هل يمكن ان تصبح مهنة الارشاد السياحي مجالا للاختراق او نقل دعاوي ومعلومات مغلوطة عن تاريخنا وحضارتنا ومجتمعنا؟ الاجابة تقترن بالاجابة علي سؤال آخر اكثر اهمية وهو كيف يمكن لاشخاص اجانب ان يقوموا بممارسة مهنة الارشاد السياحي في مصر لمجرد حصولهم علي تصاريح ترجمة؟ الأزمة تناقشها الآن نقابة المرشدين السياحيين التي حذرت من وجود باب خلفي يخترقه بعض الاجانب للعمل في مجال الارشاد وبذلك يتم تهميش دور المرشدين المصريين. ورغم تحذير النقابة فإن وزارة السياحة تحاول طمأنة المعارضين وتسوق مبرراتها لاصدار هذه التصاريح.. فما وجهة نظر الطرفين؟ المشكلة يستعرضها محمد غريب نقيب المرشدين السياحيين قائلا ان عمل الاجانب في مهنة الارشاد السياحي في مصر هو بالفعل كارثة وخطر يحدق بالمهنة وبالمرشدين السياحيين المصريين الذين هم اصلح من يقوم بشرح تاريخ وحضارة بلادهم العريقة دون تزييف او تزوير او مغالطات. وقد بدأت هذه الظاهرة تطفو علي السطح في منتصف الثمانينيات إلا أنها وصلت الي حد الظاهرة بالفعل في منتصف التسعينيات حيث نجد اجانب من جنسيات مختلفة يعملون بالارشاد السياحي وهو الامر الذي يتعارض مع قوانين عمل الاجانب داخل مصر فالمفترض ان يكون الأجنبي الذي يعمل هنا ليس له مثيل مصري في المهنة التي يؤديها.. أما مجال الارشاد السياحي فنحن لانحتاج إليهم بالفعل لوجود14 الف مرشد سياحي اعضاء في النقابة ويتحدثون28 لغة مختلفة ولانبالغ إذا قلنا ان نقابة المرشدين السياحيين المصريين هي اكبر نقابة في العالم يتحدث اعضاؤها هذا الكم من اللغات.. ويكفي ان نشير الي ان تضيف الاتحاد الدولي للمرشدين السياحيين وضع المرشد السياحي المصري في المرتبة الأولي عالميا لمدة4 سنوات متتالية. وكذلك الاتحاد العربي للمرشدين السياحيين الذي وضعنا ايضا في المرتبة الاولي منذ عام2002 وحتي الآن.. فكيف يتم مثل هذا التكريم علي المستوي العربي والعالمي ونتعرض لمثل هذا الاختراق للمهنة في بلدنا ؟ وهل من الممكن ان يعمل مرشد سياحي مصري في كوريا أو روسيا علي سبيل المثال؟ وبغض النظر عن كل ما سبق فالمرشد المصري هو بمثابة سفير لايخالف توجهات بلده كما ان نقابة المرشدين هي من النقابات التي لا تنتهج سياسة أو سلوكا مخالفا للسياق العام للدولة وهناك تطابق شديد فيما بين منهجنا في العمل وبين هذا السياق.. بل ان مهمتنا هي تفنيد الدعاوي المغلوطة واظهار الوجه الحقيقي والحضاري لمصر فهناك العديد من السياح يأتون الي مصر خاصة بعد احداث11 سبتمبر في امريكا وهم مشبعون ببعض الافكار المغلوطة عن مصر والمصريين.