وصل الرئيس السودانى عمر البشير أمس إلى إقليم دارفور فى أول زيارة له منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه، بتهم ارتكاب جرائم حرب فى الإقليم. وهدد البشير فى خطاب ألقاه فى الفاشر العاصمة التاريخية لدارفور، المنظمات غير الحكومية والسلك الدبلوماسى الأجنبى وقوات الأممالمتحدة المنتشرة فى السودان بالطرد إذا لم يحترموا القوانين الوطنية. وقال البشير أمام الآلاف من أنصاره: «أوجه رسالة لجميع البعثات الدبلوماسية والدبلوماسيين العاملين فى السودان وقوات حفظ السلام الموجودة فى السودان، أنهم إذا تجاوزوا حدودهم سنطردهم مباشرة». واعتبر الرئيس السودانى أن «المحكمة الجنائية الدولية وقضاتها ومدعيها وكل من يدعمها أسفل حذائى». وأضاف: «قالوا لنا إذا تركتم المنظمات غير الحكومية تعمل سنجمد المذكرة فى مواجهة الرئيس، ولكننا رفضنا ذلك». ومن جانبه، أعلن وزير الدفاع السودانى، الفريق الركن عبدالرحيم محمد حسين، أن «خارطة طريق» للخروج من أزمة قرار المحكمة الجنائية بدأت أمس بزيارة البشير لدارفور وستتبعها سلسلة جولات أخرى. وأوضح وزير الدفاع السودانى أن زيارة البشير إلى دارفور تأتى منسجمة مع «خارطة الطريق»، التى وضعتها الحكومة للخروج من أزمة قرار المحكمة. وأكد حسين أن زعماء القوى المعارضة التى حملت السلاح ضد الدولة وباركت صدور القرار موجودة حاليا فى ملاجئ سياسية فى الخارج، فيما القوى الموجودة حاليا فى الإقليم ترفض المساس برمز الدولة المتمثل فى الرئيس. وحول إمكانية تورط حزب المؤتمر الشعبى المعارض بزعامة حسن الترابى فى تقديم أدلة للمحكمة الجنائية ضد البشير، قال وزير الدفاع السودانى: «ليس لى علم فى إمكانية تعاون الترابى مع المحكمة، وما أعلمه تماما هو أن هذا الرجل وحركة العدل والمساواة وجهان لعملة واحدة». بينما أعلن الناطق الرسمى باسم حزب المؤتمر الشعبى المعارض عبد الله حسن أحمد أن حزبه يختلف مع رئيس الدولة، لكن ذلك لا يمنع من العمل على رد أى محاولة لاستهدافه على اعتبار أنه «رمز الدولة ورئيسها الشرعى، والمساس به يعتبر مساسا بالسودان». وفى غضون ذلك، دعا مصطفى عثمان إسماعيل، مستشار الرئيس السودانى، المنظمات الإنسانية التى تم طردها من بلاده إلى أن تنقل نشاطها إلى الصليب الأحمر الدولى. وقال فى مؤتمر صحفى فى طرابلس بعد مباحثات مع الزعيم الليبى معمر القذافى إن «المنظمات التى تم طردها هى 13 من 118 منظمة تعمل فى السودان ولدينا الأدلة الكافية ونستطيع أن نعرضها على العالم بأنها كانت تهدد الأمن القومى السودانى». وأضاف «إذا كانت هذه المنظمات يهمها أو حريصة على الإنسان فى دارفور فعليها أن تسلم آلياتها وما تود أن تقدمه إلى الصليب الأحمر الذى ليس لدينا معه أى مشكلة». بينما حضت حكومة جنوب السودان المتمتعة بحكم شبه ذاتى الخرطوم على إعادة النظر فى قرار طرد منظمات الإغاثة. وقال وزير الإعلام فى حكومة جنوب السودان، جابرييل تشانجسون تشانج، «نأمل أن تعيد الخرطوم النظر فى هذا القرار وتسمح للمنظمات باستئناف عملها». وأضاف أن الزعيم الجنوبى سالفا كير «أثار المسالة» خلال لقائه مع البشير. وأكد جابرييل تشانج أن المنظمات الإنسانية يمكنها مواصلة تقديم خدماتها فى جنوب السودان. وقال «المنظمات العاملة فى جنوب السودان لن تتأثر.. أهلاً وسهلاً بها».