اتفقت مجموعة العشرين على مواصلة ضخ الاموال في اقتصاداتها الى أن يتأكد رسوخ التعافي العالمي، مع العمل على وضع استراتيجية واضحة لسحب الاجراءات الاستثنائية في مرحلة لاحقة. وتعهد البيان النهائي لاجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية في لندن بالعمل مع صندوق النقد الدولي ومجلس الاستقرار المالي للاتفاق على كيفية سحب التحفيز الاقتصادي بطريقة منسقة، مع الوضع في الاعتبار أن حجم وتوقيت وترتيب التحركات سيختلف باختلاف الدول واجراءات السياسة. وفي المقابل، تجاهل البيان المقترحات الفرنسية والالمانية لوضع حد أقصى لمكافآت المصرفيين، الا ان بيانا منفصلا استهدف احراز تقدم في التوصل الى معايير عالمية للاجور بما في ذلك امكانية استعادة المكافات، واقترح الوزراء ارجاء دفع المكافآت لمدة تصل الى خمس سنوات لتقييم ممارسات المصرفيين على المدى الطويل. ويمثل هذا شكلا من اشكال النصر لبريطانيا والولايات المتحدة اللتين كانتا قلقتين حيال القيود التي قد تهدد مراكزهما المالية في لندن وول ستريت. وكانت المانيا وفرنسا قادتا حملة لتقويض ما تعتبره ثقافة الحوافز في صناعة البنوك من خلال ضوابط جديدة صارمة، لانهم يلقون اللوم على المكافات الضخمة للمديرين بانها ساعدت على تصاعد المخاطر في الاقتصاد العالمي، والتى ساهمت بدورها على تمهيد الطريق امام افلاس العديد من الشركات. وقال وزير الخزانة البريطاني اليستر دارلينج عقب الاجتماع السبت انه يجب على كافة المصرفيين حول العالم ان يدركوا ان الدعم الحكومي وأموال دافعي الضرائب ساعدت في تأمين القطاع المصرفي في مواجهة العاصفة المالية العالمية، واشار الى ان لديهم التزاما بان تكون ممارسات الدفع نزيهة. وأضاف دارلينج ان علامات الانتعاش بدأت تظهر، ولكن وزراء مالية مجموعة العشرين لايزالوا حذرين ازاء مستقبل الوظائف والنمو، لذلك اتفقوا على تنفيذ اجراءات الدعم الضرورية عن طريق السياسات المالية والنقدية . ومن المتوقع ان تصاغ التفاصيل النهائية الخاصة بما تم الاتفاق عليه في لندن في قمة رؤساءمجموعة العشرين لكبرى الاقتصاديات العالمية التى سوف تعقد في غضون اسبوعين في مدينة بيتسبرج الامريكية. وتعد قمة بيتسبرج التي يستضيفها الرئيس الامريكي باراك اوباما الثالثة التى يعقدها زعماء مجموعة العشرين منذ انهيار بنك "ليمان براذرز" الاستثماري الأمريكي. ومنذ ان اجتمع قادة مجموعة العشرين في ابريل/نيسان 2009 ظهرت اشارات على بدء انتعاش الاقتصاد العالمي وخروجه من اعظم ركود منذ ستة عقود. وكرر اجتماع لندن دعوات اجتماعات مجموعة العشرين الماضية باجراء اصلاح شامل لحقوق التصويت في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ليعكس انتقال القوة الاقتصادية في العالم الى الاقتصاديات الصاعدة مثل الصين والبرازيل.