من الساعة الخامسة مساءً حتى السابعة والنصف استمرت عمليات شراء الأصوات في منطقة الصليبية لاثنين من المرشحين. كيف تمت العملية؟ وهل رصدتها الداخلية؟ توافد إلى منزلين في المنطقة عدد كبير من النساء، والمفاجأة كانت عند السابعة والنصف إذ توقفت عمليات البيع بحجة الاكتفاء. «القبس» رصدت الوضع الذي كان عبارة عن هجمة نسائية على منزلين في المنطقة، حيث تزاحمت السيارات في مواقف احدى المدارس، وكان الدخول من الباب الامامي للمنزل والخروج من الباب الخلفي. وقال أحد الأشخاص الذين كانوا في المنزل ان «الجماعة» اكتفوا اليوم بالشراء، وغدا ان شاء الله سيكملون. هذا الرد أزعج مجموعة من النساء اللواتي كن يهممن بالدخول الى المنزل، حيث همست احداهن بالقرب من محرر «القبس» قائلة: أنتم تبع المرشح..؟ وكان الرد بالصمت. «القبس» اقتربت من سيارة فيها ثلاث نساء ودار الحوار التالي: : تبيعون أصواتكم؟ البنت: أي بس لا يكون انت مباحث؟ : مباحث وجاي اتكلم معاكم؟ البنت: والله ما يندرى عنكم. على العموم أي نبيع واحنا خمس بنات. : المرشح كم عطاكم اللي كنتوا عنده؟ البنت: 200 دينار بس يقولون اكتفوا. : انزين وهذا منو اللي جايين عنده الحين؟ البنت: يقولون المرشح... واختي داخل تتفاهم معاهم الحين؟ الاخت تقاطع الحديث بعد ان وصلت من المنزل: والله لو شنو ما راح أصوتله يقول انتم بنات عمي وغصبا عليكم تعطوني. البنت: لا وجايبنا من آخر الدنيا بعد احنا وين والصليبية وين وهم ما يبون؟ : ليش كم قالكم؟ الاخت: 100 دينار بس ما يبي من أصله. البنت: كم رقمك واحنا الحين مستعدين نجي معاك؟! : يصير خير ان شاء الله، باي. وحول أجواء انتخابات الكويت نشرت جريدة"الدستور" الاردنية تقريرا تحت عنوان «المال السياسي» وفتاوى «شرعية مشاركة النساء» تسيطران على الحملات الانتخابية الكويتية:- تتناول الصحف والمواقع الاخبارية الكويتية منذ ايام الحديث عن تفشي ظاهرة المال السياسي في الانتخابات ، عدا عن مرشحين في بعض الدوائر يدفعون اموالا طائلة لحث الناخبين للتصويت لهم ، بينما نفت وزارة الداخلية تفشي ظاهرة شراء الأصوات. وقبل اربع وعشرين ساعة من موعد اجراء الانتخابات البرلمانية الكويتية ، ارتفعت بوتيرة عالية حدة التحركات الانتخابية وتصدر واجه المشهد الانتخابي تطوران بارزان الاول يتعلق بالمال السياسي والثاني اشتعال حرب الفتاوى وشرعية التصويت للمرشحات بين القوى الاسلامية السلفية من جهة والتيار الليبرالي من الجهة الاخرى. وتصاعدت حدة السجال بين السلفيين والمرشحات ال16 للانتخابات التشريعة بعد فتوى السلفيين بخصوص خوض المرأة الانتخابات باعتباره "غير جائز شرعا" على أساس أن الولاية العامة لا تجوز للمرأة ، حيث اعتبرت المرشحات ال16 أن حظوظ المرأة الكويتية لدخول البرلمان هذه المرة "كبيرة" وأن "الفتوى" التي تحرمهم من الترشح لها "أهداف سياسية". وفيما يذهب مراقبون الى اعتبار السجال بين المرشحات والتيار السلفي هو حديث كل انتخابات تشريعية بالكويت ، ومحاولة التقليل في الوقت نفسه من تأثير الفتوى ، اعتبرت المرشحة الدكتورة رولا دشتي ان حظوظ المرأة المرشحة الكويتية في الانتخابات جيدة. ويتنافس في الانتخابات التي تجري للمرة الثالثة عشرة في البلاد 210 مرشحين بينهم 16 امرأة. وتدفع القوى الليبرالية والمعتدلة في الكويت المواطنين الى انتخاب امرأة وذلك في مواجهة القوى المحافظة والاسلامية التي وقفت طويلا للحيلولة دون منح المرأة الكويتية حقوقها السياسية حيث نالت المرأة الكويتية حقها بالترشيح والانتخاب اول مرة عام ,2005 ويشير مراقبون الى ان "ما يعوق فوز المرأة في الانتخابات الكويتية هو أن المرأة لا تصوت للمرأة.. وذلك لتحكم الرجل في خياراتها لاعتبارات عائلية وقبلية ، ولا علاقة لذلك بموقف معين من المرأة". فيما يرى فريق اخر ان المرأة الكويتية المرشحة تدخل الانتخابات دون برامج واضحة وحددة مما يؤثر على صورة تجربتها لكن التوقعات تنحصر هنا في "نجاح واحدة منهن على الأقل لتكون أول امرأة كويتية تدخل البرلمان". واشارت اخر استطلاعات الرأي الى ان "مرشحة على الأقل ستدخل قاعة عبد الله السالم (البرلمان). وفي سياق رد المرشحات على الفتوى ، اعتبرت مرشحة الدائرة الأولى وزيرة الصحة السابقة د.معصومة المبارك أن وصول المرأة الى قبة البرلمان "بات هاجسا يقض مضجع بعض التيارات الاسلامية التي بدأت تستخدم كل أوراقها في محاولة لارهاب الناخبين ، لحثهم على عدم التصويت لأي من المرشحات للبرلمان". وأكدت أن "الوضع العام بات محبطا ، وأن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة ، بعد توجه بعض التيارات التي تستغل الدين في الحصول على النفوذ للتأثير على قناعات الناخبين الى التخويف والارهاب". ومن أبرز الشخصيات المرشحة رئيس مجلس الأمة السابق جاسم الخرافي والنائب السابق أحمد السعدون والوزيرة السابقة الدكتورة معصومة المبارك والدكتورة رولا دشتي والوزير السابق الدكتور يوسف الزلزلة ، الى جانب النائب السابق المحسوب على الخط القومي االدكتور عبد الله النيباري. المعركة الانتخابية دخلت ، اذن مرحلة "تكسير العظام" ، ويبقى الهاجس الاكبر لدى المرشحين ضعف اقبال الناخبين على المشاركة في التصويت لاسيما من جانب النواب السابقين الذين بدأوا يستشعرون الخطر كلما اقترب موعد الانتخابات ، حيث يخشى كثير منهم أن يؤدي ضعف الاقبال الى تأزيم الموقف الانتخابي لهم ، وربما عدم استطاعتهم الوصول الى قاعة عبدالله السالم. وبلغ عدد الناخبين 384790 ناخبا وناخبة ، وقسمت البلاد الى خمس دوائر انتخابية يمثل كل واحدة منها عشرة نواب.