شهدت آسيا خلال الأسابيع الأخيرة سباق فضاء محموماً، توجته الصين بتدمير قمر صناعي في الفضاء، ثم أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً بالستياً مرّ من فوق اليابان، الأمر الذي حث الأخيرة على وضع برنامج تجسس فضائي تقدر قيمته بعدة مليارات من الدولارات. ومؤخراً، أطلقت الهند صاروخاً بالستياً يصل مداه إلى الشرق الأوسط، فيما تستعد لإرسال صاروخ إلى القمر، وفي هذه الأثناء بدأت باكستان بتطوير رؤوس حربية جديدة. وتشكل هذه التطورات التي شهدتها آسيا سباقاً فضائياً محموماً، هو الأكثر سخونة منذ نهاية الحرب الباردة بين القطبين العالميين، الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي السابق، كما أنه ينذر باندلاع حرب باردة بين الدول الآسيوية. ويبدو أن توفر التكنولوجيا اللازمة لدى هذه البلدان، مكنها، إلى جانب توفر الأموال، من بلوغ هذه المرحلة من التقدم في مجال السباق الفضائي بينها. و من الواضح حاليا أن الصين تنفرد بالمركز الأول في هذا السباق بعد نجاحها في إرسال رواد فضاء إلى الفضاء الخارجي غير أن الهند وكوريا الجنوبية وماليزيا وتايوان نجحوا في إرسال أقمار صناعية ووضعها في مدارات حول الأرض. أما الدولة الآسيوية الثانية في السباق الفضائي بعد الصين، فهي اليابان، إذ بعد عقود من العمل، أكملت طوكيو في شهر فبراير شبكة مكونة من أربعة أقمار صناعية للتجسس، ويمكنها مراقبة أي بقعة على الأرض بشكل يومي. وبلغ إنفاق اليابان سنوياً على برنامجها التجسسي الفضائي نحو 500 مليون دولار سنوياً. وباتت اليابان والهند والصين حالياً تمتلك القدرات لإطلاق صواريخها الخاصة بها إلى الفضاء، فيما يوجد لدى كل من كوريا الشمالية والباكستان برنامج صاروخي نشط.