يحق لإيران أن تشكر الولاياتالمتحدة على دعم مسعاها بغير قصد لمد نفوذها الاقليمي عن طريق الاطاحة بحكم صدام حسين أحد ألد أعداء طهران. وهزم الجيش الأمريكي بالفعل حركة طالبان الافغانية بعد هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدة عام 2001 وكانت النتيجة غير المتعمدة لذلك هي الاطاحة بعدو اخر لايران وترجيح كفة طهران في ميزان القوى الاقليمي. وقال والى نصر من مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن (إزاحة هذين النظامين دون خليفة قوي افاد ايران بدرجة كبيرة... واتاح الفرصة لها لمد نفوذها). ولا يمكن لايران أن تستبعد تماما احتمال قيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكري لتدمير مواقعها النووية وقد يتضح ان اقتصادها المعتمد على النفط معرض للخطر بعد بضع سنوات لكنه الان في صعود قوى. وترك انهيار الجيش العراقي السريع في عام 2003 ايران دون منافس عسكري قريب منها وأضعف العالم العربي وحكوماته. وعززت إيرادات استثنائية بسبب ارتفاع أسعار النفط من احساس الجمهورية الاسلامية بقوتها تحت قيادة الرئيس محمود أحمدي نجاد الذي تحدى الجهود التي يقودها الغرب لاحتواء طموحات طهران النووية عن طريق عقوبات تفرضها الاممالمتحدة. وقال الاقتصادي الايراني سعيد ليلاظ (نحن نكسب 270 مليون دولار كل 24 ساعة..بالعملة الصعبة انه مبلغ ضخم...ايران يمكنها توجيه ايراداتها النفطية لشراء الولاءات بالداخل وشركاء استراتيجيين بالخارج). وفي الأعوام الخمسة الماضية أصبحت ايران لاعبا مهما في العراق فعززت علاقاتها هناك واكتسبت نفوذا في أجزاء أخرى من العالم العربي عبر تحالفاتها مع سوريا وجماعة حزب الله اللبنانية وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) الفلسطينية. ويشعر حلفاء الولاياتالمتحدة العرب مثل السعودية ومصر والاردن بالقلق مع صعود نفوذ طهران لكن بعد الفوضى التي اسفرت عنها حرب العراق فانهم يخشون أن يؤدي أي هجوم أمريكي على ايران الى اشاعة اضطرابات جديدة تكلفهم الكثير. ويبدو من الناحية النفسية أن ايران هي صاحبة اليد العليا. وقال نصر (لا يهم ما اذا كان ما نقوله صحيحا سياسيا لكن العالم العربي أظهر خوفا شديدا وقلقا بسبب ايران لم تبد ايران مثله). وتراجعت احتمالات توجيه ضربة عسكرية أمريكية ضد ايران بدرجة كبيرة بعد صدور تقييم للمخابرات الامريكية في ديسمبرالماضي أكد بشكل مفاجيء أن طهران أوقفت مسعاها لانتاج سلاح نووي في عام 2003 ولم تستأنفه على الارجح منذ ذلك الحين. وحولت هذه النتيجة الانتباه بعض الشيء عن سعي ايران الدؤوب لتخصيب اليورانيوم وتطوير الصواريخ ذاتية الدفع التي يراها بعض المحللين الغربيين أكثر أهمية من أي محاولة وشيكة لانتاج قنبلة ذرية. وفي الأشهر القليلة الماضية زار العديد من الزعماء العرب طهران في حين قام احمدي نجاد بجولة مهمة شملت العراق والسعودية والامارات وقطر تهدف جزئيا الى تهدئة مخاوف العرب من نفوذ ايران الاقليمي الجديد. وقال الدبلوماسي (هذا يظهر انه ايا كان رأي العرب في زعماء ايران فانه يتعين عليهم أن يأخذوا في الاعتبار أنه بعد سقوط صدام فان ايران تصعد كقوة اقليمية كبيرة في المنطقة). وتعتبر هذه لعنة بالنسبة للولايات المتحدة التي اتسمت علاقاتها مع ايران بالحقد المتبادل منذ ان أطاحت الثورة الاسلامية بحكم الشاه حليفها الرئيسي في منطقة الخليج.