معاركه ضد الحكومة مثير للخوف إعداد: د. هند بداري "بيت الله محسود".. اسم محاط بهالة من الغموض والتناقض المثير للقلق حيث يتصدرقائمة المطلوبين في "إسلام آباد" باعتباره القائد الأكثر خطورة في حركة "طالبان" الباكستانية، هذا وفقاً لإعلان الحكومة الباكستانية لأول مرة عن مكافأة قيمتها 615 ألف دولار نظير أي معلومات تقود إلى القبض على زعيم هذه الحركة حيا أو ميتا، كما عرضت مبالغ أخرى مقابل معلومات فعلية عن 10من كبار قادته ومساعديه منهم مولوي فقير محمد وقاري حسين والمتحدث باسم طالبان حكيم الله محسود، واشتمل الإعلان على أرقام هواتف يمكن للمواطنين الاتصال بها. زعيم طالبان الباكستانية وكانت الولاياتالمتحدة قد خصصت مكافأة قدرها 5 ملايين دولار مقابل القبض على هذا الرجل الخطير، طبقاً لصحيفة "ذي أوبزيرفر" البريطانية التى أكدت أنه لم يعد مصدر خوف لباكستان وحدها، بل للعالم كله، بعدما أعلنت حركة "طالبان الباكستانية" التي يتزعمها أن هجماتها امتدت لتشمل أفغانستان إلى جانب باكستان. ومن أبرز إنجازات "محسود" التى أشارت إليها الصحيفة – في تقرير تناول شخصيته - أنه أعاد للحركة في أفغانستان عنفوانها، وجمع أمراء الحرب من قبائل البشتون وإقليم البنجاب وفلول تنظيم القاعدة تحت راية واحدة. أمير طالبان يعيش "محسود" المعروف بين أنصاره بأميرحركة طالبان الباكستانية منعزلاً في المناطق الحدودية بين باكستانوأفغانستان، وينأى بنفسه عن الدعاية أو الظهور في الإعلام، وتبدو ملامح وجهه مبهمة لأنه دائما يغطي وجهه، وكانت المرة الوحيدة التي كشف فيها عن وجهه في أول مؤتمر صحفي له في مايو/ آيار 2008، لكنه وجه أوامر إلى الصحفيين كي لا يلتقطوا له أية صور. "محسود" قصير القامة حيث يبلغ طوله نحو 5 أقدام فقط- أي حوالي 150 سنتيمتر - وشعره أشعث طويل ينسدل على كتفيه على طريقة قبيلته. ومع أنه رجل أمي لم يتلق تعليما نظامياً أو مدرسياً، إلا أنه فطن وخطيب مفوه ويتمتع بجاذبية هادئة. سمعته السيئة لكنه يحتفظ بهالة من السرية ونادراً ما يتحدث إلى غرباء، أويستخدم أجهزة الاتصالات الإلكترونية مثل الموبايل والإنترنت، ويسافر في حماية حراس مدججين بالسلاح. ورغم مرضه بالسكري إلا أنه نشيط الحركة وبارع في تغيير مخابئه باستمرار دون أن يترك أي دليل قد يرشد إليه. كما أنه لا ينعم بحياة أسرية مستقرة، فقد أعلن المتحدث باسمه أنه تزوج ثانية، لعدم إنجابه من الأولى. وهو قائد عنيف لا يتردد في إصدار أوامر بقتل أتباعه الذين يفشلون في تنفيذ تعليماته - وفقا لما ذكره مطلعون على المعلومات الاستخباراتية - فعلى سبيل المثال، أعلن الجنرال المتقاعد محمود شاه الذي يتمتع بخبرة واسعة في مناطق القبائل أن "محسود" مقاتل ذكي جداً وتكتيكي جيد، ولا يشعر بأي تأنيب ضمير بشأن أشكال العنف المتطرفة مثل قطع الرؤوس. كما يعتقد الجنرال أن "محسود" مجرد "واجهة" لكنه عاجز عن تنظيم حملة واسعة النطاق ضد القوات الباكستانية. ومن يعرفونه يؤكدون أنه يتمتع بقدرة فائقة على التركيز، وسياسي بالفطرة، فقد لجأ إلى لغة دبلوماسية عند تهديده الولاياتالمتحدةالأمريكية وأوروبا بالدمار في خطاب ديني وطني، أدى إلى زيادة شعبيته بين أبناء القبائل الباكستانية على الحدود مع أفغانستان. ورغم إطلاقه مبدأ "الجهاد الدفاعي" لمواجهة النفوذ الغربي في باكستان، مما أثار حماس الأصوليين، إلا أن هناك باكستانيين لا يعترفون حتى بكونه باكستانياً، بل يتهمونه بأنه عميل هندي أو أمريكي، يهدد الاستقرار في البلاد. معاركه ضد الحكومة ويعد الملا "بيت الله محسود" مؤسس وقائد ميليشيا عسكرية متمردة في إقليم وزيرستان، تسمى حركة طالبان باكستان، والزعيم لجميع أطياف طالبان المنتشرة في منطقة القبائل ووادي سوات شمال غربي باكستان، وتضم الحركة مختلف جماعات طالبان المحلية التي تستهدف القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في أفغانستان بحجة التصدي للإرهاب وتحقيق الاستقرار بالبلاد. وتتشكل الحركة - وفقاً لمسئولين ومحللين - من نحو 6 جماعات متطرفة وأكثر من 20 ألف مسلح، يتولى تدريبهم قارى حسين الذراع اليمنى لزعيم طالبان باكستان، وتتباين التقديرات بشأن عدد مقاتلي "محسود " بشكل كبير. مسلحان فى طالبان الباكستانية والآن يتحدى "محسود " حكومة "إسلام آباد"، ويمثل هدفاً رئيسياً في حربها على الإرهاب، حيث تحمل باكستان "محسود" مسئولية سلسلة من الهجمات التي أدت إلى مقتل المئات خلال عامين من حركات التمرد، وتوعدت بالقضاء عليه في معقله على جبال جنوب "وزيرستان" الواقعة شمال غرب باكستان. ويرى محللون أن "محسود" شارك في هذه الهجمات بنشاط محدود نسبياً، اقتصر على العمليات المفاجئة والقوات التقليدية. وبدلا من السعي إلى الاستيلاء على أراض، اعتاد على شن هجمات رمزية بغرض إخضاع القوات الحكومية وإضعاف معنوياتها، ففي هجوم وقع منتصف يناير/ كانون الثاني 2009، اجتاحت قوات تابعة لمحسود يقدر عددها بالعشرات قلعة تسيطر عليها قوات حكومية جنوب وزيرستان وفجرتها. إلا أن هناك شكوكاً في بعض المناطق حول مقدرة "محسود" على تشكيل خطر كبير على المدى الطويل للقوات الباكستانية التي يبلغ قوامها حوالي 100 ألف جندي وضابط في منطقة القبائل. مشهد من المعارك ورجحت مصادر أمنية أن يحاول الجيش الباكستاني إشعال العداء بين أعضاء قبيلة "محسود" لإضعافها وكسب حلفاء قبل بدء الهجوم في المنطقة الوعرة على حدود أفغانستان، ولكن هذه الاستراتيجية تلقت ضربة رادعة عندما أعلنت الحركة مسئوليتها عن اغتيال الزعيم القبلي "زين الدين" المنافس في ديرة إسماعيل خان القريبة من المناطق القبلية، والذي انشق عن حركة طالبان باكستان التي يتزعمها "محسود"، وتحول من عضو نشط بالحركة إلى أحد أشرس معارضيها. بزوغ نجم محسود ويرجع دخول الجيش الباكستاني منطقة القبائل للمرة الأولى خلال نحو 61 عاماً إلى عام 2001 عقب الهجوم الذي شنته الولاياتالمتحدةالأمريكية على أفغانستان، وذلك لإجبار المسلحين المختبئين في تلك المنطقة على الخروج من مخابئهم، وكانت أكبر عملية للجيش الباكستاني ضد المسلحين الأجانب في مارس/ آذار 2004 بمنطقة جنوب وزيرستان. وبعد هزيمة الجيش الباكستاني أرسل نحو 8 آلاف من جنوده إلى المنطقة، وخلال هذا القتال ظهر قادة مسلحون جدد، منهم "بيت الله محسود" الذي قاتل إلى جانب حركة طالبان في أفغانستان ضد القوات الأمريكية، وأصبح مقرباً من الملا عمر. ورغم مكانته العسكرية البارزة، لم يكن "محسود" شخصية معروفة على الساحة القبلية و في وسائل الإعلام العالمية حتى نهاية 2004، عندما شغل الفراغ الذي تركه القائد القبلي الشهير محمد وزير الذي قتل في غارة جوية أمريكية في يونيو/ حزيران من العام نفسه. وقد بدأ اسمه يظهر في العناوين الرئيسة بوسائل الإعلام الباكستانية، بعد أن ادعى زعيم قبلي أن "محسود" أصدر تحذيرا بالقتل لرئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بنظير بوتو، قبل أن تصل من منفاها إلى باكستان في أكتوبر/ تشرين الأول 2007. وقد اتهمه أحد مساعديه المنشقين بالوقوف خلف عملية الاغتيال التي راحت ضحيتها في 27 ديسمبر/ كانون الأول 2007 بمدينة روالبندي، جنوبي العاصمة الباكستانية "إسلام آباد"، أثناء خوضها الانتخابات التشريعية خلال الهجوم على السيارة المصفحة التي كانت تقلها. وكانت الحكومة الباكستانية ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد حملت "محسود" مسئولية اغتيال بوتو. وظهر اسم "محسود " لأول مرة في الصحف العالمية بعد اختطاف مهندسين من الصين عام 2007، وكان حينئذ مساعداً لأخيه عبد الله محسود، وهو معتقل سابق في جوانتانامو. ثم برز نجم "محسود" باعتباره قائد المتمردين السيء الصيت في باكستان، بسبب دوره البارز في تشجيع ميلشيا التمرد ضد القوات المسلحة الباكستانية، التي تقوم بمطاردة مسلحي "القاعدة وطالبان" في منطقة القبائل. وتزامنت الدعاية حول بيت الله محسود في وسائل الإعلام الباكستانية والدولية مع الانتصارات التي يحققها رجاله على أرض المعارك، فبعد كل هجوم يشنه الجيش الباكستاني على "محسود ورجاله" في جنوب وزيرستان، يردون بكمائن لمواكب الجيش، وبإلقاء القنابل على معسكرات الجنود واختطاف المئات منهم. إلا أن صعود نجم "محسود" أثار جدلاً في أوساط المحللين والعسكريين حول موقعه الحقيقي داخل نظام التمرد الأوسع الذي توجهه "القاعدة" في مناطق القبائل. وينظر بعض المراقبين إلى "محسود" باعتباره زعيماً صوريا وكبش فداء للأعمال العدائية الدموية التي لا يحتمل ان يكون الشخص نفسه مهندسها ومدبرها. مثير للخوف ويعد "بيت الله محسود" أكثر زعيم مسلح يثيرالخوف في منطقة باكستانالقبلية، فهو لم يعد فقط الوجه العلني للتمرد في البلاد، ولكنه يشكل تهديدا شديداً للقوات الأمريكية في أفغانستان، وتشتبه الاستخبارات الباكستانية في أن لديه علاقات قوية مع القاعدة، فقد اتهم تقرير للأمم المتحدة صدر في سبتمبر/ أيلول 2006 "محسود" بأنه مسئول عن 80 % من التفجيرات في أفغانستان. ووفقاً لبعض التقاريرالتي نشرتها صحيفة الديلي تايمز في 31مايو/ آيار 2007، أعد "محسود" لائحة اغتيال خاصة لزعماء سياسيين ومسئولين حكوميين مهمين، وشكل فرقا خاصة لتنفيذ هذه العمليات. كما تحمله السلطات الباكستانية المسئولية عن شن عمليات انتقامية ضد حكومة الرئيس السابق برويز مشرف بعد أن اقتحمت قواتها في يوليو/ تموز 2007 "المسجد الأحمر"، وقتلت رجل الدين المسئول وعشرات من أتباعه. ويتهم "محسود" بإرسال عشرات من المسلحين الانتحاريين إلى المدن الباكستانية خلال 2008. صورة جوية للهجوم على المسجد الأحمر وينتمى "محسود" إلى واحدة من أكثر القبائل نفوذاً في المناطق الحدودية، ويحظى بقاعدة شعبية، حيث تعد قبيلته الأكبر حجماً في جنوب وزيرستان، وتشكل 60 % من عدد السكان البالغ عددهم 700 ألف نسمة. وتزداد شعبيته بين المواطنين في شمال وزيرستان، التي تتسم بالطبيعة المحافظة، وألزم أتباعه الرجال بإطلاق لحاهم في بعض مناطق إقليم الحدود الشمالي الغربي، وهددوا محال بيع شرائط الفيديو بعمليات تفجيرية. بل إن تزايد شعبية هذا الزعيم الشاب (المعتقد أنه فى أواخر الثلاثينيات من عمره) على جانبي الحدود ،جعلت منه جسراً يربط بين "طالبان الباكستانية و طالبان الأفغانية ". ويرى سياسيون أن الشعبية التي يحظى بها "محسود" ارتفعت نتيجة للسياسات المتخبطة للحكومة الباكستانية، ويتوقعون أنه إذا استمر تحالفه متماسكاً، فربما يكون في موقع يؤهله لتهديد الدولة الباكستانية. وسعياً إلى تنفيذ تهديدات "محسود" بنقل المعركة إلى الغرب، أرسل رجاله إلى أفغانستان للهجوم على قوات "الناتو"، وإلى منطقة القبائل، حيث يخوض معارك دامية مع القوات الأمنية الباكستانية التي توجه إليه أصابع الاتهام فى كل عمل إرهابي، وأخيرا، وسع نطاق المعارك لتشمل مدناً باكستانية. وفي محاولة لتحقيق السلام بجنوب وزيرستان الشهيرة بأجواء العنف، وقعت الحكومة الباكستانية إتفاقية مع "محسود" في 2005، أعطت بمقتضاها 200 ألف دولار لأتباعه المسلحين كتعويض، مقابل إطلاق سراح مختطفين من الشرطة الباكستانية، ووعد بعدم مهاجمة القوات الأمنية أو مراكز العبور لأفغانستان. وقد رفعت إتفاقية السلام مكانة " محسود "، و سمحت له بتقوية قاعدته المساندة حتى وصفه جنرال باكستاني بأنه "جندي سلام". لكنه تراجع عن الاتفاقية في نهاية أغسطس/ آب 2007 بعد الهجوم العسكري على المسجد الأحمر في إسلام آباد. وقد أذعنت الحكومة لمطلبه بإطلاقها سراح أسرى من مسلحيه مقابل إطلاقه سراح أكثر من 250 جندياً باكستانياً، اعتقلهم مسلحوه كرهائن لأكثر من شهرين ونصف. قوات حكومة باكستان ويرى خبراء أمنيون أن الحكومة الباكستانية تبدو قليلة الحيلة في مواجهة القوة المتنامية لميلشيا "محسود" في إطار الحرب على الإرهاب، فرغم التميز العسكري الواضح الذي يتمتع به الجيش الباكستاني من ناحية التدريب والأسلحة، إلا أنه لم ينجح في كسب معركته مع مسلحي بيت الله محسود، ومازال الجيش الباكستاني يواصل عملياته ضد مسلحى "طالبان" في وادي سوات بشمال غرب باكستان ،ويستعد لشن هجوم شامل على معقل "محسود" في منطقة وزيرستان الجنوبيةالقبلية على الحدود الأفغانية. ونظرا لاستفادته من الإخفاقات المتكررة، التي مني بها، يحاول أن يعزل ويضعف "محسود" قبل إرسال قواته إلى المعركة بدك مخابئه وقتل العشرات من مقاتليه، خلال سلسلة من الغارات الجوية بطائرات مقاتلة لإضعاف الأهداف قبل الهجوم المتوقع، بل حاصر الجيش المنطقة لعرقلة إمدادات السلاح والوقود التي تصل إلى "محسود" من الخارج. ولم تسفر تلك الجهود سوى عن نتائج "مشوشة". غارة جوية أمريكية على معاقل طالبان كما أسفرت الهجمات الجوية الأمريكية المستمرة منذ أغسطس/ آب 2008 عن سقوط أكثر من 400 قتيلاً فى قصفها الصاروخي للمخابىء بإقليمجنوب وزيرستان، المعقل الرئيسي لطالبان الباكستانية على الحدود مع أفغانستان. وقد سقطت 3 صواريخ في 3 يوليو/ تموز 2009 على معقل قائد في حركة طالبان "نور والي" الحليف المقرب من "محسود" الذي أعلن ولاءه للقاعدة، والمتهم في معظم العمليات الدامية التي تشهدها باكستان منذ 2007. ولمحسود خصومه، فهناك مولاي ناظر الذي يبسط هيمنته على سهول وتلال جنوب وزيرستان المنخفضة، وحافظ كول بهادور في شمال وزيرستان، وتفصل بينهم الأرض والقبيلة والانتماءات الخارجية. ومنذ فبراير/ شباط 2008م ، شكل ال3 تحالفاً أطلقوا عليه اسم "مجلس المجاهدين المتحد" من أجل التصدي للقوات الأمريكية الإضافية المرسلة إلى أفغانستان، التي يصل عددها نحو 21 ألف جندي. وتشير تحليلات إلى أن تحالف "محسود" الجديد منحه منطقة نفوذ تتجاوز حزام منطقة القبائل، الممتدة من جنوب مدينة كراتشي إلى شمال غربي البلاد. وتعليقاً على إعلان حركة "محسود" مسئوليتها عن مقتل نحو 13 شخصاً في مركز للهجرة بمدينة نيويورك في أبريل/ نيسان 2009، نشرت صحيفة "ذي إندبندنت أون صنداي" البريطانية أن الزعيم الباكستاني روج لنفسه صورة مشوهة في وقت تتأهب فيه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشن عدوان جديد على قوات طالبان والميليشيات المتحالفة معها التي ربما تأوي عناصر تنظيم القاعدة. وأمام بروز اسم "محسود" وسط هذه التطورات العنيفة في باكستانوأفغانستان، يعتقد الكثير من السياسيين والخبراء الاستراتيجيين أنه صار أكثر خطورة من "بن لادن"، لأن باكستان دولة نووية، وأي سيطرة للإصوليين المتشددين من أمثال "محسود" تشكل خطراً أفدح من شبكة "القاعدة" التي تواجه مشاكل داخلية وقادتها متفرقون في بقاع الأرض، وإجراءات تجفيف منابع تمويلهم تحقق نجاحا كبيرا. وقد أدرجت الحكومة الباكستانية حركة "طالبان" في قائمة المنظمات الإرهابية المحظورة في مايو/ آيار 2009، وأمرت البنك المركزي بتجميد أي حساب باسم الحركة في البنوك الباكستانية. وقد أصبحت منطقة القبائل شمال غرب باكستان معقلا لمتطرفي "طالبان والقاعدة" الذين فروا من أفغانستان عقب الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للإطاحة بنظام "طالبان" المتشدد في أواخر عام 2001. وتتضارب الأنباء بشأن مكان "محسود"، فبعض المصادر المطلعة تشير إلى أنه مختبىء في منطقة القبائل، بينما أعلن مصدر مقرب من قبيلة "محسود" أن زعيم حركة "طالبان الباكستانية " توفي في أول أكتوبر/ تشرين الأول 2008 إثر إصابته ب"فشل كلوي"، فيما نفت الحركة هذه الأنباء مؤكدة أن زعيمها ما زال على قيد الحياة. ولايزال البحث جارياً عن "رأس محسود" في محاولة لإضعاف نشاط الحركة المحظورة، خاصة مع ترجيح مصادر إعلامية في "إسلام آباد" حدوث انقسامات في حال رحيل "بيت الله محسود" حول خلافته في زعامة الحركة ورئاسة قبيلته، نظراً لعدم وجود مرشح يتولى مهامه فى إدارة المعارك بقلب الميدان.