فتحت تصريحات مدرب الاهلى السابق مانويل جوزيه الاخيرة الباب على مصراعيه لجدل كبير بين الصحفيين فمنهم من التمس له العذر ومنهم من طالب بملاحقته قضائيا... هل أخطأ جوزيه.. أم الصحفيون هم المخطئون؟! تحت هذا العنوان كتب أيمن أبوعايد بجريدة الاهرام انه لا جديد فيما جاء بحوار جوزيه أو يختلف كثيرا عما كان يردده ويصرح به باستمرار طوال فترة عمله بالأهلي سواء في حواراته أو من خلال المؤتمرات الصحفية عقب المباريات. وبداية يجب أن نتفق علي أن علاقة جوزيه مع الصحافة المصرية متقلبة ولم تكن يوما علي مايرام ودائما ما كانت تشهد شد وجذب ويبدو أنه كان يتعمد ذلك. من هنا أري أن الأزمة كانت مفتعلة ومبالغا فيها جدا, وأخذت أكثر من حجمها!, وللأسف انساقت رابطة النقاد الرياضيين بدافع ضغوط خارجية من البعض ومطالبتهم لها باتخاذ موقف لتتحرك دون أن يكون ذلك نابعا من داخلها بعد أسبوع من الحوار, رغم أن بعض الأعضاء بمكتبها التنفيذي دافعوا في البداية من خلال مقالاتهم عن جوزيه وحاولوا أن يوجدوا له المبرر والمخرج بالقاء التهمة علي الترجمة, والبعض الآخر حمل المجلة الاماراتية المسئولية لنشرها مثل هذه الكلمات, وكأنه كان مطلوبا منها أن تحذف ماجاء علي لسانة حتي لا تجرح مشاعر الصحفيين المصريين! أين كنتم عندما كان جوزيه يسب ويلعن الصحفيين وهو يعمل بالنادي الأهلي وفوق أرض مصر؟!.. وهل أصبح دمه مباحا الآن لملاحقته فضائيا بعد رحيله عن الأهلي الذي كان دائما يتدخل ويضغط لحمايته؟! للأسف أصبحت مهنة الصحفي والإعلامي في مصر مهنة من لا مهنة له, وفي ظل حالة الفوضي وعدم الرقابة تسرب الدخلاء علي المهنة من غير المؤهلين دراسيا أو تدريبيا! تري هل اخطأ جوزيه في وصفنا وتعريتنا أمام أنفسنا أم ان العيب فينا نحن الصحفيين ومازلنا علي خطأ!! وفى جريدة اخبار اليوم يتعجب احمد السعيد ممن يرتدون عباءة الأخلاق في أوقات معينة ويدوسون عليها في أوقات أخري. فمن هذا المنبر، صرخت مرارا وطالبت نقابة الصحفيين وكل المسئولين عن الأخلاق التدخل لوضع حد للمهزلة التي تحدث علي صفحات بعض صحفنا.. ولم يتحرك أحد يومها.. ولم يقدم أي غيور علي الأخلاق استقالته. وكأن دم المصريين مباح فيما بيننا.. ولانتذكر قيمته أو قداسته إلا عندما يتكلم جوزيه. لم يقدم أحد استقالته أو امتلك الشجاعة يوما أمام أحد الزملاء معروف عنه أنه سليط اللسان، يستخدم ألفاظ السب والقذف ك »بهارات« ليجعل لمقالاته مذاقا خاصا! وهاهي إحدي الصحف الرياضية التي تصدر حتي اليوم، يعمل بها زملاء يفترض أنهم أعضاء في نقابة الصحفيين، لايخجلون عن وصف منافسيهم بالحمير والعلوج والكلاب.. وغيرها من ألفاظ السب والقذف التي يضمها قاموس السفالة بين جلدتيه.. ولا أتجني علي أحد، فكل هذه الصحف محفوظة في الأرشيف. وإذا كان أعضاء رابطة النقاد الرياضيين لايطلعون علي الصفحات والجرائد والمجلات الرياضية التي تصدر في مصر فعلي ماذا إذن يطلعون؟ وأرجو ألا يخرج علينا أحد ويقول أن عددها أكبر من امكانية الاطلاع عليها.. فهذا سيكون عذرا أقبح من ذنب. القضية في رأيي ليست كلمات قالها جوزيه.. ولكن القضية هي قضية الأخلاق التي أري أنها لايجب أن تتجزأ أبدا. لاأحد يقر الخطأ.. سواء ارتكبه جوزيه أو غيره.. ولكن من يطالب بمحاسبة غيره عليه أن يحاسب نفسه أولا، وحتي لانصبح مثل الذين يقولون مالايفعلون.