شيء مؤسف ومفزع ومحزن ما يذاع وينشر من وقت لآخر هذه الأيام عن استشهاد بعض ضباط الشرطة خاصة المسئولين عن مكافحة المخدرات علي أيدي تجار المخدرات والمجرمين. لاجدال ان مثل هذه الاحداث المأساوية تدعو الي القلق وتثير الكثير من التساؤلات حول وسائل مواجهة بؤر الاجرام التي تهدد سلام وأمن المجتمع. ليس خافيا ان هناك عوامل مختلفة تساهم في ازدياد عدد هذه الحوادث بشكل ملحوظ في الآونة الاخيرة. يأتي ضمن هذه العوامل الضغوط التي يتعرض لها رجال الشرطة بصورة تقوم علي التعميم من جانب جهات بعينها تحت ستار الدعوة الي الفوضي وانعدام الأمن والأمان. ان الهجوم المستمر علي أداء رجال الشرطة بشكل عام أدي الي الاحباط والتسيب والتهاون في التصدي للمجرمين والخوف من اللجوء الي الحسم في مواجهتهم. كان من نتيجة ذلك قيام هذه الفئة التي تهدد أمن المجتمع باستخدام جميع الاسلحة للمقاومة دون ان يخشوا الاقدام علي التربص برجال الشرطة وقتلهم. هذا الذي يحدث يجعلنا نتساءل »أين حقوق الانسان بالنسبة لهؤلاء الشهداء الذين يسقطون كل يوم وهم يؤدون واجبهم في حماية المجتمع من شرور الخارجين علي القانون« وأين حقوق هذا الوطن في ضمان الامن والأمان والاستقرار لعدم اتاحة الفرصة لهذه الفئات الاجرامية من فرض سطوتهم علي المجتمع. هل حقوق الانسان اصبحت وقفا علي المعتدين علي حرية وأمن المجتمع؟ حقا.. لقد افزعني ما قرأته في صحف يوم الخميس الماضي عن استشهاد اللواء ابراهيم عبدالمعبود مدير مباحث السويس واصابة ضابطين اخرين برصاص عصابة من تجار المخدرات. لقد اطلق عليهم تاجر مخدرات عندما توجهوا للقبض عليه الرصاص من بندقيته الآلية وتمكن من الهرب. هذه الخسارة الفادحة في هذه الرتب من أخواننا من ابناء الشرطة تثير الشك حول اجراءات السلامة في عملية القبض علي هذا المجرم الهارب الذي نال من هؤلاء الضباط الذين كانوا يؤدون واجبهم تجاه هذا الوطن. ان كل مواطن في هذا البلد لا يمكن ان يهدأ له بال ويشعر بالراحة والطمأنينة اذا لم يتم القبض بكل الوسائل علي هذا المجرم الذي ارتكب هذه الجريمة بأسرع ما يمكن. من ناحية اخري فإن هذا الذي يحدث لابد ان يدفعنا الي تغيير اساليب التصدي لهؤلاء المجرمين وان يكون رجال الشرطة اكثر حرصا وعنفا في الاعداد لحملات القبض عليهم. مطلوب من الشعب التجاوب مع هذه الجهود الامنية وان يدعم الدور الذي يقومون به من اجل صالح المجتمع. من الضروري ان يكون للمجتمع المدني دور في شد أزر رجال الشرطة وان يكون دعما وسندا لما يقومون به من واجبات في توفير الحماية والأمن لهم. واذ نعزي رجال الشرطة وهم أبناؤنا واخواننا فإننا لا نملك سوي الدعاء لهم بالرحمة. »وإنا لله وإنا إليه راجعون« * الاخبار