خريطة طريق لدارفور أكد الرئيس السوداني عمر البشير أن بلاده تعمل فى عدة اتجاهات لحل مشكلة إقليم دارفور وإنهاء هذا الملف الذي وصفه بأنه يخضع لكثير من المغالطات والتضخيم من جانب قوى لا تريد الاستقرار للسودان. وقال البشير،فى مقابلة مع الاعلامى عبداللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار بثت القناة الأولى للتلفزيون المصرى مقتطفات منها الثلاثاء ،ان مباحثاته مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة تناولت كافة القضايا المطروحة على الساحة السودانية. وأشار إلى أن لمصر دور مهم في إيصال الصورة الواقعية لحقيقة الأحداث في بلاده ، قائلا "نطلع الإخوة فى مصر على أخر الأوضاع سواء ما يتعلق بما يحدث على الأرض فى دارفور أو فى تعاملنا مع ملف المفاوضات مع الحركات الدارفورية". وأضاف الرئيس السوداني "لدينا قضايا محددة في السودان، قضية السلام فى الجنوب وهي قضية حيوية جدا ونحتاج فيها لدعم غربي، وايضا قضية دارفور، فنحن على قناعة وكذلك كل المطلعين على الواقع فى دارفور بأنها قضية مستغلة سياسيا وبها تضخيم ومعلومات غير حقيقية عن الأوضاع فى دارفور". واشار الرئيس السودانى:"مهمتنا كحكومات إزالة الحواجز بين مواطنى البلدين فالمصرى لا يشعر بغربة فى السودان وكذلك السودانى الموجود فى مصر". وحول مشاركته فى حفلى تخرج دفعة جديدة فى الكلية الجوية وأكاديمية مبارك للأمن قال البشير:"الزيارة أتاحت لى فرصة حضور حفلى التخريج فأنا عندى ارتباط خاص بالقوات المسلحة فى مصر بحكم أننى عملت فترتين فى الجبهة المصرية عامي 1986 و 1973 كما أننى تدربت فى مدرسة المظلات فى أنشاص تسعة أشهر وهى فترات خلقت علاقات خاصة مع القوات المصرية وكانت فرصة طيبة للتعرف على الامكانيات الكبيرة والتطور الكبير في المؤسستين العسكرية والأمنية". وأكد الرئيس السودانى عمر البشير أن الرئيس مبارك ملم تماما بالأوضاع فى السودان ومطلع على آخر المستجدات بالوضع السودانى وأن مصر مهتمة بمسألة وحدة السودان وتنفيذ اتفاقيات السلام بين مختلف الأطراف في البلاد. وشدد البشير على أن الدور المصرى مهم فى قضايا السودان لا سيما مع التقدير الكبير الذى يلقاه من الولاياتالمتحدة والأوروبيين, مشيرا إلى أن مصر تنقل رؤيتها بموضوعية إلى الغرب عن الأوضاع فى السودان. وقال الرئيس السودانى:"نحن نطلع إخواننا فى مصر على آخر تطورات الأوضاع سواء على الأرض فى دارفور أو فى تعاملنا مع ملف المفاوضات مع الحركات الدارفورية". على جانب آخر أوضح البشير أن الاستثمارات المصرية فى السودان وصلت إلى 5ر2 مليار دولار. وحول الوضع الاقتصادى فى السودان قال " لازلنا تحت المقاطعة والحصار من صندوق النقد والبنك الدوليين ونادي باريس وكل مؤسسات التمويل الغربية, وهذا قطعا له أثر سلبى لكن رغم كل ذلك اقتصاد السودان يحقق نتائج جيدة". وأضاف الرئيس السودانى أنه خلال ال18 سنة الماضية حقق السودان متوسط نمو بنسبة 8% مشيرا إلى أن صندوق النقد الدولى نفسه يعترف بأن السودان من أكثر الدول سرعة فى النمو الاقتصادى, مؤكدا أن السودان من أكبر الدول تهيئة لاستقبال المستثمرين بحكم الموارد الكبيرة الموجودة فيه واتهم الرئيس السودانى وسائل الإعلام الغربية بمحاولة تشويه صورة بلاده ما أثر بالسلب على حجم الاسثتمارات. وأوضح أن تأثير الأزمة المالية العالمية على اقتصاد السودان لم يكن كبيرا لافتا إلى أن التأثير الوحيد كان فى أسعار الصادرات السودانية خاصة البترولية حيث انخفض سعر البرميل من 150 دولارا إلى أقل من 40 دولارا. وبشأن الحوار مع الحركات الانفصالية والمسلحة فى إقليم دارفور قال الرئيس السودانى عمر البشير إن أكبر المعضلات التى تواجه السوادن فى قضية دارفور هى وجود عدد كبير من الحركات الدارفورية, ونحن لا نريد استثناء أى فصيل من هذه الحركات من الانضمام لاتفاق سلام لكنه أوضح أن قادة بعض هذه الحركات يسعون لتنفيذ بعض التطلعات الشخصية. وقال الرئيس السودانى إن المواطن فى دارفور يتلقى الدعم والتعليم والمياه مجانا وهذا يدل على استقرار الاقليم, وظهر ذلك فى زيادة عدد الدوائر الجغرافية عما كانت من قبل إلى جانب كثافة العمل الإنسانى. وعن تشاد ومشكلة دارفور قال البشير إن تشاد لها تأثير على دارفور لأنها مجاورة وبينها ترابط قبلى, فتشاد والسودان منطقة واحدة, مشيرا إلى أن قيادة التمرد كانت فى الأساس من تشاد خاصة من قبيلة الرئيس التشادى إدريس ديبى. وأكد الرئيس السودانى فى الوقت نفسه اهتمامه بتطبيع العلاقات السوانية -التشادية لأن ذلك من شأنه تأمين تشاد ودارفور. وأكد الرئيس السودانى عمر البشير أن المحصلة النهائية لقرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه كان فى صالح السودان حيث وحد الشعب خلف حكومته, كما ساهم فى أن تساند الدول العربية والإفريقية وبعض القوى الدولية موقف بلاده. وأضاف البشير أن الشعب السودانى عرف الحقائق وأن كل ذلك أكاذيب وشعر أنه هو المستهدف وليس الرئيس, وأتضح أن قضية المحكمة سياسية لكنه أشار إلى أنه من الآثار السلبية لقضية المحكمة الدولية هى دفع الحركات المسلحة إلى التعنت فى موافقها. وعن إمكانية إجراء حوار مباشر بين السودان والدول الغربية يمكن أن يؤدى إلى إيجاد مخرج للأزمة, قال البشير "لدينا حوار مستمر لأنهم لاعبون أساسيون وهم من قاموا بتحريك القضية, وقاموا بنقلها إلى مجلس الأمن الدولى, ومن ثم إلى المحكمة الجنائية الدولية". ووصف الرئيس السوادانى أزمة شرعية الحكومة الحالية بأنها أزمة مفتعلة, وقال : "الدستور نص على أن مدة رئيس الجمهورية تبلغ 5 سنوات تبدأ منذ أدائه للقسم كما أن مدة المجلس الوطنى أيضا 5 سنوات بدءا من انعقاد أول جلسة وبالتالى فإن رئيس الجمهورية مستمر فى منصبه ووفقا للدستور, فإن شرعيته تنتهى فى يوليو 2010 وكذلك المجلس الوطنى مستمر بالدستور وتنتهى شرعيته فى نفس الموعد". وأضاف "رئيس الجمهورية هو من يقوم بتعيين الوزراء كما نص الدستور وهو أيضا رئيس مجلس الوزراء, وبالتالى لا يوجد أى حديث عن عدم شرعية الحكومة". وأشار إلى أن الانتخابات ستجرى فى شهر أبريل المقبل إذا اتفق المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية فى الجنوب على ذلك مؤكدا أن الانتخابات المقبلة ستكون حرة ونزيهة وبمراقبة كافة الجهات التى تريد ذلك على المستويين الإقليمى والدولى. وعن الاستفتاء المقرر فى يناير 2011 بشأن انفصال الجنوب أو استمرار الوحدة قال الرئيس السودانى عمر البشير:"الأخوة فى الجنوب يطالبون بالانفصال لأنهم يشعرون بأنهم مظلومون, ونحن وهم على قناعة أن اتفاقية السلام أعطتهم كل ما كانو يتمنوه كجزء من السودان" . وأضاف "لكن إصرارنا كان على تنفيذ هذه الاتفاقية والالتزام ببنودها لطمأنة الأخوة فى الجنوب أنهم فى ظل السودان الموحد ستكون حقوقهم محفوظة كاملة سواء ما يتعلق بالمشاركة فى السلطة أو حكم مناطقهم أو ما يتعلق بنصيبهم من الثروة والدخل القومى". وأوضح الرئيس السودانى أن هذه أول ضمانات من أجل أن يقوم المواطن الجنوبى بالتصويت للوحدة, مؤكدا أنه على قناعة بأن هناك قطاعات كبيرة جدا مع الوحدة. خريطة طريق لدارفور قدمت مصر خريطة طريق لتوحيد الصف بين فصائل دارفور فى شكل مقترح حده الأعلى تحقيق الوحدة التنظيمية لكافة الحركات وحده الأدنى توحيد الرؤية السياسية والمواقف التفاوضية للحركات فى إطار تفاوضى مشترك. وذكر البيان الختامى لأعمال ملتقى القاهرة لتدعيم وحدة الصف الدارفورى أن الحركات المشاركة فى هذا الملتقى اتفقت على أن يتم معاودة الالتقاء مع هذه الحركات مرة أخرى بعد دراسة الرؤى المطروحة، وقد يعقد هذا اللقاء الجديد فى غضون الشهر القادم. وقال اللواء عمر قناوى نائب رئيس جهاز المخابرات العامة فى كلمته خلال الجلسة الختامية "إننا نرحب بجلسات هذه الفصائل فى ليبيا وإننا فى انتظار أن تصل إلى ما يحقق وحدة صفكم فى إطار السودان الموحد". وأكد قناوى أن هذا الملتقى هو ملتقى للسلام ووحدة أبناء دارفور حتى يمكن أن نتحدث مع الحكومة السودانية فى سلام يدوم فى ربوع السودان .. مضيفا "نتحدث هنا فقط عن السلام وليس غيره". وأشار البيان الختامى إلى أن المناقشات خلال الملتقى تمت فى مناخ يعمه الإيجابية والتفاؤل على صعيد الحركات المشاركة, وعلى صعيد التواصل مع الجانب المصرى, وهو ما يعكس وجود واقع يؤكد الرغبة الحقيقية فى توحيد الصف وجمع الكلمة من أجل الوصول إلى حل سياسى شامل وعادل لقضية دارفور.