كشف تقرير استخباري أدلة على أن مسؤولين رفيعي المستوى في سوريا وألمانيا وحتى داخل وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي أي اي) كانوا على علم بالكراهية التي يكنها منفذو هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001 للأميركيين، ويعرفون برغبتهم بتنفيذ الهجمات على الولاياتالمتحدة قبل وقوعها. ونقلت جريدة الشرق القطرية عن موقع "وورلد نت ديلي" الأميركي ما جاء في تقرير نشره مؤسسه جوزف فرح على موقع "جي 2 بوليتين" الاستخباري بأن ثمة دليلاً على أن السلطات لم تكن تعلم على الأرجح بخطط محددة لاختطاف طائرات ركاب وتحويلها إلى قنابل طائرة، وإنما كانت تعلم بأن ثمة أمراً ما يتحضر. وتبين في التقرير الاستخباري أن بعض المعلومات، التي لم تتوفر للجنة التحقيق في الهجمات، توفرت لمحامي دفاع في المحاكمات المدنية التي خطط لها وزير العدل الأميركي إيريك هولدر للإرهابيين المعترفين في نيويورك، على بعد مبان قليلة من المكان الذي قتل فيه قرابة 3 آلاف شخص. وكشف التقرير وجود دليل عن رابط بين عناصر القاعدة من سوريا وإسبانيا والسعودية والإخوان المسلمين السوريين وخلية إرهابيين في مدينة هامبورغ الألمانية حيث خطط منفذو اعتداء11 أيلول/سبتمبر لهجومهم. إن ثمة معلومات موثقة تفيد بأن منفذي هجمات 11 أيلول/سبتمبر أجروا سلسلة اتصالات مع عميل لل"سي آي إي" ومع الإخوان المسلمين في سوريا. واعتبر "وورلد نت ديلي" أن هذه المعلومات قد تكون محرجة لأميركا وألمانيا، كما قد تسبب ذعرا في المجتمع الاستخباري نظراً للتصنيفات الأمنية المتعلقة بالمعلومات عن وجود روابط من ألمانيا مروراً بسوريا وأسبانيا والسعودية وصولاً إلى الولاياتالمتحدة. وتبين في التقرير أن الروابط تجوب العالم وتشمل عدداً من الأفراد والمسؤولين والمؤسسات ولكنها تدور حول هامبورغ حيث يعتقد أن شركة واحدة على الأقل هي "تاتكس ترايدنغ" كانت واجهة للجهاز الاستخباري السوري، من دون نسيان علاقاتها بالإخوان المسلمين السوريين. يشار إلى أن هذا الأمر يلقى دعماً بحقيقة أن المدير السابق لمديرية الاستخبارات العامة السورية محمد مجيد سعيد (1987 — 1994 ) يملك حصة في شركة "تاتكس ترايدنغ" التي يملكها العضو في الإخوان المسلمين عبد المتين ططري. وأشار التقرير إلى أنه بالإضافة إلى "تاتكس"، يملك ططري شركة ثانية هي "تريبل بي ترايدنغ" وكلتاهما شركة استيراد وتصدير. ولفت إلى أن مالكي الشركة الثانية الرئيسيين هم السعوديون عادل عبد الجليل باترجي أحد أصدقاء زعيم القاعدة أسامة بن لادن، ورئيس بنك الشمال الإسلامي، وإحدى المنظمات الخيرية: محمد باحارث وحسن باحفظ الله. وارتبط اسم باترجي بإنعام الأرناؤوط من خلال جمعية خيرية فرضت عليها عقوبات أميركية هي "مؤسسة البر الدولية". وأدين الأرناؤوط في أميركا بتهمة الإرهاب وهو عضو في الإخوان المسلمين السوريين، وله صلة مباشرة بمؤسس الخلية في هامبورغ التي نفذت هجمات11 أيلول/سبتمبر محمد زمار. وذكر التقرير أن مسؤولين ألمان كانوا يراقبون العمليات ويظنون أن جهاز الاستخبارات السوري حاول السيطرة على أعضاء الإخوان المسلمين في هامبورغ، ومن بينهم منفذو هجمات 11 سبتمبر. وأشار إلى أنه قبل تنفيذ الهجمات، حصل عميل في ال"سي آي إي" على معلومات من مسؤولي مكافحة إرهاب ألمان يراقبون الإخوان المسلمين السوريين.