ولد رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق فؤاد شهاب في غزير عام 1902 وهى بلدة من أعمال قضاء كسروان في جبل لبنان ، وكان يحمل لقب الأمير لأنه من سلالة الأمراء الشهابيين. *درس في الكلية الحربية في مدينة حمص التي تخرج فيها ضباط الجيشين السوري واللبناني. *تولى قيادة الفرق العسكرية اللبنانية قبل أن ينل لبنان استقلاله عام 1943 ، وظلت في إطار الجيش الفرنسي، حتى بعد الاستقلال، إلى حين جلاء آخر جندي فرنسي في الأول من أغسطس 1945، فنشأ الجيش اللبناني المستقل بقيادته. *ويوم الثامن عشر من سبتمبر 1952 حين اشتد الخلاف بين بشارة الخوري رئيس الجمهورية اللبنانية والمعارضة وبلغت الأزمة الذروة واستقال الرئيس، بعدما أصدر آخر مرسوم في عهده يقضي بتعيين اللواء فؤاد شهاب قائد الجيش رئيسا للحكومة الانتقالية. *مثل كل انتخابات رئاسية في لبنان ينجح الرئيس الذى يحظى برضا دولي وإقليمي ، أصبح فؤاد شهاب رئيسا للجمهورية اللبنانية اعتباراً من الثاني والعشرين من سبتمبر 1958، بعد أن حدث توافق واشنطن مع الرئيس عبد الناصر (رئيس الجمهورية العربية المتحدة آنذاك). *ومن موقعه كقائد للجيش اللبناني كان ملمّا بتفاصيل السياسة الداخلية ومطلعا على فساد الإدارة وعلى انتهازية رجال السياسة الذين كان يطلق عليهم في مجالسه الخاصة لقب "أكلة الجبن"، وقرر أن يبني دولة المؤسسات وأن يطبق على النظام السياسي إصلاحا إداريا شاملاً، وفي إطار متواز اشتغل على انتهاج سياسة خارجية لبنانية مختلفة. *أدرك شهاب أن التوافق مع الرئيس جمال عبد الناصر ينبغي أن يكون في صلب السياسة الخارجية اللبنانية، وقد اجتمع معه في مركز عند الحدود السورية اللبنانية، وطمأنه إلى أن لبنان مؤيد لسياسة الجمهورية العربية المتحدة ،وظل هذا التوافق قائما حتى بعد انفصال سوريا عن مصر عام 1961. *وساهمت إجراءات التأميم التي طبقت في بعض الدول العربية عام 1961 في هروب رؤوس الأموال العربية إلى بيروت التي أصبحت عاصمة العرب المالية، وانعكس ذلك في عهد فؤاد شهاب على الاقتصاد اللبناني الذي عرف ازدهاراً كبيراً. *وفي أخر يوم من عام 1961 قام الحزب القومي الاجتماعي بمحاولة انقلاب لم يكتب لها النجاح وحدث من بعدها أن قوي نفوذ العسكريين في السلطة اللبنانية بغية الحفاظ على الأمن والنظام. *وغضّ فؤاد شهاب الطرف عن تدخل الجيش في السياسة، هو الذي كان يعارض ذلك، وأصبح لضباط "المكتب الثاني" أى المخابرات اليد الطولى في الكثير من القرارات. *انتهت ولايته عام 1964 وكان أنصاره يطالبونه بتجديدها، غير أنه لم يرشح نفسه. *وفي عام 1970 دعم بقوة ترشيح الياس سركيس (الذي كان في عهده مدير عام الرئاسة) لمنصب رئيس الجمهورية، لكنه خسر بفارق صوت واحد. *وعندما انتخب سركيس عام 1976 رئيسا كان شهاب قد أصبح في ذمة الله ، حيث توفى في صربا25 إبريل/نيسان 1973عن عمر ناهز الحادية والسبعين.