مع اقتراب زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى القاهرة استعدت مصر الرسمية والشعبية لاستقباله ولكن كل على طريقته. ورصدت الصحف المصرية الصادرة اليوم هذا الاهتمام الكبير سواء بالخطاب الذى سيلقيه من جامعة القاهرة او من ناحية استعداد المصريين لاستقباله ، فقد تساءلت جريدة الاخبار ماذا سيقول أوباما في خطابه؟ سؤال يطرح في كل مكان وتدور حوله توقعات وتكهنات حيث أن الخطاب قد يصبح أهم خطاب في تاريخ أوباما السياسي.. والخطاب كما أوضحت مصادر الادارة الامريكية هو خطاب للمصالحة فيما بين الولاياتالمتحدة والعالم العربي والاسلامي.. واذا كان خطاب الرئيس أوباما يستهدف كسب ثقة واحترام الشعوب الاسلامية والعربية فأنه لابد وأن يتناول القضية التي تسيطر علي قلوبهم وعقولهم وهي قضية الشرق الاوسط ومصير الشعب الفلسطيني.. وليس من المنتظر ان كافة المصادر مازالت تشير إلي ان الادارة الامريكية لم تضع حتي الآن سوي عناصر هذه الخطة وهو ما قد يعلنه الرئيس الامريكي في خطابه بالقاهرة. ولابد للرئيس اوباما ان يقنع العالم الاسلامي والعربي بانه ملتزم بالتوصل إلي حل شامل للقضية يقوم علي اساس قيام دولتين تعيشان جنبا إلي جنب في سلام ولكن هل يمكن اقناع الشارع العربي بذلك الالتزام بعد ان فقدت واشنطن مصداقيتها علي مدي السنوات الماضية وهي تردد نفس اللحن..؟ ولا يمكن ان نتوقع ان يقوم الرئيس الامريكي بالتلويح بالضغط علي اسرائيل لاقناعها بقبول مبدأ الدولتين الذي ترفضه... وان يقدم علي ذلك من منبر عاصمةعربية.. وتؤكد مصادر قريبة من الادارة الامريكية ان الرئيس أوباما يعتقد انه يستطيع الوصول إلي حل الدولتين خلال عامين... ولكن هل يستطيع الرئيس أوباما اذا كان صادقا في جهده بكسر الجمود الذي أصاب قضية الشرق الاوسط ان يعيد تقييم علاقة الولاياتالمتحدة باسرائيل بحيث لا تصبح اسرائيل دولة فوق القانون؟ وتوجه واشنطن حاليا باعطاء اولوية لقضية الشرق الاوسط انما هو دليل علي ادراك الادارة ان موقفها في منطقة الشرق الاوسط ونفوذها في منطقة الخليج وصورتها في العالم الاسلامي وحتي مساندة الدول الاوروبية لها اصبحت مرتبطة باسلوبها المقيت في تدليل اسرائيل. وتشير بعض توجهات الادارة الامريكية إلي ان هناك تفكيرا في تقسيم عبء حل هذه القضية أي أن تتولي الولاياتالمتحدة التعامل والتأثير والضغط علي اسرائيل وتتولي مصر من خلال محاولات التوفيق بين الفصائل الفلسطينية الوصول إلي جبهة تمثل كافة الفصائل وتقبل بالتفاوض مع اسرائيل علي ان تقوم الدولة الاوروبية بدور لاقناع الدول العربية بقبول السلام الكامل وفقا لمبادئ المبادرة العربية... مصر استعدت لاستقبال "الفرعون أوباما" اما من الناحية الشعبية تشهد أسواق القاهرة حالياً انتشار «تى شيرتات» مكتوب عليها «أوباما توت عنخ آمون العالم الجديد» كما نشرت جريدة المصرى اليوم . حيث يشهد العديد من المتاجر فى القاهرة حالياً نوعاً من الفانلات الصيفية «تى شيرت» مكتوباً عليها بالإنجليزية Obama: New Tut Ankhamon of the World أو (أوباما توت عنخ آمون العالم الجديد)، تشبيهاً لأوباما بالملك الفرعونى الشاب توت عنخ آمون الذى حكم مصر الفرعونية قبل أكثر من 3300 عام، من 1333 إلى 1324 قبل الميلاد. وقالت لارا سيتراكيان، مراسلة شبكة «إيه. بى. سى» الإخبارية الأمريكية فى القاهرة، أمس الأحد، إن أحد الاحتمالات لتشبيه أوباما بالملك الفرعونى المصرى توت عنخ آمون هو أن توت عنخ آمون كان أسود، حسبما يدعى بعض النشطاء الأمريكيين من أصول أفريقية. كان الدكتور زاهى حواس، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قد نفى فى تصريح سابق فى 2007 أن يكون توت عنخ آمون أسود البشرة، وقال: «توت عنخ آمون لم يكن أسود، وتصوير الحضارة المصرية القديمة بأنها سوداء ليس فيه أى عنصر من الحقيقة». واعتبرت سيتراكيان أن هذه التى شيرتات الجديدة ربما تمثل مجرد حيلة تسويقية جذابة من البائع، أراد بها بيع منتجه من خلال تشبيه أوباما بأشهر ملك فرعونى.