حذر الرئيس حسنى مبارك من أن تؤدى سياسات وإجراءات الدول المتقدمة للخروج من الأزمة المالية العالمية إلى زيادة معاناة الدول النامية، واتساع الفجوة بين أغنياء العالم وفقرائه. وقال مبارك في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي والمالي لمنطقة المتوسط في ميلانو الاثنين "لابد من التعامل دون إبطاء مع تداعيات الأزمة على الدول النامية..ودون ذلك سوف تؤدى الأزمة لمزيد من اتساع الفجوة بين الشمال والجنوب ..وبين أغنياء العالم وفقرائه". كما نبه مبارك إلى التداعيات السلبية الاقتصادية والاجتماعية لذلك على ظواهر التطرف والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر. ولفت إلى أن الدول النامية تتحمل العبء الأكبر من معاناة الأزمة العالمية الراهنة، خاصة انعكاسات الركود الحالي للاقتصاد العالمي على صادراتها، وتراجع ما تجتذبه هذه الدول من الاستثمارات الأجنبية المباشرة بتداعياته على جهودها للنمو والتنمية وإتاحة مقومات الحياة الكريمة لشعوبها. وأضاف أن المنتدى ينعقد في وقت صعب يجتاز فيه العالم مرحلة دقيقة وسط أزمة مالية واقتصادية حادة لم يكن أحد بمنأى عن معاناتها وانعكاساتها. وأكد أن الأزمة تطرح تحديا جديدا أمامنا وأمام العالم، يضاف لما نعانيه من مشكلات صعبة ومزمنة، منها ما يتعلق بقضايا إمدادات الطاقة، والأمن الغذائي، ومنها ما يتصل بالمواءمة الضرورية بين احتياجات التنمية واعتبارات تغير المناخ، فضلا عما تواجهه الدول النامية بمنطقة المتوسط وخارجها من صعوبات عديدة في جهودها من أجل النمو والتنمية. الاتحاد المتوسطي من جانبه، أكد رئيس الوزراء الايطالي - في كلمته أمام الجلسة الختامية للمنتدى أن بلاده ترتبط بعلاقات قوية مع مصر بزعامة الرئيس حسنى مبارك. وقال بيرلسكونى : "إنني أكرر شكري على تفضل الرئيس مبارك بالمشاركة في المنتدى، مشيدا في الوقت ذاته بالسياسية الخارجية الإيطالية سواء على المسرح العالمي أو الإقليمي وفى منطقة الشرق الأوسط خاصة مع مصر". وشدد رئيس الوزراء الإيطالي على أن فرنسا ومصر وإيطاليا تعتزم العمل من أجل إنجاح الاتحاد من أجل المتوسط وذلك من خلال العمل الجاد. وتابع قائلا :"إننا ندعو للعمل ونعتزم على تنفيذ مشروعاتنا من خلال الإرادة السياسية، حيث يجب أن نضع أهدافا طموحة وتحفيز كل مؤسساتنا لتأمين عمل الشركات الايطالية وتعزيز إمكاناتنا". مباحثات مبارك وبيرلسكوني وفي إطار محادثات الرئيس مبارك مع القيادات الإيطالية، عقد مبارك جلسة مباحثات صباح الاثنين مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو بيرلسكونى بمقر بورصة ميلانو قبل بداية أعمال المنتدى الاقتصادي والمالي لمنطقة المتوسط. واستعرض مبارك خلال المباحثات المحاور التي سيتناولها المنتدى فيما يتعلق بالطاقة ودعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة وتطوير شبكات البنية الأساسية. وأكد الرئيس مبارك على أهمية هذه المحاور الثلاثة في تقرير التعاون من جانبي المتوسط والجهود المبذولة في هذا الخصوص. مبارك يستقبل رئيس وزراء فرنسا من ناحية أخرى، استقبل الرئيس مبارك مساء الاثنين بمقر إقامته فى العاصمة الفرنسية باريس رئيس الوزراء الفرنسى فرانسوا فيون، بحضور وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ووزير التجارة والصناعة المهندس رشيد محمد رشيد. وصرح وزير الخارجية المصري - عقب اللقاء - بأن المباحثات المصرية الفرنسية تناولت العلاقات الثنائية، حيث اتفق مبارك وفيون على أن هذه العلاقات فى أفضل مستوياتها وتعكس التعاون رفيع المستوى بين البلدين. وأشار إلى أن المباحثات تطرقت أيضا إلى الوضع السياسى فى المنطقة، خاصة فى لبنان وعملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية والملف النووى الإيرانى، بالإضافة إلى الوضع فى السودان والصومال وظاهرة القرصنة. وقال أبوالغيط إنه جرى تبادل معمق لوجهات النظر بين الجانبين حول كل هذه القضايا، وتم الاتفاق على متابعة النقاش بشأنها فى لقاء مبارك مع نظيره الفرنسى نيكولا ساركوزى الثلاثاء 21 يوليو/تموز. من جانبه، أوضح المهندس رشيد محمد رشيد أن اللقاء تطرق أيضا إلى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، خاصة العقود التى وقعت بشأن تنفيذ المرحلة الثالثة من مترو أنفاق القاهرة والاستثمارات الفرنسية التى تشهد زيادة مطردة فى مصر، وكذلك المشروعات المطروحة فى إطار الاتحاد من أجل المتوسط . وقال رشيد إن فيون أشاد بالنتائج التى حققها الاقتصاد المصرى والذى سجل نسبة نمو إيجابية بلغت 4.5%رغم تداعيات الأزمة المالية العالمية، فى حين سجلت فرنسا تراجعا يصل إلى 3 %. وأضاف أن الفترة القادمة ستشهد زيادة فى حجم التجارة والاستثمارات، منوها إلى الاتفاق الذى تم بين وزارتى التجارة فى البلدين لعقد مؤتمر بالقاهرة فى شهر ديسمبر/كانون الاول 2009 تشارك فيه أكثر من 400 شركة فرنسية. وكان الرئيس مبارك قد وصل إلى باريس في وقت سابق الاثنين قادما من ميلانو في زيارة لفرنسا تستغرق يومين.