بعد شهر من تصريح له اعتبر فيه روسيا "متخلفة وفاسدة" يعود الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف بنبرة مختلفة في خطابه السنوي ليطالب أمام النخبة السياسية بتحديث جذري لروسيا. لقد اختلفت نبرة الرئيس الروسي بين خطابه السنوي وتصريحاته السابقة إلا أن الهدف السياسي يبقى واحدا: إن ديميتري ميدفيديف يريد أن يجسد شخصية من حاول إخراج بلده من براثن الاقتصاد الموجه والفساد ومعالجتها من إدمان اقتصاد البترول. إنه يطمح في خلق مملكة من أصحاب المشاريع في بلد رزح تحت نير النظام السوفيتي. " إنها بالنسبة لروسيا مسألة حياة أو موت في العالم المعاصر" هكذا تحدث ديميتري ميدفيديف في خطابه السنوي ثم أضاف آسفا" لقد تم إنشاء مجمعات صناعية لاستخراج الغاز وتصنيع الأسلحة النووية مرورا بالبنية التحتية في مجال الاتصالات كل ذلك تم بأيدي متخصصين سوفييت وليس بأيدينا، لقد حان الوقت للأجيال الجديدة كي تحاول إسماع صوتها وكي تدخل بلدها في مرحلة جديدة من التنمية". إن روسياالجديدة التي يتصورها الكرملين ستتمكن من إنتاج دواءها بنفسها بحلول 2020 وستطلق صواريخ ذات جودة عالمية المستوى إعتبارا من 2015 كما ستتيح الانترنت فائق السرعة في المدارس وستبني شبكة من الطرق طبقا للمعايير الأوروبية وتنشئ قبل 2014 جيلا جديدا من المفاعلات نووية كما ستزود جيشها بالتكنولوجيا عالية المستوى. في روسياالجديدة التي يتصورها ميدفيديف لن يتعدى نصيب الدولة في الاقتصاد الوطني نسبة 40%، ولن تقوم قائمة للمؤسسات الضخمة العامة التي ازدهرت في عهد سلفه فلاديمير بوتين والتي سيطرت على قطاعي التسليح والمال والقطاع النووي. هذه الثورة في الاقتصاد الروسي يجب أن يصاحبها "منافسة حرة وعادلة ومتحضرة بين الأحزاب السياسية" لوضع حد لحالات التزوير الضخمة التي شهدتها انتخابات 11 أكتوبر لصالح حزب فلاديمير بوتين "روسيا الموحدة".