واصل حزبا المحافظين والديمقراطيين الليبراليين في بريطانيا محادثاتهما بشأن ائتلاف محتمل لتشكيل حكومة؛ بعد نتيجة غير حاسمة للانتخابات العامة.. قد تمنح الليبراليين فرصة تذوق طعم السلطة لاول مرة على مدى عقود. لكن اعضاء القاعدة الحزبية وهم اكثر ميلا لليسار قالوا انهم غير راضين عن المحادثات مع المحافظين المنتمين ليمين الوسط. وكتب احد مؤيدي حزب الديمقراطيين الليبراليين في موقع لناشطي الحزب يقول: "لن افكر مطلقا في التصويت لصالح الديمقراطيين الليبراليين مجددا اذا كانت نتيجة هذه الانتخابات اقامة تحالف بين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين.. اقامة تحالف بين الليبراليين والمحافظين لا تعني شيئا ولن تحقق شيئا". وتحدث زعيم الديمقراطيين الليبراليين نيك كليج مع ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين هاتفيا الجمعة قبيل محادثات اوسع نطاقا بين كبار الساسة من كلا الحزبين. وقال متحدث باسم الديمقراطيين الليبراليين ان الرجلين "اتفقا على ضرورة استكشاف المزيد من المقترحات لبرنامج اصلاح اقتصادي وسياسي". وتفوق المحافظون -الذين حكموا بريطانيا في اوقات كثيرة من القرن العشرين لكن لم يتولوا السلطة منذ 13 عاما- على حزب العمال الحاكم بالفوز بمعظم مقاعد البرلمان في الانتخابات التي جرت امس الخميس ولكن دون تحقيق اغلبية حاسمة. وحل الديمقراطيون الليبراليون في المركز الثالث لكنهم يملكون الان توازن القوى. ويجتمع كليج -الذي ضعف موقفه داخل حزبه بعد نتائج الانتخابات المخيبة لامال الديمقراطيين الليبراليين- مع اعضاء حزبه الذين انتخبوا حديثا في البرلمان السبت. وسيمثل الاجتماع فعليا الجزء الاول من عملية داخلية معقدة من ثلاثة اجزاء تحد من صلاحيات كليج عندما يتفاوض حول اي شكل من اشكال الائتلاف او يدعم اي حزب اخر. وقد فاز حزب المحافظين في الانتخابات النيابية البريطانية بلا اكثرية مطلقة، محرزا 306 مقاعد، مقابل 258 لحزب العمال و57 لحزب الديموقراطيين الليبراليين من اصل 650، بحسب النتيجة الرسمية المنبثقة من الدوائر كافة. وتم التنافس في 649 دائرة من اصل 650 الخميس، بعد ارجاء الانتخابات في دائرة ثيرسك اند مالتون (شمال شرق) الى 27 مايو/ ايار بعد وفاة مرشح. وسيشغل 306 نواب محافظين مقاعدهم في غرفة العموم وهي الغرفة السفلى في برلمان وستمينستر، بعد فوز الحزب برئاسة ديفيد كاميرون. لكن هذه النتيجة لا تكفي لحيازتهم تلقائيا حق تشكيل الحكومة، الامر الذي يتطلب اكثرية مطلقة من 326 مقعدا. ونال الحزب العمالي برئاسة رئيس الوزراء جوردن براون والحاكم منذ 1997 على 258 مقعدا،، اي اقل ب91 مقعدا مما حاز في الانتخابات النيابية السابقة عام 2005. اما حزب الديموقراطيين الليبراليين الذي يحاول القطبان الرئيسيان اجتذابه لتشكيل ائتلاف حكومي ففاز ب57 مقعدا، اي اقل بخمسة مقاعد من انتخابات 2005. ووزعت المقاعد ال28 الاخرى على احزاب صغيرة لا سيما حزب الخضر الذي نال مقعده الاول في البرلمان البريطاني مع فوز رئيسته كارولاين لوكاس في دائرة برايتن بافيليون (جنوب شرق).