الاهرام 8/5/2009 قطع الشطرنج تتجمع لصالح مبارك فها هو باراك أوباما يقبل ويدفع بمنطق مصر بأن حل الدولتين مصلحة قومية لأمريكا والكفيل باستقرار المنطقة فضلا عن ضرورة خضوع الترسانة النووية لإسرائيل للتفتيش الدولي وهذا ما رأيناه في دعوة واشنطن لإسرائيل بالانضمام لمعاهدة الحد من الانتشار النووي. وفي حين يلعب خامنئي بالورقة النووية للحصول علي دور إقليمي كبير علي حساب مصر والآخرين وبينما يناور بورقة سوريا وحماس وحزب الله ففي المقابل يلعب نيتانياهو بورقة إيران بدعوي أنها الخطر المشترك مغازلا الغرب والدول العربية إلا أنه يرغب في الهروب الي الأمام حتي يتخلص من ثمن السلام ويتحرر من إيران, ويكسر الطوق الذي يحكمه مبارك وأوباما حول عنقه بهجوم السلام. وفي الوقت ذاته فإن مبارك يلعب بالورقة الأمريكية وأوروبا( ساركوزي بيرلسكوني ميركل..الخ) من أجل الدولة الفلسطينية وإعادة الأرض العربية كما تضغط مصر بالورقة النووية الإيرانية ضد الورقة النووية الإسرائيلية لتصل الي تحجيم وزنهما معا وإخراجهما من الصراع لإخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل ويدرك الغرب أن تهديد مبارك بسباق تسلح نووي جاد وقريب! ولا تتوقف لعبة الشطرنج فلو انتزع مبارك الدولة الفلسطينية واتفاق سلام شاملا من إسرائيل بضغط المجتمع الدولي فإنه انتزع ورقة حماس وسوريا وحزب الله من إيران وإسرائيل معا ولو جري التخلص من الكروت النووية لطهران وتل أبيب فإن لحظتها سيتم انتزاع أهم أوراق اللعب لدي إيران وإسرائيل. ولو حدث ذلك كله نصل الي نقطة بداية مهمة: تفقد إسرائيل دورها الوظيفي كحامية لمصالح أمريكا ولا تملك إيران كروتا إضافية تساوم بها لوضع أكبر في المنطقة وعليها أن تنكمش هي وإسرائيل كدولة عادية في حين أن مصر سوف تتمدد بصورة أكبر لتأخذ مكانها في محيطها العربي والإقليمي. ويبقي أن أوباما بانحيازه الي منطق مبارك سيدخل التاريخ كصانع أعظم سلام الذي استعصي علي الكثيرين قبله إضافة الي تحقيق المصالحة الكبري لبلاده مع العالمين العربي والإسلامي وأحسب أن هذه لعبة الشطرنج الكبري التي تلعبها مصر وهي تستحق المخاطرة كما أنها محفوفة بمخاطر لعل أبرزها اغتيال أوباما في أي لحظة وحصار مصر من جانب نيتانياهو وخامنئي دائما وأبدا!