أعلن صندوق النقد الدولي ان الاقتصاد العالمي خرج من أسوأ فترة ركود منذ الحرب العالمية الثانية، بقيادة النمو القوي لاقتصادات آسيوية كبيرة مثل الصين والهند، وتوقع أن يشهد الاقتصاد العالمي تعافيا متباطئا في عام 2010. ومن المتوقع عموما أن ينكمش الاقتصاد العالمي بنسبة 1.1% في عام 2009 قبل أن ينمو بنسبة 3.1% العام القادم، يأتي هذا بالمقارنة مع توقعات الصندوق الصادرة في يوليو/ تموز 2009 التي أشارت إلى انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 1.4% خلال العام , قبل أن ينمو بنسبة 2.5% العام المقبل. وسيظل النمو خلال السنوات القادمة متباطئا إذ قال الصندوق إن الاقتصاد العالمي سوف ينمو بنسبة 4% في المتوسط خلال الفترة من عامي 2010 إلى 2014 متراجعا من متوسط بلغ نحو 5% في السنوات السابقة على الأزمة. ويقود عملية التعافي الاقتصادي النمو القوي لاقتصادات آسيوية كبيرة مثل الصين والهند في الوقت الذي تبدأ فيه اقتصادات الولاياتالمتحدة وأوروبا واليابان في الخروج من فترة ركود مدمرة. ولفت تقرير الصندوق نصف السنوي عن التوقعات الاقتصادية العالمية الصادر الخميس، الى ان الاقتصاد الأساسي لا يزال ضعيفا، وستواصل البطالة ارتفاعها فيما ستكون وتيرة الانتعاش أبطأ عن المعتاد خلال السنوات القادمة. ورفع الصندوق تقديراته لنمو الاقتصادات المتقدمة في العالم الى 1.3% في عام 2010 من 0.6% في توقعاته في / يوليو، وذلك بعد أن يكون قد انكمش بنسبة كبيرة تبلغ 3.4% هذا العام ، فيما ستنمو اقتصادات الدول النامية بنسبة 4.7% في العام القادم بعد أن يكون نموها قد تباطأ إلى 1.5% في عام 2009. وأضاف أن أوروبا قد تعاني من بطالة يبلغ مستواها نحو 12% بحلول نهاية عام 2011 , بينما سيصل معدل البطالة الأمريكي إلى ذروته ليسجل 10% العام القادم. جاء ذلك خلال لقاء عام لرئيس الصندوق دومينيك ستروس مع الطلبة بجامعة بيلجي التركية في مدينة إسطنبول التي تستضيف الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين خلال أيام. ولا يزال التعافي حتى الآن هشا ومصطنعا إلى حد ما إذ أن الإنفاق العام عزز الكثير من الاقتصادات في أنحاء العالم خلال عام 2008 بدلا من الإنفاق الخاص، وحذر الصندوق حكومات الدول من البدء في سحب إجراءاتها التحفيزية في وقت مبكر جدا. تجدر الإشارة إلى أن تقرير صندوق النقد الدولي هو أكثر التقارير تفاؤلا منذ أن انزلق الاقتصاد العالمي في ركود عميق عام 2008 مع بداية الأزمة المالية.