الى البناء على الزخم الذي تولد عن القمة العربية للسير قدما بمبادرة السلام العربية واحلال السلام والاستقرار والامن لشعوب المنطقة".
واوضح العاهل الاردنى ان مبادرة السلام العربية تعيد التأكيد على رغبة الشعوب العربية وارادتها للعيش في شرق اوسط يعمه السلام مع اسرائيل كما ان المبادرة قادرة على تحقيق تسوية شاملة للنزاع العربي-الاسرائيلي بدءا من ايجاد دولة فلسطين المستقلة صاحبة السيادة والقابلة للحياة التي تعيش جنبا الى جنب مع اسرائيل آمنة.
واكد الملك عبد الله ان دعم المانيا للمبادرة يكتسب اهمية خاصة من كونها رئيسة مجموعة الدول الثماني، ورئيسة الاتحاد الاوربي مشيرا الى ان الاردن يتطلع الى العمل بصورة وثيقة مع الشركاء الاوروبين للسير بالمبادرة الى الامام باعتبارها اطارا مثاليا للمفاوضات السياسية بين العرب واسرائيل،كما اعرب عن أمله في ان تستجيب اسرائيل بصورة ايجابية تتيح اطلاق المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين حيث ان العمل المشترك سيوفر للفلسطينيين التفاؤل والامل في حياة افضل هم بأمس الحاجة اليها.
من جانبها اشارت ميركل الى ان كثيرا من الامور قد تحركت في اتجاه اعادة تفعيل مبادرة السلام العربية خلال قمة الرياض لكن ما زالت هناك طريق صعبة ينبغي اجتيازها للتوصل الى السلام على حد قولها.موضحة ان الهدف من زيارتها تكوين انطباع شخصى عن الوضع فى المناطق الفلسطينية ولبنان،واضافت ان مساعى الدول العربية ادت الى كثير من الزخم فى المنطقة الامر الذى ادى الى تاييدها لدعم الاتحاد لعملية السلام فى المنطقة بصفتها الرئيسة الحالية للاتحاد الاوربى الا انها حذرت فى الوقت نفسه من الافراط فى التفاؤل .
وبعد ان انهت زيارتها للاردن والتى استغرقت عدة ساعات توجهت ميركل الى تل ابيب مساء امس السبت فى محطتها الثانية بالمنطقة حيث اجتمعت ورئيس الوزراء ايهود اولمرت واعربت عن تفاؤلها باجراء مباحثات بناءة وتحقيق تقدم دبلوماسى فى المنطقة . وكانت ميركل قد حثت قبل وصولها اسرائيل اطراف النزاع على مواصلة الحوار من اجل التوصل الى حل لمشكلة الشرق الاوسط .
وتأمل ميركل كما صرحت قبيل مغادرتها برلين في "تكوين فكرة" عن الوضع الميداني وعن كيفية اعادة اطلاق عملية السلام.وقال مسؤلون المان ان ميركل تريد تقييم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينيةالجديدة ومناقشة نتائج القمة العربية التى شهدت اعادة اقرار المبادرة العربية . وتواصلت جولة ميركل صباح اليوم الاحد حيث التقت ووزيرة الخارجية تسيبى ليفنى , ومن المقرر ان تلتقي المستشارة الالمانية خلال جولتها رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت --ثلاث مرات-- قبل ان تتوجه الى رام الله لتلتقى بالرئيس الفلسطيني محمود عباس .بعدها تتوجه الى بيروت المحطة الاخيرة فى جولتها .
يجدر الاشارة الى ان هذه الجولة للمستشارة الالمانية تاتى اثر جولتها مطلع شهر فبراير الى الخليج ومصر للهدف نفسه وهو دعم مساعى السلام , واعلن الناطق باسم الحكومة الالمانية ان الدبلوماسية الالمانية تدرك انه لايمكنها ان تحل محل الاطراف الفاعلة فى المنطقة لكنها تحاول استخدام كل الامكانيات لمساندة ودعم تحركاتها ..
تأتى جولة ميركل فى المنطقة فيما بدأ وزراء خارجية دول الاتحاد الاوربى محادثاتهم امس السبت فى مدينة بريمن الالمانية و التى تركزت حول التعامل مع الحكومة الفلسطينيةالجديدة , وتشجيع عملية السلام فى المنطقة والتى تلقت دفعة بعد احياء مبادرة السلام العربية معربين عن املهم فى ان تكون قمة الدول العربية فى الرياض فرصة جديدة نحو تحقيق السلام فى الشرق الاوسط .
وصرح وزير خارجية المانيا فالتر شتاينماير الذى تراس بلاده الاتحاد الاوربى , ان هذه المحادثات تجىء فى وقت يشعر فيه ببعض الثقة من حقيقة ان القمة العربية لم تسفر فقط عن نتيجة لكنها قوبلت باستجابة حذرة من جانب الحكومة الاسرائيلية ,مضيفا ان الاتحاد الاوربى يراقب القرارات والخطوات التى تتخذها حكومة الوحدة الفلسطينيةالجديدة .