بدت شوارع بغداد أمس بعد يوم واحد من عملية الاقتراع لاختيار برلمان جديد، التي جرت في عموم البلاد هادئة تشوب أهلها مشاعر القلق والترقب حول النتائج، فلا يخلو شارع ولا بيت ولا مقهى من حديث عن الانتخابات التي خلصوا من خلالها إلى أن من يستحق الثناء هم المواطنون أنفسهم الذين تحدوا أصوات الهاونات وخرجوا للإدلاء بأصواتهم. شاشات التلفزيون في الأماكن العامة والخاصة لا تبحث عن إشارات القنوات الخاصة بالأغاني أو الأفلام بل إن غالبية العراقيين تواصلوا مع الأخبار عبر الشاشات العراقية والعربية لمتابعة نتائج الانتخابات. فيما تداول الكثير منهم رسائل عبر أجهزة الهاتف الجوال يهنئون بعضهم بعضا، بتقدم القائمة التي رشحوها فيما خصص آخرون جزءا من وقتهم للاتصال بأصدقاء أو أقارب رشحوا قوائم منافسة لكنها لم تحصل على نتائج معقولة لإطلاق النكات والتعليقات الساخرة. الحديث عن الخروقات والمراقبين وشبكات المراقبة صار محط اهتمام الشارع أيضا باعتبار أن الموقف الرسمي لم يعلن بعد. وأكد عدد من المواطنين ل«الشرق الأوسط» أن ظهور بعض المسؤولين وبعض السياسيين على شاشات التلفزيون يخضع لتحليل أهالي المدن، فبعضهم يحلل الصورة ونفسية الشخصية، ويحدد فيما إذا كانت خاسرة أو رابحة بعد أغلاق مراكز الاقتراع في بغداد والمحافظات أبوابها بدأ ماراثون القلق ينتاب قلوب المرشحين بعضهم يخوض المعترك الانتخابي للمرة الأولى وبعضهم الآخر أشار لهم مراقبون بأن الأصوات التي حصدوها لن تجعلهم يخطون صوب «عتبة البرلمان» فيما تسمر مرشحون آخرون أمام شاشات التلفزيون وغيرها من وسائل الأعلام بانتظار النتائج الأولية للانتخابات. بعض من المرشحين الخاسرين ذهب لشراء حبوب السكر والضغط من الصيدليات فيما قاد آخرون جرارات زراعية لجمع دعايتهم الانتخابية قبل طلوع الشمس من الشوارع فيما سخر ناخبون من «المرشحين الخاسرين» مطالبين وزارة الصحة بأن «تعلن حالة الإنذار في جميع المستشفيات لغرض استقبال المرشحين الخاسرين تحسبا لإصابتهم بنوبات قلبية». فيما هدد زوج مرشحة أخرى بالطلاق إذا لم تحقق الفوز لأنها رهنت منزل الأسرة بالإضافة إلى إنفاق الأموال التي جمعاها منذ سنوات. مرشح خاسر قال ل«الشرق الأوسط»: «كانت تجربتي في الانتخابات خاسرة ولن أعود للعمل في مجال السياسة أبدا وقد قررت أن أصبح تاجرا». مضيفا «فكرة الترشيح جاءت عندما أوهمني بعض الناس بأن أرشح للانتخابات وسيكونون معي وبعد ظهور النتائج الأولية تبين أنهم خذلوني ولم أحصل سوى على القليل من الأصوات». أكد لا توجد أي عمليات تزوير، بل جرت العملية الانتخابية بكل شفافية مؤكدا من يدعي حصول تزوير في الانتخابات يريد أن يبرر خسارته وعليه تقبل الخسارة ويبارك للفائزين.