بعد مداولات استمرت 5أيام، منح مجلس الشورى الإيرانى أمس الثقة ل18 من الوزراء ال21 الذين اقترحهم الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد للحكومة الجديدة، بينما رفض المجلس تعيين 2 من المرشحات النساء ال3، وكذلك المرشح لوزارة الطاقة. وأعلن رئيس مجلس الشورى الإيرانى على لاريجانى أن البرلمان وافق على تعيين مرضية وحيد دستجردى، وزيرة للصحة، لتصبح أول وزيرة فى تاريخ الجمهورية الإسلامية، بينما رفض البرلمان بغالبية كبيرة منح الثقة للمرشحتين الأخريين للوزارة، وهما: فاطمة أجورلو المرشحة لوزارة الرعاية الاجتماعية، وسوسن كشوارز المرشحة لوزارة التعليم. ولم يحصل محمد على أبادى، المرشح لوزارة الطاقة، أيضاً على ثقة النواب، فى حين أقر البرلمان بقوة تعيين كل المرشحين للوزارات الحساسة فى الحكومة. فقد حصل معظم الوزراء على أكثر من 150 صوتاً، فيما عدا وزير النفط مسعود مير كاظمى الذى حصل على 147صوتاً، مما يعكس تأييداً كبيراً من البرلمان لحكومة نجاد، الذى لاتزال إعادة انتخابه موضع احتجاج المعارضة، رغم انتقاد بعض المحافظين لخياراته. وهنأ لاريجانى وزير الدفاع أحمد وحيدى - المطلوب من الإنتربول للاشتباه بتورطه فى اعتداء على مقر جمعية يهودية فى الأرجنتين سنة 1994- لحصوله على أكبر عدد من الأصوات (276صوتاً). وقبيل التصويت على منح الثقة للحكومة، كان نجاد قد دعا البرلمانيين إلى المصادقة على التشكيلة الوزارية لتقديم "رد حازم على قوى الاستكبار"، قائلاً إن "تصويتا بالإجماع لمصلحة الأعضاء ال 21 فى الحكومة سيرضى المرشد الأعلى (آية الله على خامنئى) ويشكل صفعة لقوى الاستكبار". وعلى صعيد الملف النووى الإيرانى، ندد الرئيس الإيرانى بإمكانية فرض عقوبات جديدة على بلاده من قبل القوى الكبرى، مؤكدا أنه "سلّم مقترحات جديدة" لاستئناف المفاوضات. وغداة دعوة من القوى الكبرى لاستئناف فورى للمفاوضات حول الملف النووى الإيرانى، قال نجاد: "لا أحد يستطيع فرض عقوبات على إيران بعد الآن". وفى غضون ذلك، ذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية "إيرنا"، أن إيران رفضت مجددا المهلة النهائية لإجراء محادثات نووية مع القوى العالمية، مؤكدة أن النزاع بشأن برنامجها النووى لا يتعين التعامل معه إلا من خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية حسن قشقاوى، إن "على (القوى العالمية) أن تدرك أن إيران لن تذعن للضغوط"، وأضاف: "بلدنا مستعد للحوار، لكن لن يقبل بأى مواعيد نهائية مفروضة"، وتابع قائلاً: "تهديدات الغرب بفرض عقوبات لم تعد أداة فعالة لجعل إيران تتخلى (عن حقها فى السعى قدما فى برامجها النووية)". وفى إشارة إلى حزمة المقترحات الإيرانيةالجديدة التى ستقدم إلى القوى ال 6، قال قشقاوى إنها ستتناول السلام العالمى والأمن والعدالة. كانت الدول ال 6 المعنية بالنزاع النووى مع إيران - الأعضاء ال 5 الدائمون بمجلس الأمن هم: بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة إلى جانب ألمانيا - دعت إيران إلى إجراء محادثات قبل اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية سبتمبر المقبل، وإلا فستواجه عقوبات أكثر صرامة. وفى الوقت نفسه، نقل موقع تليفزيون العالم الحكومى الإلكترونى عن على أصغر سلطانية، مبعوث إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تأكيده أن أى محادثات مع القوى الدولية لن تتطرق للبرنامج النووى الإيرانى. وأضاف سلطانية إنه من الخطأ الاعتقاد بأن المحادثات المحتملة مع القوى الست العالمية ستكون بشأن البرنامج النووى الإيرانى، موضحاًً أنه لا يمكن تناول الموضوع النووى الإيرانى إلا عبر الوكالة الذرية. ومن جهتها، أعربت واشنطن عن أملها فى أن يتم استئناف الحوار مع طهران بشأن برنامجها النووى على هامش اجتماعات الجمعية العامة، كما أعلن متحدث باسم الخارجية الأمريكية يان كيلى، بينما رفض كيلى الحديث عن إمكانية تشديد العقوبات المفروضة على إيران فى حال رفضت العودة إلى طاولة المفاوضات. وعلى صعيد متصل، صرح إسفنديار رحيم مشائى، مدير مكتب نجاد، أن الرئيس الإيرانى سيتوجه نهاية سبتمبر إلى نيويورك للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.