طالب خبراء البترول بضرورة الغاء البنزين "80 أوكتين" من مصر، في الوقت الذي توقفت جميع دول العالم عن إنتاجه باستثناء دولتي الأكوادور، ورواندا، لما له من تأثيرات سلبية علي خطة الدولة للتوسع في تحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، والاستثمارات الضخمة في هذا المجال، الى جانب المتاعب التي يسببها استخدامه بالنسبة للمستهلك والصحة العامة والبيئة. فيؤكد توم والتر رئيس شركة "إكسون موبيل مصر" أن الفارق الكبير في الأسعار واختلاف درجات الجودة بين بنزين 80 و90 يؤدي إلي سلوكيات غير مرغوبة نلاحظها كل يوم، وتتمثل في الازدحام عليه بالمحطات، وحدوث الاختناقات المرورية، ولجوء بعض أصحاب السيارات ذات الموديلات الحديثة لخلط البنزين80 بالبنزين الأعلي، وبذلك تجد أن تكلفة الدعم الحالية للبنزين80 تتجه مباشرة إلي شريحة أغني. هذا بالاضافة الى - يستكمل المصدر- ان فارق السعر الكبير يفتح الأبواب للتلاعب، والتحايل داخل بعض محطات تموين السيارات بخلط البنزين80 مع النوعية الأعلي للحصول علي أرباح ومكاسب غير مشروعة. وطالب والتر بضرورة الاسراع بإلغاء البنزين80 تدريجيا، أو تخفيض فارق السعر بينه وبين الأنواع الأخري في اقرب وقت ممكن، لضمان تحسين أداء السيارات، وتقليل الانبعاثات السامة وخفض عمليات التكرير ومواجهة مظاهرة غش البنزين وخفض تكلفة الدعم والتي أصبحت جزءا من أعباء إنتاج هذه النوعية من البنزين. من جهته، قال مدحت يوسف رئيس شركة الشرق الأوسط لتكرير البترول "ميدور" انه كان من المقرر إيقاف تسويق البنزين80 أوكتين منذ عام1996 في مصر، عندما بدأ قطاع البترول في انتاج البنزين90 الخالي من الرصاص، ولكن لتلبية احتياجات السيارات القديمة والمتمثلة غالبيتها في السيارات الأجرة استمر القطاع في تسويق البنزين80- وفقا لجريدة الأهرام-. وأضاف ان ثبات سعر البنزين80 أوكتين بالمقارنة بباقي الأنواع الأخري، أدى الى تزايد استهلاك تلك النوعية الرديئة من البنزين منذ عام2006 حتي بلغ معدل استهلاكه خلال العام المالي2009/2008 نحو مليونين و141 ألف طن وأصبح الأكثر استهلاكا بالمقارنة بالبنزين90 الذي بلغ استهلاكه نحو مليون و166 ألف طن، والبنزين92 بلغ استهلاكه مليونا و71 ألف طن. وبالنسبة للاضرار الناتجة عن استخدام هذه النوعية من البنزين، أشار الكيميائي مدحت يوسف إلي الى أن هناك ارتباطا بين الرقم الأوكتيني للبنزين، ومدي ملاءمته لنوعية المحرك، حيث يعتمد ذلك علي خاصية في المحرك تسمي نسبة الانضغاط، وكلما زادت نسبة الانضغاط للمحرك كما في السيارات الحديثة احتاج إلي بنزين ذي رقم أوكتيني أعلي، ومن الطبيعي اللجوء إلي استخدام بنزين عالي الأوكتين في السيارات الحديثة ذات المحركات المتطورة، وفي حالة استخدام وقود أقل في الرقم الأوكتيني مثل البنزين80 فإن صاحب السيارة يدمر بنفسه محرك سيارته مع الزيادة في استهلاك البنزين وعدم انتظام دوران المحرك، وسرعة تآكل أجزاء بالمحرك، ونقص الجودة الحرارية للمحرك وضعف قدرته. أما السيد علاء الغرباوي العضو المنتدب لشركة شل للتسويق مصر فلفت الى أن أقل مستوي أداء لمنتجات البنزين المتوافرة في الدول التي تعمل بها الشركة - حوالي 100 دولة- هو البنزين86 أوكتين، بالإضافة إلي أن معظم السيارات المنتجة منذ أكثر من20 عاما تحتاج إلي بنزين أوكتين90 أو أعلي، ومع كل زيادة في مستوي أداء الأوكتين فإن ذلك يوفر في استخدام الوقود أيضا. واشار الى أن البنزين80 له آثار سلبية علي خطة الدولة لتحويل السيارات للعمل بالغاز الطبيعي، رغم الاستثمارات الكبيرة التي تحملها قطاع البترول لإقامة محطات تموين السيارات بالغاز، وتحويلها من الوقود السائل للغاز وهو وقود نظيف وحضاري وسعره ملائم لمحدودي الدخل، ولذلك يجب مراجعة الاستراتيجية الخاصة بمنتج البنزين بجميع أنواعه وإعادة النظر في وجود منتج بنزين أوكتين80. من جانبه، أوضح السيد جيروم دوشون العضو المنتدب لشركة توتال مصر أنه طوال السنوات الخمس الماضية، اتجه الكثير من مصنعي محركات السيارات العالمية إلي التحذير من استخدام البنزين بأوكتين أقل من90 أو92 حتي تعمل المحركات بكفاءة عالية وبالأداء المطلوب منها، مشيرا الى انه مع التطور في تصميم المحركات، ظهرت تكنولوجيات حديثة تعتمد علي استخدام نظام الحقن الجبري مما يوفر قوة دفع أكبر مع التقليل من استخدام الوقود وهذه المحركات لاتعمل بكفاءة إلا باستخدام البنزين باوكتين95 أو98. كما ثبت أيضا- يستكمل دوشون- أنه بالنسبة للمحركات القديمة ذات عمر يصل إلي15 عاما، والتي تنتشر في مصر وتعتمد هذه المحركات علي نظم الاحتراق القديمة فإن تأثير البنزين80 ضار عليها علي المدي الطويل مما يقلل عمر هذه المحركات ويزيد استهلاك الوقود وتكلفة التشغيل والصيانة والتأثير السلبي علي البيئة. وأشار الى أن الاحصائيات الدولية حول استخدام البنزين في العالم تؤكد أن جميع الدول العربية لا تستخدم البنزين80 وجميع دول افريقيا توقفت عن استخدامه منذ عدة سنوات، وقد تبين أن هناك دولتين مع مصر لا تزال تستخدم البنزين80 حتي الآن، ولذلك يجب تكثيف الجهود بمشاركة وزارة البترول وهيئة البترول مع شركات التسويق العاملة في مصر لتنظيم حملات توعية واسعة توضح للمستهلك الاضرار الناتجة عن استخدام البنزين80 ، وذلك تمهيدا لسحب هذا البنزين تدريجيا من الأسواق.