بعد 14 حلقة متواصلة من مدونات رحلة إلي آخر العالم، أستأذن في التوقف هذا الأسبوع للتعليق علي رسائل القراء الأصدقاء عن الحلقات السابقة حتي يكون التواصل إيجابيا ومثمرا. ولا شك أن سعادة القاريء بما يقرأ يسعد الكاتب أكثر مما يجعلني أبدأ بالامتنان العظيم لكلمات عدد من القراء الأعزاء الذين خصوني بكلمات جميلة ورقيقة من بينهم الأساتذة مالك السيسي، وجمال عبد الفتاح قادوس، ويحيي صابر شريف، وأحمد الجندي، وسمير رزق، ونبيل الذي لم يترك إسمه كاملا، وأحمد سعيد، وعبد المهيمن، وتادرس من استراليا، ومجدي طاحون، والأستاذة زينب حسن سرور، فلهم الشكر. وعن رسائل القراء الأخري أبدأ برسالة عتاب من الصديق حسن حامد رئيس إتحاد الاذاعة والتليفزيون السابق عن إشارتي إلي المكسيك بأنها من دول أمريكا الجنوبية بينما هي وهذا فعلا صحيح كما يقول الأستاذ حامد تتبع أمريكا الوسطي. وإضافة إلي تصحيح الأخ حامد فإن منطقة أمريكا الوسطي تمتد من المكسيك إلي شمال غرب كولومبيا وتضم هذه المنطقة: جواتيمالا, وبيلز( مستعمرة بريطانية سابقا تحررت عام1981 ويسكنها أقل من300 ألف) وهندوراس, والسلفادور, ونيكارجوا, وكوستاريكا, وبنما. وربما يرجع خطأ البعض الشائع في ضم المكسيك إلي أمريكا الجنوبية كما أخطأت إلي احتلال إسبانيا للمكسيك وأن لغتها الأولي هي الإسبانية مما أوجد تقسيما لدول جنوب أمريكا يضم الدول التي تتحدث الاسبانية والبرتغالية ويطلق عليها دول أمريكا اللاتينية. ومن طارق الذي لم يذكر اسمه كاملا يقول إن كريستوفر كولمبوس وصل إلي ما يسمي حاليا هاييتي واكتشف أمريكا الوسطي وليس المنطقة الجنوبية من أمريكا كما ذكرت. وردا علي ذلك فالثابت أن كولمبوس(1451 1506) وهو ملاح عمل لحساب إسبانيا كان يقصد الوصول من ناحية الغرب إلي قارة آسيا الغنية بالتوابل علي اعتبار أن الرحلة من هذه الناحية أقصر وأن البحر مفتوح إلي آسيا فإنه من خلال أربع رحلات متباعدة قام بها لم يصل أبدا إلي آسيا وإنما إلي عالم جديد فتح الطريق أمام المكتشفين والمستعمرين للوصول إلي الأمريكيتين. وإستنادا إلي دائرة المعارف البريطانية فقد بدأ رحلته الأولي في أغسطس1492 ومر بجزر بهاماس في12 أكتوبر وظل يبحر بعض الوقت ثم عاد إلي إسبانيا حيث جهز لرحلته الثانية بين1493 96 ووصل إلي شاطيء أطلق عليه إيزابيللا علي إسم ملكة إسبانيا وهي أول مدينة أوروبية في العالم الجديد( حاليا جمهورية الدومنيكان) وفي الرحلة الثالثة(1498 1500) وصل كريستوفر إلي جنوب أمريكا ويقال إن إدارته الضعيفة للرحلة جعلته يعود إلي إسبانيا مرة أخري ليقوم برحلته الرابعة التي عاد فيها إلي أمريكا الجنوبية وأبحر علي ساحل يعرف حاليا باسم هندوراس وبنما. ومن عبد العال (لا أعرف سبب عدم ذكر الاسم كاملا) يضيف تعليقا علي صفقة شراء أمريكا نصف أراضي المكسيك نظير15 مليون دولار وشرائها آلاسكا من الاتحاد السوفيتي بسبعة ملايين و200 ألف دولار إن من أغرب الصفقات أيضا بيع الاتحاد السوفيتي للهند مصنع لطائرات السوخوي مقابل كامل محصول الهند في الشاي ذلك العام. معلومة أشكرك عليها وعلي مسئوليتك. وتسأل م. فريدة لماذا أحكي عن رحلاتي الأجنبية وألا يوجد لك رحلات في مصر أتحدث وأبدي إعجابي بها؟ وأقول: كتير وقد كتبت عنها في عمودي بالأهرام اليومي وأتذكر منها رحلة إلي دير سانت كاترين وإلي سيوة وإلي بحيرة ناصر بالباخرة من أمام السد العالي إلي معبد أبو سمبل وهي رحلة لم أشاهد في أي مكان في العالم عدد النجوم التي تغطي صفحة السماء في هذه المنطقة بسبب بعدها عن التلوث, وغير ذلك رحلة إلي الأقصر سواء بالطائرة أو بالباخرة من أسوان. وتسأل صاحبة السؤال السابق م. فريدة( يعني إيه م. ولماذا لا تكمل الاسم) تسأل: لماذا تقف الباخرة دقيقة فوق خط الإستواء؟ وتضيف لو كنت أخذت معك البوصلة المغناطيسية لعرفت الاتجاهات وأنت وسط البحر. أما الوقوف دقيقة علي الاستواء فهو إحتفاء بالحدث الخاص. ثم لماذا أصحب بوصلة وهناك بوصلة وأجهزة الباخرة الدقيقة. وبالمناسبة فقد أقام قائد الباخرة ظهر يوم مرورنا بخط الاستواء غداء خاصا في طابق حمام السباحة بالباخرة بالدور الثاني عشر قام فيه عدد من البحارة بالتنكر في ملابس بعض الشعوب التي يمر بها ذلك الخط بالاضافة إلي بوفيه يضم عددا من أطعمة تلك الشعوب. وإلي القاريء أحمد عبد القادر التابعي: فعلا عندك حق في ملاحظتك التي أعتذر عنها بتكرار كلمة الشرقية في تقسيم قارة أمريكا الجنوبية بين إسبانيا والبرتغال فقد حصل الاسبان علي النصف الغربي والبرتغال علي الشرقي. وإلي القاريء محمد عبد القادر الحبشي: مصر بالنسبة إلي أي مصري حاجة تانية ولا نضعها موضع الاختيار مع أي بلد آخر ولا يعني الإشارة إلي جمال المكسيك أو غيرها أنها أجمل من مصر. وإلي القاريء طارق( أيضا مع إخفاء بقية الإسم) الاستقلال الأمريكي لو لم يبدأ بالقضاء علي الهنود الحمر ما كان تم. صحيح أن المعركة إنتقلت بعد ذلك إلي صراع بين الأمريكيين والإنجليز ولكن قبل ذلك إشترك الاثنان في حرب ضد الهنود الحمر سكان البلاد الأصليين, ولذلك لو عدت إلي ما كتبت تجدني قلت وانتهي الأمر. وأنهي برسالة من محمد عبد التواب يقول فيها: هروب مقبول ولكن إلي متي؟ ورسالة أخري من ماهر عمر تقول: يا أخي البلد مولعة في الداخل وإنت لسه في بساط الريح؟ سده وإستريح. وكان تاريخ هذه الرسالة16 يناير والحمد لله البلد ماولعتش وأظن أن صاحب الرسالة مازال يستمع إلي الأغاني ويتفرج علي مباريات الكرة والأفلام وغيرها يعني ماقفلش التليفزيون واستراح. أما موضوع الهروب الذي يشير إليه الأخ عبد التواب فهروب من إيه؟ هروب إلي مرة واحدة في الأسبوع أحاول أن أقدم فيها مساحة ثقافية تاريخية سياحية عن رحلة وأزعم أنني أول صحفي مصري وربما عربي قام بها إلي منطقة مازالت مجهولة وقد وصلت فيها إلي آخر العالم فعلا. وإلي الجمعة القادم لنواصل الرحلة. * نقلا عن جريدة الاهرام المصرية