كما كان اللقاء مع جميع السيدات المرشحات لمجلس الامة مسك افتتاح «برلمان القبس»، فقد كان مسك الختام جلسة ساخنة مع الفائزات الاربع: د. معصومة المبارك، ود. أسيل العوضي، ود. رولا دشتي، ود. سلوى الجسار، اضافة الى المحامية ذكرى الرشيدي، المرشحة الواقفة على اعتاب الفوز بقوة والتي حققت نتائج بحلاوة النصر. في تلك الجلسة، ودعنا «برلمان القبس»، التجربة الصحفية الرائدة التي اسفرت عن نتائج متميزة في دعم المسيرة الديمقراطية والبرلمانية في الكويت، ولقيت اهتماما لافتا في الوسطين الشعبي والسياسي. قيمت النائبات الاربع والمرشحة ذكرى تجربتهن في حملاتهن الانتخابية، نقاط قوتها وضعفها، وملامح ما ينوين فعله في المجلس. وكما اثبت فرز الاصوات، فإن النائبات حظين بثقة الكويتيين من مختلف الطوائف والفئات، وهناك امل كبير في ان يكن جميعا بمستوى الثقة التي مُنحت لهن. فالنائبات الاربع اكدن تمسكهن بالقانون ورفض التجاوز عليه، كما اعلن انهن لن يشاركن في الحكومة الجديدة، ولن يعملن في تخليص المعاملات «لان دورنا التشريع والرقابة وسنحاسب الوزراء والمقصرين ممن لا يقومون بدورهم». افتتح الزميل وليد النصف رئيس تحريرنا الجلسة مباركا ومرحّ.باً بالمرشحات الفائزات في الانتخابات قائلا: «الحين انتو مستأنسين بالترحيب اللي قاعدين يسوّولكم ياه، بس هذا عبء عليكم». معصومة: أكيد من دون شك. أسيل: وايد وايد. ويكمل الاستاذ وليد حديثه مؤكدا على الكلمة التي ستلقيها كل من النائبات الجديدات في المجلس، والتي ينتظرها الكل في هذه اللحظات التاريخية التي تشارك في صناعتها المرأة الكويتية. سألت حنان عبيد الدكتورة أسيل - التي ستكون أول مرشحة من بين المرشحات تقسم في المجلس الجديد- عن ردة فعلها اذا علق أحد هولاء النواب الذين يطالبونها بارتداء الحجاب. سلوى الجسار تعمل مداخلة سريعة قائلة وهي تضحك: قلنا لها حطي شيلة بس.. فترد أسيل: هذا موضوع شخصي لا أحد يفرضه علي، وعندما اقرر وضع الحجاب اضعه بقناعاتي الخاصة لا ارضاء للغير او بضغط من اي أحد، سأقسم من دون الالتفات الى اي تعليقات لا معنى لها. رئيس التحرير يقول لأسيل: اقسمي ولا تتوقفي أبدا. وتدخل على الخط معصومة قائلة: بالضبط كما يقول ابو عبداللطيف، لقد كانت لي تجربة مزعجة جدا، فلم اكن استطيع سماع صوتي وحتى الرئيس لم يكن يسمع اي شيء، لكنني وقفت وسميت باسم الله وقلت القسم وكأنني لا ارى ولا اسمع أي احد امامي، فتفادي يا أسيل الذين سيزعجونك، قفي ثابتة من دون ان يرتعش صوتك وامسكي الورقة وقولي باسم الله واقسمي بكل ثبات. توافقها أسيل قائلة: انا مستعدة نفسيا ومن تجارب غيرنا السابقة نعرف ما هي نيتهم، واعلانهم عن تصديهم لغير المحجبات يكشف نواياهم، فلدي يقين بأنهم سيستهدفونني انا ورولا بالذات عندما سنقسم. الزميل حسين عبدالرحمن يسألها: اذا اقترحوا عليك حتى تعدي هذه المرحلة وهي مرحلة القسم ان تضعي اشارباً فقط فهل ستوافقين؟ ترد أسيل: الاقتراح مرفوض تماما، هذا تدخل في حريتي الشخصية، وانا لا احب النفاق ابدا، اذهب الى حرم الجامعة وانا غير محجبة، فلماذا سأضع حجابا وإشاربا عند دخولي المجلس للقسم؟! حنان عبيد تسأل النائبات عن سبب طلبهن تجاور غرفهن في المجلس، فرددن جميعهن لا، لا، ابدا. وطالبت سلوى الجسار بنفي هذه الاشاعة نفيا قاطعاً وتمزح ضاحكة: يا جماعة أسيل ستجلس بين هايف والمطيري وانا ومعصومة وراهم. وقالت للدكتورة معصومة: انت لانخاف عليك ما شاء الله عندك تخطيط ودراسة مسبقة لكل شيء فهل ستخططين لمكان كرسيك؟ معصومة: طبعا سأختار مكاني وسأحاول الحضور مبكرا لأحاول وضع اليد على الكرسي الذي سأجلس عليه (الكل يضحك). حنان تسألهن: انتن جنس لطيف ناعم تغلبن الرجال بحواركن الهادئ فلماذا لا تكسبن من الآن هؤلاء الذين يجعجعون عليكن بطلب حوار مفتوح معهم لتقريب وجهات النظر حتى لا يولع المجلس بينكم؟ أسيل تقول: سنعمل هذا الشيء فيوم الأحد المقبل نحن مدعوات الى الغداء عند النائب مرزوق الغانم ليتم التعارف بين النواب الجدد والقدامى، وانا سأذهب بنفسية منفتحة للتعرف عليهم وأمد يد التعاون معهم، ففي النهاية الخلافات ستضيع وقتنا ونحن لسنا بحاجتها والبلد لا يتحمل هذه الامور مجددا. تعقب معصومة بالقول: لقد مر المجلس بالحالة ذاتها وتم تجاوزها، وذلك بسبب وجود وزيرتين غير محجبتين والوزيرات عضوات في مجلس الامة، فهل هذه القصة ستفتح علينا الباب من جديد؟! أم مسألة الضوابط تنطبق فقط على المنتخبات؟! اليوم القرار الشعبي والارادة الشعبية همااللذان اختارا المرشحات والنص والروح الديمقراطية يحترمان ذلك، فعلينا احترام هذا القرار الشعبي ولا داعي لإعادة السيناريو مرة اخرى، فكلما دخلت المرأة المجلس يعمل «هلّيلة» عليها، عملوها عند دخول اول وزيرة واعادوها عند دخول الوزيرتين غير المحجبتين. حنان عبيد: أيضا الديموقراطية تعطيهم الحق في التعبير عن معارضتهم لوجود غير محجبات في المجلس أسيل: فليعبروا عن رأيهم، لكن من دون ان يخربوا. رئيس التحرير يوقف الجدال في هذا الموضوع قائلا: ابنتي الصغيرة طلبت مني ان اسأل الدكتورة أسيل ماذا ستلبس يوم القسم؟ الكل يضحك فأقول للأستاذ وليد أسال اختها فهي التي تشتري لها الثياب وتلبسها. ترد أسيل قائلة: يوم الافتتاح سألبس «بالطو» انا اشتريته وليست اختي (نضحك ونقول لها سنرى ذوقك). فتقول الجسار: امس جاءني اتصال يقول لي سنهديك الماركات العالمية التي تلبّ.س الممثلين كدعايات لها. تشاركها أسيل الحديث: سأقبل اي عروض تقدم لي بس مو ببلاش سأشتريها بس خليهم يجيبونها لي للبيت. فتعقب سلوى: انا لا اعرف التسوق في الكويت منذ عشرين عاما، اتسوق في اميركا والمانيا وفرنسا اي عندما اسافر. حنان ممازحة تقول للدكتورة سلوى: اذن انت لا تساهمين في انعاش اقتصاد بلدك؟ ترد سلوى: لا ابدا انا امرأة عملية لا تميل الى التسوق وليس لدي الوقت. تعقب معصومة قائلة: يعني انت مو بطرانة.. (الكل يضحك من قلبه). حنان تسأل الدكتورة رولا عن صحة الكلام الذي نسمعه حاليا بشأن الاتصالات المكثفة لإقناعها بإحدى الوزارات فردت ب«اللاءات الأربع». ينكّه الجو الاستاذ وليد النصف قائلا: شنو رأيكم بالنكت اللي سمعتوها؟ الكل يقول: أوه عجيبة.. استلمونا، وتقول سلوى: قالوا انني أحب المموّش وأنا لا أحبه، لكن الدكتورة أسيل تحبه، فتقول أسيل: أنا والله أحب المموّش. تعلق معصومة بالقول: يعني حتى هذه النكت وضعت المرأة في جانب الطبخ فقط، وهذه النظرة تظهر المرأة وكأنها محصورة في المطبخ والطبخ. يرد رئيس التحرير قائلا: بس الطبخ شيء راقي. معصومة: لم نقل لأ، لكن عندما يكون أول تعليق على المرأة يربطها بالطبخات والمطبخ فماذا يعني؟! حسين عبدالرحمن يسأل: هل ستعملون كتلة نسائية داخل المجلس؟ ينفين نيتهن بعمل أي كتلة نسائية وتؤكد الدكتورة أسيل أنها ترغب في الانضمام الى كتلة للعمل الوطني، حيث أن العمل ضمن الكتل أفضل بكثير. رئيس التحرير يسأل ذكرى الرشيدي عن ندواتها في دائرتها مع النساء والرجال واختلافها عن ندوات الدوائر الأخرى فتجيب ذكرى الرشيدي: أقولها بكل أمانة لقد تلقيت كل التشجيع من أهل دائرتي.. ولحظة وصولي للندوة تبدأ النساء بالطارات والتصفيق فكنت أشعر بالخجل وكأنني بزفة للعروس، وحقيقة لقد كان الحضور النسائي قويا جدا في ندواتي، حتى في الانتخابات السابقة. حسين عبدالرحمن: هل حصل ان تعرضت لموقف أحرجك؛؟ فتقول ذكرى: لا، أبدا، حتى الرجال كان استقبالهم لي مميزا أعطوني أشعارا. رئيس التحرير: ماذا عن أول مرة دخلت فيها ديوانية الرجال؟ ذكرى: دخلنا الدواوين منذ الانتخابات السابقة لكن الاعلام لم يكن يسلط الضوء كثيرا على هذا الموضوع، أما هذه المرة فكان التغيير مذهلا، كل الديوانيات دعتنا لزيارتها، والأمر العجيب عندنا كبدو كنا نجد الكل متجمعا وبانتظارنا، فالرجل الذي عمره بالثمانين أو التسعين ينتظر وصولنا، والكلمة الحلوة التي تسعدني وأسعدتني كثيرا عندما أسمعهم يقولون لي: أنت ابنتنا شرّفتينا منذ المرة الماضية ونحن سنقف معك. سلوى الجسار تقول: اعذروني صوتي مبحوح لا أستطيع رفعه كثيرا لكنني أتمنى من جريدة القبس ان تعمل مؤشرا من خلاله يبين كيفية إعطاء صوت الناخب والناخبة لنا نحن الأربع مرشحات الفائزات باختلاف الوضع الأيديولوجي لكل دائرة ومثال ذلك: ذكرى الرشدي في الدائرة الرابعة، ونحن نعرف تكوين الحراك الاجتماعي فيها حصدت أصواتا وأنا ايضا لديّ في دائرتي الثانية جزء من تركيبة الدائرة الرابعة لكني لم أنل أصواتا من هذه التركيبة، فأريد أن أعرف ما الذي أعطى القفزة الايجابية في عدد الاصوات لذكرى الرشيدي ولم يعطني إياها! تقاطعها ذكرى قائلة: أنا ابنتهم وأنت يا سلوى لا تزورين الدواوين. فترد سلوى عليها: لا هذا ليس السبب، فقضية عدم زيارتي للدواوين لم تأت من عبث، فزوجي دكتور وكان رئيسي في الجامعة، صنع من نجاحي الكثير وأنا مدينة له وأعلنها بفخر وهو رئيس حملتي، لقد سألتني قواعد عائلتي إذا كنت سأزور الدواوين، وأنا في داخل نفسي لا أرغب فالدائرة كبيرة، وهناك أكثر من ألفي ديوانية وظروف حلّ المجلس كانت ظالمة علينا لذلك سيعتب علينا الكل إذا زرت ديوانية ولم أزر أخرى. ذكرى الرشيدي: لقد دخلت مئات الدواوين التي تضم القبائل والعوائل المختلفة من كل الاتجاهات، ومنذ البداية كان الحضر مساندين لي، وقف الحضر معي سنة وشيعة موقفا مشرّفا وقاموا بحصر وتجميع الدواوين المهمة لمصلحتي، وهذا لأنني ابنة الدائرة، لكن وبأمانة أهل قبيلتي أعطوني أصواتا وهناك اناس التزموا معي ومن فريقنا أعطوني كثيرا من رجال الرشايدة ليبيّنوا للناس إلى أي مدى يدعمونني، وكان هذا الشيء علنا، فأنا ابنتهم في الدائرة حتى لو كنت حضرية كانوا سيدعمونني لأنني ابنة الدائرة كلها وليس فقط القبيلة. معصومة تقول: إذا قسنا ردة فعل الناس عام 2006 وكيف كانوا ينظرون للمرشحات فأنا أعتبرهن فدائيات في ذاك الوقت لأنهن امتلكن الشجاعة لطرح أنفسهن وفتحن الباب وأسَّسن لقناعة الناس بأن المرأة قادرة على القيام بهذا الدور على الرغم من أنهم كانوا يختبرونها فلم يعطوها أصواتا كثيرة، وفي التجربة الثانية زادت القناعة ثم ترسخت في التجربة الثالثة.ولقد سمعت منهم بالرغبة القوية بفوز امرأة من كل دائرة فكان بمنزلة المنافسة بين الدوائر. تشارك أسيل قائلة: كانوا يقولون في دائرتي نريد نائبتين وسننجحهما وبالفعل صدقوا. تكمل معصومة حديثها بالقول: هذا هو التنافس الجميل وهذه هي الكويت ، وأنا أشكر «القبس» على تحليلها الأولي عن كيفية تصنيف الفئات المختلفة حيث أخذت من الحضر والبدو ومن السنة والشيعة وحتى من السلفيين، وهذا بالفعل هو الانفتاح الذي نريده. رئيس التحرير يقول للنائبات: سأقول لكن عن المشاكل التي عملتوها لنا (الكل يضحك) ، فيوم الخميس قررنا رفع السقف لدعمكن الى أعلى المستويات ووضعناكن في الصفحة الأولى لكن تعالوا شوفوا المكالمات التي جاءتني والمسجات احداهن قالت لي: لأني لم أعطكم إعلاناً لم تضعوا صورتي.! ذكرى الرشيدي: في حياتي لم أرفع السماعة وأطلب من أي جريدة خصما لإعلاني كنوع من الدعم من الجريدة وعندكم كنت أدفع الفلوس كاملة عن طريق المندوب وللاسف اتصلوا يقولون لي ان كل هذه الإعلانات هي دعم وهذا غير صحيح، طبعا لا ننكر دعمكم لنا في اللقاءات والمقالات، وتصوروا حتى صورتي عندما وضعوها لي في الجمعية الثقافية صارت عليها ضجة وهناك من يقول ان مقري سبع نجوم. كيف؟ لا أعرف. أسيل: أريد تأكيد موضوع مهم جدا وهو موضوع الوحدة الوطنية، فالرقم الذي حققته لم يكن سهلا بعد {الضرب} الذي تعرضت له، وفي الاستقبال اكثر من حادثة حصلت لي، جاءتني مجموعة نسائية ملتزمة بقواعد تيارات أخرى مع ان خطي الفكري واضح وأنا لست مستقلة بل نزلت الانتخابات بتحالف، فعندما جاءتني هذه المجموعة قالت لي: ترى دكتورة نحن جئناك لنهنئك ولنقول لك أنك لم تنجحي بأرقام ربعك بل نحن من أعطيناك أصواتنا. لذلك هذه الظاهرة غير سهلة ويجب الوقوف عندها، بالفعل بدأ الناس يعون أكثر واختاروا الكفاءة رغم تعرضي لما حصل فهذا الموضوع مهم جدا فيه إيجابيات يجب إبرازها اكثر من التركيز على السلبيات الموجودة في المجتمع. رولا قالت: في السنوات الثلاث الماضية عاش المجتمع الكويتي التمزق، فانقسم الى فرق وبالاخص الى فريقين فريق برتقالي وآخر أزرق كل منهما سعى لتكسير رأس الآخر، ونسينا الكويت مع ان موضوع الدوائر الانتخابية كان يجب ان يشهد الاندماج الحقيقي لفئات المجتمع من خلال تمثيلها الحقيقي، فدخلنا في موضوع التعليم واستجواب نورية الصبيح بغض النظر عن مواقف الناس منها، فأصبح هناك فريقان بدوي وحضري ونسينا ان موضوع التعليم يفيد كل المجتمع ودخلنا في قضية الأزمة الاقتصادية حيث الغني والفقير ومن سيكسر رأس الثاني، والتغاضي عن ان الاقتصاد هو الذي سيحمي الكل ويفيد الكل، مما ساهم في تمزق المجتمع كما ساهمت الحكومات السابقة وأعضاء مجلس الأمة السابقون، والخطابات السياسية في تمزيق صفوف المجتمع. اليوم الشعب الكويتي ترفع عن هذا كله وقال كلمته رافضا الخطابات والحوارات السابقة، مطالبا بالعمل لمصلحة الوطن. معصومة: النساء كن أكثر تحركا وتحرراً. اسيل: لقد التزمت النساء بالتصويت لتياراتهن ولي وهذا كان واضحا في الصناديق، ففي الانتخابات السابقة حصلت على أكثر من خمسة آلاف صوت وفي هذه الانتخابات حصلت على رقم قريب من الاثني عشر الف صوت فهل كل هذه الاصوات من ربعي؟ لا ليس عندي هذا العدد الكبير إذن كل الكويت ربعي. رئيس التحرير: تحليل الدكتورة رولا هو تحليل علمي ومجتمعاتنا لا تتغير بشهر، اليوم هو بداية البداية، وعليكن أمل كبير جدا فحطوا بالكم زين. أسيل: نحن نريد مساعدة الصحافة ومساندتها لنا لنحافظ على إنجازنا، وأنتم يا شعب الكويت عملتم الصح ونحن عند ثقتكم. معصومة تعقب على كلام رولا بالقول: إن مسألة تمزيق المجتمع لم تأت فقط من بعض النواب أو من تصرف الحكومة، للاسف الشديد لدينا باقة جميلة من الصحف، فهناك صحف منهجية مهنية واضحة لها خط لا تنحرف عنه وتضع الكويت نصب عينيها، وللأسف الشديد كان هناك بعض من الصحف التي تؤجج وتصب الزيت على النار فنحن نقول: كفانا من هذا ونريد ان يكون لدى الصحافة الحس الوطني لمصلحة الكويت، فعلينا خلق مجتمع متماسك بكل طوائفه والمؤسسات فيه من مؤسسات المجتمع المدني ويجب الوقوف وقفة صارمة عند المجتمع المدني الذي كان غائبا غير فاعل في المرحلة السابقة، نريده اليوم فاعلا فدوره اكثر فاعلية في غرس هذه القيم المجتمعية من دور السلطة التنفيذية او السلطة التشريعية، فالوحدة الوطنية لا تكون بقانون، بل من خلال دور مؤسسات المجتمع المدني ودور الصحافة والاعلام،فالمرحلة القادمة مهمة يجب التركيز فيها على هذه الامور المهمة. حسين عبدالرحمن: هل تتوقعن استمرار المجلس القادم لأربع سنوات؟ رولا: كن متفائلا بالتغيير فنحن اربع نساء لاربع سنوات. معصومة: انا لن اتزحزح عن مقعدي النيابي واريد تثمين هذه الارادة الشعبية وقد اكون نائبة دولة الرئيس. سعدية مفرح: دكتورة معصومة هل ستتغير علاقتك مع الحكومة وطريقة ادائك كونك اليوم نائبة وكنت وزيرة؟ معصومة: كوني عملت من خلال مقعد الوزارة فلدي بعد رؤية في داخل المطبخ الوزاري والآن عندما سأخوض المنصب النيابي فلدي التزامات واضحة وصريحة، حيث الرقابة والتشريع، وبالتالي الرقابة لن تؤثر فيها التجربة السابقة بما معناه ان اكون ميالة للحكومة ومداهنة لها، لا على الاطلاق فانه لقسم عظيم والرقابة ستكون موضوعية وايجابية. سلوى تسأل معصومة مازحة: يعني مو حكومية؟ معصومة: والله احترنا معاكم ان كنت حكومية او نيابية! سلوى: قولي انا معصومة (الكل يضحك). معصومة تكمل: اليوم يصنفون النائب بأنه يجب ان يكون معارضا، طبعا لا، فاذا افلحت الحكومة نشد على يدها ونقول لها استمري، اما اذا اخطأت فنقول لها: لا هذا خطأ صوبيه. حسين عبدالرحمن: دكتورة سلوى هل ستذهبين للوزارات لتنجزي المعاملات؟ سلوى: لا. معصومة: من خلال تجربتي لا اريد الذهاب للوزارات، كلنا في مركب واحد ولا بد من مساعدة بعضنا كحكومة وكمجلس نيابي وتأدية دورنا بتعاون ايجابي. رولا: الآن أشارك الكويت الفرحة ولم أفكر اذا سأكون نائبة خدمات ام لا، لكنني سأدافع عن كل واحد صاحب حق. ختامها مسك ختمت الجلسة بمغادرة الدكتورة معصومة المبارك لارتباطها بمواعيد اخرى. واجتمعت الدكتورة رولا والدكتورة أسيل والدكتورة سلوى الجسار في حديث مغلق، فلكن كل التوفيق. فلاش بدت معاناة النائبات من بحة أصواتهن نتيجة خطاباتهن الرنانة في الانتخابات، نصحناهن بشرب اليانسون، فألف سلامة أيتها النشميات. بعد مغادرة الدكتورة معصومة المبارك التفت كل من الدكتورة رولا والدكتورة أسيل والدكتورة سلوى في حلقة دائرية اتسمت بالهمس النسائي تبين لاحقا انهن يخططن لتضبيط مواعيد اللقاءات والعشوات فيعطيكم ألف عافية. لم تكن الدكتورة رولا موجودة في بداية الجلسة عندما سألنا الدكتورة أسيل عن ارتداء الحجاب يوم القسم وعندما حضرت طرحنا السؤال عليها فردت قائلة: انتخبني الشعب كما أنا وهم بانتظار عملي ويدنا ممدودة للجميع. لن أرتدي الحجاب إلا عن قناعة أكدت عضو مجلس الامة د. أسيل العوضي انها لن تنافق او تجامل بعض اعضاء المجلس بارتدائها حجابا او غطاء على رأسها، معتبرة ان مسألة الحجاب شخصية «ولن ارتديه الا عن قناعة شخصية»، وان الدستور كفل الحرية الشخصية للجميع. صعوبة أداء القسم علقت عضو مجلس الامة د. معصومة المبارك حول مصاعب اداء القسم قائلة: «عاصرت تجربة مزعجة اثناء ادائي القسم كأول وزيرة في تاريخ الكويت السياسي»، مشيرة الى انها لم تشعر بالرهبة او الخوف اثر انسحاب بعض الاعضاء من الجلسة، «وأديت قسمي وكأن قبة البرلمان فارغة». لم نطلب مكاتب منفصلة نفت عضو مجلس الامة د. سلوى الجسار طلبها من الامانة العامة لمجلس الامة تخصيص مكتبها الى جانب زميلاتها في البرلمان، معتبرة انها لا تمانع على الاطلاق ان يكون مكتبها على مقربة من احد الاعضاء. وعن اختيار كرسيها في جلسة القسم اكدت الجسار انها لا تخشى ان تكون بالقرب من الاعضاء الباقين، ومازحت اسيل قائلة: «ستجلسين بين النائب محمد هايف وغيره من النواب».