نفى المتحدث باسم زعيم حركة طالبان باكستان الأنباء التي تحدثت عن مقتل بيت الله محسود، واعتبرها غير صحيحة، وتعكس ما سماها الدعاية السوداء "للأعداء" من أجهزة الاستخبارات الباكستانية والأميركية. ونقل مراسلو بعض الفضائيات أن محسود على قيد الحياة ويتمتع بصحة جيدة، واعدا بظهوره أمام وسائل الإعلام خلال ثلاثة الأيام القادمة، معتبرا أن الهدف من أنباء مقتل محسود هو إجباره على الظهور العلني "ليكون هدفا للأعداء".
وقال المراسلو إن المتحدث باسم طالبان كان يقرأ في اتصاله مع الجزيرة -على ما يبدو- من بيان مكتوب، مشيرا إلى أن حركة طالبان لم تعاد وسائل الإعلام بهذه العلانية من قبل وتصفها بأنها لعبة بيد الاستخبارات.
وأوضح المراسل أن حكيم الله لم يقدم تفسيرا واحدا يوضح سبب تأخر الحركة أربعة أيام لإعلانها عن مصير محسود، كما لم يقدم أي تفسير كذلك يوضح دوافع انعقاد مجلس شورى طالبان باكستان، وتوافد مقاتلي الحركة بشكل كثيف إلى مقاطعة جنوبي وزيرستان القبلية التي تحدثت الأنباء عن مقتل محسود فيها.
وأشار المراسل إلى أن طالبان باكستان أصدرت تحذيرات اليوم عبر مكبرات الصوت والمساجد في مقاطعة جنوبي وزيرستان للسكان لعدم الخروج بشكل مكثف إلى الشوارع وهو أمر لم يوضحه المتحدث أيضا.
وزيرا الداخلية والخارجية الباكستانيين عبرا عن اعتقادهما بصحة المعلومات الاستخباراتية التي تشير إلى مقتل محسود، لكنهما قالا إنهما لا يستطيعان تأكد مقتله دون أدلة ملموسة.
بالرغم من نفي الحركة نقل مراسل الجزيرة عن مصدر أمني واستخباراتي باكستاني تأكيده مقتل محسود في هجوم صاروخي لطائرة أميركية بدون طيار في منطقة نائية من مقاطعة وزيرستان الجنوبية الأربعاء الماضي.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين في الاستخبارات الباكستانية اليوم السبت أن القصف الأميركي نفذ بمساعدة باكستانية.
كما أعلن المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أمس الجمعة أن الإدارة الأميركية لا تستطيع تأكيد مقتل محسود، وأن هذه العملية قد تستغرق "عدة أسابيع"، لكنه أكد أن الإجماع بأنه قتل يتزايد بين "المراقبين الثقات".
في سياق متصل نقلت الوكالة الألمانية عن قائد ميداني طالباني -اشترط عدم كشف هويته- أن مجلس شورى طالبان باكستان فشل أمس في اختيار خليفة له بعد أن كان متوقعا أن تعلن طالبان وفاة محسود رسميا مع تحديد خليفته.
وأضاف المصدر أن من بين من بحث تعيينهم في منصب زعيم الحركة حكيم الله محسود -المتحدث باسم بيت الله محسود- وعظمة الله -القائد الميداني في جنوب وزيرستان- وولي الرحمن، نائب بيت الله محسود وأكبر أبناء أعمامه.
وكان محسود قد نصب نفسه زعيما لطالبان الباكستانية التي تضم نحو 13 فصيلا في شمالي غربي البلاد في أواخر 2007 ونفذ مقاتلوها سلسلة من الهجمات الانتحارية داخل باكستان وعلى القوات الغربية عبر الحدود مع أفغانستان.
يذكر أن محسود مطلوب للحكومة الباكستانية التي وضعت لرأسه مكافأة مالية قدرها عشرون مليون روبية (615 ألف دولار) وكان أيضا مطلوبا للولايات المتحدة، كما أنه متهم رسميا بالوقوف خلف عشرات العمليات التي استهدفت مقار للجيش والشرطة ومباني حكومية. وبحسب مصادر مطلعة، فإن صهر محسود حكيم الله محسود هو الشخصية الأكثر ترجيحا لخلافته في قيادة حركة طالبان، بجانب مرشحين آخرين هما مولاي عصمت الله ومولاي ولي الرحمن". ولم يكن بيت الله محسود معروفا بشكل كبير في باكستان وباقي أنحاء العالم قبل عامين ونصف العام، فقد توجه في صدر شبابه إلى أفغانستان في منتصف التسعينيات للقتال إلى جانب طالبان في الحرب الأهلية. وظهر اسمه للمرة الأولى في الصحف بعد اختطاف مهندسين صينيين عام 2006، وحينها كان مساعدا لعبد الله محسود السجين السابق بمعتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا، والذي اتضح فيما بعد أنه قائد "طالبان الباكستانية". وينتمي كل من بيت الله وعبد الله إلى قبيلة محسود القوية التي تعد أكبر قبائل منطقة جنوب وزيرستان ويمثل أفرادها 60% من سكان المنطقة البالغ مجموعهم 700 ألف نسمة، فيما يمثل أبناء قبيلة وزير المنافسة لها ما يزيد على 35%.