اثار حضور احمدى نجاد فى الجمعية العامة للامم المتحدةبنيويورك جدلا واسعا وعاصفة جعلت كلمته تسرق الاضواء رغم هدوئه المتعمد ،فصار نجم الدورة الحالية للجمعية العامة. ففى كلمته امام الجمعية فى دورتها ال62 " شن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد هجوما عنيفا على الولاياتالمتحدة متهما اياها بانتهاك حقوق الانسان، مؤكدا فى البداية أن ملف بلاده النووي أصبح "مغلقا" وعاد -بحسب كلامه- إلى إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتى أجرت محادثات خلال الايام الماضية مع إيران بهدف بلورة خطة للحصول على تأكيدات وأدلة على أن نوايا إيران النووية سلمية ، معتبرا أن الوكالة نجحت في استعادة دورها الناجح بدعم حقوق الدول الأعضاء بحيازة الطاقة النووية السلمية، ومشيرا الى ان بلاده ستظل مستعدة لمحادثات بناءة مع كافة الأطراف. واوضح نجاد إنه على الرغم من التهديدات العسكرية والعقوبات غير القانونية فإن طهران تحركت للأمام خطوة بخطوة وايران الآن معترف بها كدولة لديها القدرة على إنتاج دورة وقود نووى كاملة على نطاق صناعى للأغراض السلمية ،مشيرا الى ان القوى الغربية أصرت على إضفاء صبغة سياسية على ملف إيران النووي. وفيما اعتبره المراقبون نبرة متحدية ومتجاهلة لعقوبات مجلس الامن الدولي بحق ايران اعلن نجاد ان بلاده مستعدة لأن تعرض على الاعضاء الآخرين تجربتها على شكل "برامج تعليمية" بناء على التزاماتها بموجب ميثاق الوكالة الدولية وتحت إشرافها. وفى اشارة ضمنية لادارة الرئيس الامريكى جورج بوش قال نجاد : فى عبارات استفزازية":ان متاعب ومصاعب البشرية واهدار الحق ،والحروب والاحتلال، وانعدام العدل والتهديدات ،ونشر الفساد بين الشبان والفقر والحرمان ،كلها ناتجه عن المغرورين اللاهثين وراء السلطة والحياة المادية. جدير بالذكر ان احمدي نجاد كان قد استمع الى خطاب بوش الذي اشار بشكل مقتضب الى الحالة الايرانية ، الا ان الرئيس الامريكى جورج بوش نأى بنفسه عن خصمه الايراني محمود احمدي نجاد، ولم يظهر تجاهه اي لياقة للاستماع الى خطابه في الاممالمتحدة، وذلك لأن عنده كما اعلن رسميا، "اشياء افضل يقوم بها." ولم يحضر بوش الى القاعة للاستماع الى نظيره الايراني الذي ندد بالمواقف الامريكية، كما كانت مقاعد اعضاء البعثة الامريكية فارغة داخل قاعة الجمعية العامة للامم المتحدة عندما ألقى الرئيس الايراني كلمته. وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض "دانا بيرينو" ان بوش كان مشغولا كثيرا. كان فريق إيرانى قد انهى محادثات فى طهران على مدى يومين مع خبراء من الأممالمتحدة فى محاولة للإجابة على الأسئلة المعلقة بشأن برنامج إيران النووي، وتم الاتفاق على معاودة الاجتماع فى منتصف أكتوبر المقبل وكان الاجتماع جزءا من خطة تم ابرامها فى 21 أغسطس الماضى مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمحاولة المساعدة فى تبديد الشكوك الغربية بأن إيران تريد صنع قنابل ذرية، بينما تؤكد إيران أن برنامجها الذرى هدفه توليد الكهرباء. وشمل الاجتماع بحث مسألة المعدات المستخدمة فى تخصيب اليورانيوم. على جانب آخر ألقى الرئيس الايرانى خطابا بجامعة كولومبيا،وهى واحدة من أكثر الجامعات مهابة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقد وجهت الكثير من الانتقادات لمسئولي الجامعة لدعوة الرئيس الإيراني.،وأجاب نجاد عن أسئلة وجهت له اثارت الاستياء .. ولا يحظى أحمدي نجاد بأية شعبية في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأمام بوابات جامعة كولومبيا التي شددت حراستها، وجه المتظاهرين لائحة طويلة من الاتهامات لأحمدي نجاد وتستخدم إيران أجهزة طرد مركزى تعود للعقد السبعينى من القرن الماضى تسمى "بي.1"، وهى أجهزة قد تتحطم إذا أديرت بسرعة كبيرة لمدد طويلة، ولكن طهران تجرى أبحاثا على النموذج "بي.2" المتطور فى مواقع ليس بمقدور مفتشى الوكالة الدولية للطاقة الذرية الوصول إليها. ويمكن لأجهزة الطرد تخصيب يورانيوم لدرجة تجعله قابلا للاستخدام فى الأسلحة. ويسمح الاتفاق المبرم مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإيران بحل الأسئلة الواحد تلو الآخر على مدى جدول زمنى تقول الوكالة إنه يستمر حتى ديسمبر المقبل ،فى ضوء الزيادة فى عدد أجهزة الطرد فى محطة التخصيب فى "نطنز" ليقترب بذلك عدد الأجهزة من 3000 جهاز تلزم لبدء إنتاج كميات يمكن استخدامها من الوقود النووي. وتلقى القوى الغربية ظلالا من الشك على الاتفاق المبرم بين ايران والوكالة قائلة إنه يسمح لطهران بوضع إجابات لأسئلة من الماضى مثل الأنشطة النووية السرية مع عدم التطرق لبرنامج تخصيب اليورانيوم وهو الطريق المحتمل لصنع القنابل. وكانت الأممالمتحدة قد طالبت إيران بوقف برنامج التخصيب وأصدرت حزمتين من العقوبات على طهران بعد رفضها ذلك المطلب. وتضغط الولاياتالمتحدة لاستصدار حزمة عقوبات ثالثة. فيما ترى الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن طهران حلّت القضية الأولى فى القائمة الخاصة بالخطة، وهى المتعلقة بطبيعة النشاط النووى الإيرانى من حيث التجارب الصغيرة التى استخدم فيها البلوتونيوم ، وأبقيت تلك التجارب سرا بما ينتهك التزامات إيران بموجب معاهدة عدم الانتشار النووي. وفى قراءة لما يحدث فى ردهات الام المتحدة يرى المراقبون ان السحب تتجمع في أجواء الشرق الأوسط ، وان العاصفة ستهب على إيران وان على أحمدي نجاد الاستعداد للعاصفة المقبلة .. إلا أن الرئيس الإيراني جذب اهتماما إعلاميا كبيرا غطى على الكثير من الأحداث الهامة وعشرات الزعماء الأجانب الآخرين الذين حضروا هذا الأسبوع إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. 27/9/2007