قال سلفاكير ميارديت النائب الأول للرئيس السودانى ورئيس حكومة جنوب السودان أن الحركة الشعبية للتحرير تؤمن بضروة وحدة السودان، مشددا على أن الوحدة قوة لجميع الأطراف أما فى حالة الانفصال "فسوف يخسر الجميع الكثير". وأضاف سلفاكير فى تصريحاته لبرنامج "لقاء خاص" الذى يقدمه الإعلامي عبد اللطيف المناوي على شاشة القناة الأولى بالتلفزيون المصري، أن "الجنوب يشهد عهدا يتطلب الوحدة أكثر مما قبل، اننا نحاول أن نقوم بالتوحيد على كافة الأصعدة" ، لافتا إلى محاولات يقوم بها البعض حاليا من أجل إلى تقسيم السودان الإ أن الحركة تسعى لايقافهم. وأوضح سلفاكير "نحن نحاول تغيير نظام الإدارة الذى ادى إلى اندلاع الحرب خلال الفترة الماضية، وأن نعيش كمواطنيين متساويين بنفس الفرص، فالحركة الشعبية تسعى إلى تحقيق وحدة السودان على أساس جديد، وايضا نحاول أن نخبر حكومة الخرطوم، بأنه ينبغى إعادة هيكلة الحكم وطرح الفرص على جميع المواطنيين بالتساوى". وعن قرار مقاطعة الانتخابات العامة الماضية فى شمال السودان، قال سلفاكير إن "قرار عدم المشاركة فى الانتخابات فى الشمال لا علاقة له بما يتعلق بالجنوب او الاستفتاء على حق تقرير المصير المقرر 9 يناير المقبل، نحن لا نزال جزءا من الحكومة الوطنية وسنمضى كذلك حتى نرى ما يقرره الشعب الجنوبى خلال الاستفتاء". وعبرسلفاكير عن أمله بان يعم السلام فى السودان بعد الانتخابات الأخيرة التى تعد الأولى منذ ربع قرن، مضيفا أن هذه الانتخابات كانت تجربة مفيدة للغاية وبالطبع سيتم الاستفادة منها عند إجراء الاستفتاء العام المقبل فى جنوب السودان. وأكد سلفاكير ان الانتخابات فى جنوب السودان كانت عادلة وحرة، "فالحركة الشعبية خسرت عددا من المقاعد الهامة فى الجنوب وهذا يدلل على أن الانتخابات اجريت بنزاهة كبيرة، فلو لم تكن نزيهة ما كانت الحركة قد خسرت هذه المقاعد". وعن امكانية عودة الاعضاء الذين استقالوا من الحركة قبل الانتخابات وخاضوا الانتخابات وتمكنوا من الفوز، قال سلفاكير إن هؤلاء الاشخاص استقالوا وفقا لقرارهم الشخصي وفي حالة رغبتهم فى العودة عليهم تقديم طلب إلى المكتب السياسي للحركة وعندها يتم النظر فى الأمر. وبالنسبة الدعوة التى يمكن أن يوجهها سلفاكير إلى الجنوبيين وقت الاستفتاء، قال النائب الأول للرئيس السودانى ورئيس حكومة الجنوب "سوف اترك القرار للافراد والشعب ما سأقوم به هو تأمين عملية الاستفتاء، حتى يتم التصويت بحرية وتوفير الحرية الكاملة لاختيار ما يريدونه هل الوحدة ام الانفصال، وهم يعلمون تماما ما هى مميزات وعيوب كلا الخيارين، وانا سأكون معهم فى أى خيار". وأضاف سلفاكير أن هناك مشكلات لابد من حلها خلال المرحلة المقبلة قبل اجراء الاستفتاء كتشكيل لجنة الاستفتاء فى الجنوب ، وايضا تشكيل لجنة للاستفتاء فى منطقة ابيي الغنية بالنفط، "كما لدينا حقيقة اخرى هى ترسيم الحدود لان اى ممارسة تتعلق بالاستفتاء او الانفصال يجب ترسيم الحدود قبل ذلك، وبالتالى يجب الانتهاء من هذا الاجراء اولا ". وأوضح انه بعد تشكيل الحكومة الجديدة وفقا للانتخابات الماضية ستبدأ مباشرة عملية تسجيل أصوات الناخبين الجنوبيين، وبعد ذلك الحملة الانتخابية التمهيدية للاستفتاء والتى يكون فيها "الحق لاى شخص تأييد الوحدة ومن حق اى شخص اخر رفضها وتأييد الانفصال". وبشأن ما أعلنه الرئيس السوداني عمر البشير بأنه سيتخذ الإجراءات التي تدفع الجنوبيين لتفضيل خيار الوحدة، قال سيلفاكير "الامر يحتاج لمعجزة لأنه لم يتبق سوى شهرين أو 3 لكي يجعل من الجنوب أرضا تمثل الجنة، ولكنه أعلن أنه سيضع وحدة السودان على أولوياته وأعتقد أنه بعد نجاحه في الانتخابات فإنه سوف يواجه صعوبة في تحقيق ذلك لأن الأمر ليس شفهيا ولكن يحتاج إلى إجراءات عملية". وأشار إلى أنه اقترح على الرئيس السوداني تأسيس مكتب في جوبا يقوم من خلاله التجول في الجنوب ويرى ما يحتاجه الأفراد هنا ومن ثم يمكنه تأسيس مشروعات تنموية وهذه هي الطريقة التي يمكن من خلالها جذب الجنوبيين تجاه الوحدة ولكن هذا لم يحدث حتى الآن. وصرح بأن المسألة ليست فقط على الورق ولكن هناك وضع قائم، واستفتاء يضم خيارين وهما إما التأكيد على وحدة البلاد أو الانفصال لتشكيل دولة مستقلة، مشيرا إلى أن الجنوبيين من حقهم أن يقرروا الوحدة أو الانفصال. وعما إذا كان يعتقد أن وحدة السودان أفضل من خيار الانفصال، قال سيلفاكير" لقد قلت سابقا أينما وجدت الوحدة وجدت القوة والسودان يمكنه أن يكون قوة قوية إذا ما ظلت دولة واحدة كما هي، ولكن الجنوب ليس من يسعى إلى التقسيم ولكن النظام في الخرطوم هو من يقسم السودان، وإذا ما استمر هذا النظام فإن الجنوب ليس فقط هو من يسعى للانفصال، فهناك حرب في دارفور وحرب في الشرق ولا بد من مواجهة هذا الواقع بالإضافة إلى أن الأفراد في أقصى الشمال غير راضين عن الوضع الحالي وبالتالي فإن هذا النظام هو من يقسم السودان إلى دول صغيرة وهذا نتيجة الحكم السائد في الخرطوم". وبشأن ما إذا كان هناك جهد مشترك بين الأطراف في السودان لوضع قواعد تقنع الجنوبيين بأن خيار الوحدة هو الأفضل أجاب سيلفاكير "أعتقد انه يمكن القيام بشيء ما في هذا الصدد ولكن لا أعلم أي اطراف يمكنها أن تتعاون لهذا الغرض". وحول ما إذا كان هناك أطراف داخل الجنوب ترى أن الأفضل لها هو الانفصال عن الشمال، أوضح سيلفاكير أن الجميع في الجنوب يلقون باللوم على الشمال، فهناك القادة وهم لديهم القدرة على اتخاذ الإجراءات والأسباب التي دعت إلى الحرب كانت دائما تأتي من الشمال وليس من الجنوب والحرب تتم في الجنوب لكن الأسباب بدأت في الشمال. وتساءل قائلا "فمن يجب إلقاء اللوم عليه، فليس لدى الجنوبيين أي سلطات لإلقاء اللوم عليهم والخرطوم هي من تتحمل هذا اللوم". وأكد سلفاكير أن أهل الجنوب كانت لديهم روح الإيمان بالوحدة ولكن هذه الروح أحبطت من قبل إجراءات اتخذها شركاء الوطن في الشمال، مشيرا إلى أنه منذ مشاركة الجنوبيين في الحكومة لم نشعر بالاستقرار بل نحارب من أجل تحقيق ما تم التوقيع عليه في اتفاقية الوحدة.