قال أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري إن القمة الإفريقية الثالثة عشرة التي تنعقد بمدينة سرت الليبية، تبحث في أحد أبرز الموضوعات الملحة على اهتمامات الشارع الإفريقي وهو الاستثمار في الزراعة، بما يعكس اهتمام القادة الأفارقة بالتصدي لأزمة أسعار الغذاء العالمية. وأشار وزير الخارجية في تصريح صحفي الخميس إلى أن قطاع الزراعة في إفريقيا يمثل أحد أبرز القطاعات الإستراتيجية بسبب طبيعته كقطاع كثيف العمالة ولارتباطه بسد الفجوة الغذائية المتفاقمة في القارة التي تعانى من أقل مؤشرات التنمية البشرية عالميا. وأضاف أن طرح الرئيس مبارك أمام قمة شرم الشيخ الإفريقية التي استضافتها مصر في يوليو/تموز 2008 تضمن ركائز واضحة للمطالب الأفريقية، وأهمها إيجاد حوار دولي بين الدول النامية والمتقدمة حول قضية أسعار الغذاء وما يرتبط بها من قضايا الوقود الحيوي, بالإضافة إلى حاجة إفريقيا لنقل التكنولوجيا الحيوية, وتعويض إفريقيا عن تأثيرات تغير المناخ. ولفت وزير الخارجية المصري إلى أن مبارك سيحمل لقادة الدول الثماني الصناعية الكبرى في قمتهم المقبلة بإيطاليا لاحقا خلال الأسبوع المقبل تلك المطالب الأفريقية الملحة. وذكر أبوالغيط أن المشاركة المصرية عالية المستوى بالقمة تعكس اهتمام مصر بأن تنتهي القمة بأفضل النتائج حيث أوفد الرئيس مبارك الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء لتمثيل مصر بالقمة، وقد ضم الوفد كذلك وزيري الزراعة والموارد المائية. تعليق ملاحقة البشير وحول أبرز النزاعات الإفريقية التي استحوذت على اهتمام القادة الأفارقة، أشار أبوالغيط إلى أن الميزان الدقيق بين اعتبارات تحقيق السلام فى دارفور من جانب، ومساءلة المسئولين عن الانتهاكات التي حدثت في الإقليم من جانب آخر، هو الذي دفع بالقادة الأفارقة إلى تجديد مطالبهم لمجلس الأمن والمحكمة الجنائية الدولية إلى تفعيل المادة 16 من معاهدة روما المنشئة للمحكمة لتعليق أمر ملاحقة الرئيس السوداني عمر البشير كما أن تفاقم الأوضاع مؤخرا بالصومال نال حقه من الاهتمام كذلك, حيث دعت القمة إلى سرعة نشر قمة أممية لحفظ السلام بالصومال ودعم الحكومة الصومالية، لافتا إلى اتساع حجم مساهمة القوات المصرية في عمليات حفظ السلام في إفريقيا في دارفور والكونغو الديمقراطية وكوت ديفوار, والتزام مصر بتعزيز جهود حفظ السلام القارية والدولية. تأييد ترشيح فاروق حسني وحول أفضل النتائج التي خرجت بها مصر من قمة "سرت" الإفريقية الحالية، أوضح أبوالغيط أن القمة جددت تأييدها لترشيح وزير الثقافة المصري فاروق حسنى لمنصب مدير عام اليونسكو، وطالبت الدول الأفريقية بالالتزام بالقرارات الأفريقية المؤيدة للمرشحين الأفارقة للمناصب الدولية وهو ما يعزز فرص وزير الثقافة فى الفوز بذلك المنصب الدولي المرموق. كما أيدت القمة الترشيحات المصرية للمجلس التنفيذي لليونسكو وعضوية المنظمة الدولية للملاحة البحرية وعضوية المجلس الإقتصادى والإجتماعي بالأمم المتحدة. ونفى وزير الخارجية ما يتردد عن رفض البعض لأطروحة إنشاء الولاياتالمتحدة الأفريقية، حيث أوضح أن تباين الآراء بين بعض الدول الإفريقية ليس على وحدة الهدف بل على إيقاع تنفيذ الخطوات المطلوبة زمنيا وبالتدرج لتحقيق تلك الوحدة. وذكر أن كلمة مبارك أمام القمة والتي ألقاها نظيف أوضحت بما لا يدع مجالا للشك أن مصر تؤيد الشروع الفوري فى تنفيذ المرحلة الانتقالية من مفوضية الإتحاد الإفريقي إلى السلطة القارية فى إطار زمني محدد وبشكل جاد ومتوازن يعزز العمل الإفريقي المشترك ويحقق الكفاءة والفعالية فيما يتعلق بدور السلطة وصلاحياتها. وأكد أبوالغيط أن أهمية القمة تنطلق كذلك من طبيعة الموضوعات المطروحة عليها وأبرزها موضوع إنشاء سلطة الإتحاد الأفريقي، والتي تأتى كخطوة بارزة صوب تحقيق حلم الآباء المؤسسين لمنظمة الوحدة الإفريقية بإنشاء الولاياتالمتحدة الأفريقية، حيث من المتفق عليه حاليا منح اختصاصات واسعة لسلطة الإتحاد في مجالات محددة كالبحث العلمي والبيئة ومكافحة الجريمة المنظمة والتجارة الدولية لتنسيق الجهد الأفريقي.