اعتبر صندوق النقد الدولي ان الاقتصاد العالمي يوشك علي تجاوز الركود وانه سينتعش اكثر العام المقبل. وعزا الفضل في هذا أساسا إلي النمو المتسارع في آسيا والذي تقوده الجارتان الصين والهند. وقال الصندوق في تقرير توقعات جديدة اكثر تفاؤلا "يبدو ان الاقتصاد العالمي يتوسع مجددا مستمدا قوته الدافعة من الاداء القوي للاقتصادات الآسيوية والاستقرار أو الانتعاش المتوسط في المناطق الاخري". كما رجح ان ينكمش الاقتصاد العالمي 1.1% قبل ان ينمو 3.1% العام المقبل، وفي وقت سابق كانت هذه المؤسسة النقدية الدولية قد توقعت ان ينكمش الاقتصاد هذا العام 1.4% علي ان ينمو العام المقبل 2.5% فقط. وفي التوقعات الجديدة يفترض ان يتعدي النمو العالمي في الفترة بين عامي 2010 و2014 معدل 4% مقارنة بمعدل في حدود 5% قبل اندلاع الازمة المالية خريف العام الماضي. ووفقا لتقدير صندوق النقد فإن آسيا وفي مقدمتها اكبر قوتين صاعدتين بالقارة "الصين والهند" ستكون المحرك الاساسي لانتعاش الاقتصاد العالمي. يذكر بهذا السياق ان الصين والهند اللتين يقارب عدد سكانهما 2.5 مليار نسمة لم يشملهما الركود الذي ضرب الاقتصادات العالمية المتقدمة، وان لحقهما ضرر مؤكد حد من وتيرة نمو اقتصاديهما، ورجح الصندوق الدولي في توقعاته ان يقفز النمو الاقتصادي في الصين ثالث اكبر اقتصاد عالمي إلي 9% من 8.5% هذا العام، أي انه سيعود إلي نفس المستوي الذي كان عليه العام الماضي قبل تفجر الازمة. أما الهند فينتظر وفقا لصندوق النقد ان ينمو اقتصادها العام المقبل بمعدل 6.4% من 5.4% هذا العام. وكان قد نما عام 2008 بمعدل 7.3%، وجاء بالتقرير ان خطط الحفز الاقتصادي التي أقرتها بكين ونيودلهي لمواجهة آثار الازمة المالية كانت عاملا حاسما في ارتفاع وتيرة نمو هذين الاقتصادين. وقال صندوق النقد إن الصورة في اليابان ليست وردية مثلما هو الحال بالنسبة للصين والهند، فمن المرجح ان ينكمش الناتج المحلي الاجمالي الياباني هذا العام برمته 4.5% رغم انه عاد إلي النمو بالربع الثاني من العام الحالي متجاوزا أسوأ ركود اصابه واقتصادات العالم الاخري المتقدمة منذ ما لا يقل عن 60 عاما. وحسب تقديرات النقد الدولي فإن اقتصاد اليابان المنتمية إلي مجموعة الثماني سينمو العام المقبل بمعدل لن يتجاوز ال 1.7%. وأشار إلي ان عددا من الاقتصادات الآسيوية ستحفز الطلب الداخلي لتعزيز النمو.