تواجه النباتات مشكلة جوهرية في عملية التكاثر وهي انعدام الحركة وللتغلب على هذا العائق يكون أمامها عدة حلول. الحل الأول هو ما يلجأ إليه المزارع عندما يعيد غرس فسيلة من النبات تثمر عن نبات من نفس النوع، وهي وسيلة فعالة لكن تنتج فصيلة فقيرة من الناحية الجينية. أما الوسيلة الثانية فتكون في حالة النباتات خنثوية التي تحتوي على الأعضاء الأنثوية والذكرية معا حيث يلقح النبات نفسه ذاتيا. هذه الوسيلة تؤدي كذلك إلى نسل ضعيف من الناحية الجينية كما يحدث عند الإنسان في حالة زواج الأقارب. وأحيانا يشعر النبات باقتراب الخطر فيعمل على جعل التلاقح الذاتي مستحيلا كأن يجعل فترات نضج العضوين الذكري والأنثوي متباعدتين فيشجع بذلك التزاوج بين نوعين مختلفين من النباتات، أو يعمل النبات على جعل الزهرة الأنثى والزهرة الذكر تتفتحان وتنغلقان في أوقات مختلفة، أو حتى يعمل على بناء حصون حول حبوب اللقاح مثل حالة نبات الأوركيدا والفانيليا التي تتطلب تدخل الإنسان أو الحشرات لإتمام عملية التزاوج. القضية إذن حياة أو موت، فالزهرة تحتوي على كنز يمكنها من التكاثر ينبغي حمايته فتنغلق على نفسها أثناء الليل لحماية كنزها من البرد والطقس السيء و الحشرات والماء.