ثمة مشكلة متنامية في الاقتصاد الإسرائيلي الحديث المعروف بقطاعه التكنولوجي المبتكر، إذ تقول جماعة معنية بحقوق الفلسطينيين إن نسبة الفقر بين الأسر العربية في إسرائيل أعلى مرتين من نظيرتها بين الأسر اليهودية. وجودت فرح - 64 عاما - الذي يملك متجرا في مدينة الناصرة القديمة مثال لنحو 47.6% من العرب الذين يعيشون تحت خط الفقر في إسرائيل، حسبما جاء في تقرير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. وتضم منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مجموعة من الدول المتقدمة التي تقبل مباديء الديمقراطية واقتصاد السوق الحرة وتمارس ضغوطا لتحسين سياسات الدول. ويحتاج فرح إلى دخله المتدني من المتجر ليكمل به معاشه التأميني. وقال "أنا باخذ تكملة معاش من التأمين الوطني. باخذ 2350 شيكل بس شو بده يكفوا /لكن ماذا يكفي/ هدول. دخان ومش دخان. وبصراحة أنا كمان بدي أشرب بالليل من شان /لكي/ أنام. وعندي أوجاع بظهري. ظهري بوجعني ودسكات.. ركابي أجري أصعابي /أصابع قدمي/.. ايدي /يدي/.. مجبور أنزل وأطلع حق دخاناتي. مصرحيلي نفوت /يجب ان يجلب المتجر/ 1200 شيكل بالشهر. مرات ما نفوتش /لا يجلب/ 200.. 300 شيكل. مرات مفوت 500.. مرات 600.. مرات 700". وتفيد مؤسسة ركاز الجليل بأن 50.2% من الأسر المقيمة في المناطق التي يغلب العرب على سكانها في إسرائيل تعيش في فقر مقابل 27.4% من الأسر اليهودية. وقالت ليانا فاهوم منسقة المشروعات بمؤسسة ركاز الجليل "يعني فوق أكثر من نصف المجتمع العربي بالبلاد يعاني من الفقر. يعني هو تحت خط الفقر. ان كان لأسباب عدة يعني جزء منهن حتى للأسف يعني بس /فقط/.. جزء من العائلات الموجودة تحت خط الفقر هي عائلات اللي /التي/ فيها معيل. فيها حدا بشتغل /أحد يعمل/. بس هذا بضمنش /لا يضمن/. هذا معناه أنه كمان /أيضا/ معدل الأجر الشهري يعني بآخر الشهر هو كمان مش كافي". وأضافت "إذن إذا منقارن بين العربي وبين اليهودي معدل الأجر العام بآخر الشهر عند العائلات العربية أقل من 7000 شيكل بينما بالعائلة اليهودية معدل الأجر هو 13000، فعمليا تقريبا مضاعف يعني. فهذا كمان سبب ليش منشوف /نرى/ أنه عند العرب نسبة الفقر أعلى من المجتمع اليهودي في إسرائيل". وتشمل عدم المساواة كل مجالات الاقتصاد الإسرائيلي حيث لا يزيد متوسط دخل العرب عن ثلثي نظيره عند اليهود في الوقت الذي يعادل فيه مستوى البطالة بين العرب 4 أمثال مستواه بين اليهود. وقالت ليانا فاهوم "دراستهن فرجت /أظهرت/ أنه المجتمع العربي فيه فارق.. فيه فجوة جدا كبيرة بينه وبين المجتمع اليهودي من ناحية نسبة الفقر ونسبة الناس اللي بتقاضوا أجر اللي هو يعني منخفض. فهذا يعني عمليا هو مؤشر لأكثر من شيء. هي مش بس /ليس فقط/ شريحة عامة اللي أفقر من غيرها إنما الفجوات كثير كبيرة". ويشكو العرب في إسرائيل كثيرا من التفرقة وتدني الأجور في سوق العمل. ويتهم الكثير من المنظمات المحلية الحكومة الإسرائيلية بعدم المساواة بشكل منهجي بين العرب واليهود. وتقول إسرائيل إن المشاركة السياسية فقط هي التي يمكن أن تضمن حقوقا متساوية ومخصصات مالية للسكان العرب لكن الأحزاب العربية في البرلمان الإسرائيلي ترفض الانضمام إلى الائتلاف الحكومي. ويمثل عرب إسرائيل نحو 20% من سكانها. وسببان واضحان للفقر بين أفراد الأقلية العربية هما كبر حجم الأسر وارتفاع معدل البطالة. وأشار تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية إلى أن ثمة دلائل على أن الإنفاق العام على تعليم الطفل في المجتمعات العربية بإسرائيل يقل بنحو الثلث عن الإنفاق المخصص للطفل اليهودي. وتعيش سناء فرح - 56 عاما - مع زوجها جودت و3 أبناء في الناصرة أكبر المدن العربية في إسرائيل. وتحمل سناء إسرائيل المسئولية عن تفشي الفقر بين السكان العرب. وقالت "احنا اللي مكالينها /نحن الذين نعاني/. احنا وضعنا الاقتصادي ماكلينها. احنا 2000 شيكل.. 2500 شيكل.. شو بدنا نعيش منهن /كيف نعيش بها/. ندفع منهن كهرباء ومي /مياه/ وضريبة ومدارس. شو بدي أدفع منهن". وتأمل إسرائيل الانضمام رسميا إلى عضوية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في مايو/ أيار.