كتبت صحيفة هيرالد تريبيون الأمريكية أنه على الرغم من أن دخول أوباما فى خلاف حاد مع إسرائيل يحمل الكثير من المخاطر السياسية المحلية والأجنبية ، إلا أنة قد يحمل مكسبا للإدارة متمثلاً فى زيادة مصداقية أوباما كصانع للسلام فى الشرق الأوسط من خلال التأكيد للفلسطينيين والإسرائيليين المتشككين أنه قادر على دفع الجانبين للتوصل إلى إتفاق. وتمثلت المخاطر السياسية الداخلية فى مطالبة عدد من أعضاء الكونجرس ،معظمهم ديمقراطيين ، أوباما بتقليل حدة التوتر مع الحكومة الإسرائيلية بعد إعلانها عن خطة لبناء مساكن إستيطانية جديدة.فقد دعا ممثل ولاية فرجينيا الجمهورى البيت الأبيض إلى عدم محاولة فرض رؤيتها على صديق وفى. كما أصدرت المرشحة السابقة لمنصب نائب الرئيس عن الحزب الجمهورى سارة بالين بياناً يحث الرئيس على تحسين العلاقة مع حليف الولاياتالمتحدة إسرائيل. وقد بدت إدارة أوباما هادئة تجاة هذا الغضب من الكونجرس وكانت هناك مؤشرات على إتخاذ خطوات تجاه تهدئة الوضع.فقد جرى إتصال هاتفى بين نائب الرئيس بايدن ونتنياهو.كما أكدت وزيرة الخارجية كلينتون على قوة العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة وإلتزام الولاياتالمتحدة بالأمن الإسرائيلى. وكان مسئول كبير فى الإدارة الأمريكية قد قال إن هذا الموقف الأمريكى الحازم من إسرائيل ضرورياً للغاية ليؤكد إنهم يعنون ما يقولون عند الدخول فى مباحثات، فالقرار الإسرائيلى ببناء مساكن جديدة قوض الثقة فى الوقت الذى كانت تسعى فية الولاياتالمتحدة لعقد مفاوضات غير مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وساعد هذا الموقف المتشدد من إسرائيل الإدارة الأمريكية على مواجهة ما قيل من أنها صمتت الصيف الماضى عندما رفض نتنياهو طلب أوباما بتجميد البناء فى كل المستوطنات.مما أغضب الفلسطينيون ودعا العالم العربى إلى التساؤل ما إذا كان أوباما سينفذ وعده الذى قطعه فى كلمته التى ألقاها فى القاهرة.وأثار ذلك قلق الولاياتالمتحدة من أن هذه الفجوة فى المصداقية ستجعل من الصعب عليها أن تحصل على دعم دول الخليج العربى لفرض عقوبات جديدة على إيران بسبب برنامجها النووى. ويرى عدد من أشد المؤيدين لإسرائيل فى الكونجرس أن الخلاف بين الجانبين سيساعد فى التركيز على الجائزة الكبرى .فقد حان الوقت لتقول إدارة أوباما لشريكائها الإسرائيلين والفلسطينيين إن علينا أن نرى سلاماً ، ويعد إحراز تقدم فى الشرق الأوسط تحد كبير تواجهه المصالح الأمريكية.