الأعلى للإعلام: استدعاء الممثليين القانونين لعدد من القنوات الفضائية بسبب مخالفة الضوابط والمعايير    جامعة بني سويف بالمركز ال 676 في تصنيف «يو إس نيوز»    ب290 دينار شهريا.. بدء اختبارات المتقدمين للعمل بمهنة «تربية الدواجن» في الأردن (تفاصيل)    البنك المركزي السويدي يخفض الفائدة 25 نقطة أساس إلى 2%    رسميًا.. الرئيس السيسي يُصدق على قانون تحديد نسب العلاوات للموظفين بالدولة    البورصة المصرية تربح 1.2 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    "فوربس" تختار الشركة الشرقية إيسترن كومباني بقائمة أقوى 50 شركة عامة في مصر لعام 2025    البرلمان الأوروبى يعتمد قرار منح مصر دعم مالي بقيمة 4 مليارات يورو    اتصال بين وزير الخارجية ورئيسة البرلمان الأوروبي بعد اعتماد دعم مالي جديد لمصر ب4 مليارات يورو    فيديو احتراق مقر الموساد بين الحقيقة والشائعات في ظل التصعيد الإيراني الإسرائيلي    مدرب الأهلي يحذر من «ميسي الصغير» قبل مواجهة بالميراس    «كله بيقول أنا نجم».. مصطفي يونس يفتح النار على لاعبي الأهلي    تظهر خلال ساعات.. نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 في الشرقية بالاسم ورقم الجلوس    ضبط نصف طن لحوم ودواجن مجهولة المصدر في حملات رقابية بالشرقية    الليلة.. «الطريق» يفتتح مهرجان فرق الأقاليم المسرحية (صور)    المخرجة سارة وفيق تكشف عن مشاريع درامية في مرحلة الفكرة مع تامر حسني    أسماء أبواليزيد تفقد الوعي بعد ضرب أحمد مجدي لها.. ملخص «فات الميعاد» الحلقة 5    مركز منع انتشار الأسلحة النووية: لا أدلة تثبت امتلاك إيران سلاح نووى    بالأسماء.. موعد الاختبارات التحريرية المركزية للمسابقة العالمية ال 32 لحفظ القرآن الكريم    إزالة 3 تعديات على أملاك الدولة والأراضي الزراعية في الشرقية    حماة الوطن: الحزب منفتح على التحالف مع الأحزاب الأخرى في الانتخابات    «بينهم سيدة».. تأييد السجن 3 سنوات لمتهمين بحيازة المخدرات في بني مزار بالمنيا    قصور الثقافة تواصل برنامج مصر جميلة لتنمية المواهب بمدينة أبو سمبل    منها الديربي.. عمر مرموش يغيب عن 5 مباريات بالموسم الجديد لهذا السبب    ما حكم الصلاة الجهرية بالقراءات الشاذة؟.. الإفتاء تجيب    خبيرة الطاقة: «الساعة الذهبية قبل مغرب الجمعة» طاقة روحانية سامية    السجن 7 سنوات لبلطجي في قنا سرق طفلان تحت تهديد السلاح    حكم ضمان ما تلف فى يد الوكيل من أمانة.. دار الإفتاء تجيب    محافظ الدقهلية: 1224 مواطنًا استفادوا من القافلة الطبية المجانية    هيئة الرقابة النووية: مصر آمنة إشعاعيًا.. ولا مؤشرات لأي خطر نووي    شركة VXI الأمريكية للتعهيد تستهدف زيادة استثماراتها بمصر إلى 135 مليون دولار    "تأجيل مفاجئ لصفقات الزمالك".. الغندور يكشف التفاصيل    "شرط غير قانوني".. مفاجأة مدوية حول فشل انتقال زيزو ل نيوم السعودي    شوبير يكشف حقيقة مفاوضات نادٍ أمريكي مع مهاجم الأهلي وسام أبوعلي    مش بس نور الشريف.. حافظ أمين عاش بمنزل السيدة زينب المنهار بالدور الأرضى    بهاء وهيكل.. ذكريات لها تاريخ!    تعرف على جدول مباريات مانشستر سيتى فى الدورى الإنجليزى موسم 2025 - 26    سفير إيران: إذا ثبت لدينا تورط واشنطن بالحرب فسنبدأ بالرد عليها    رسميًّا.. ضوابط جديدة للمدارس الخاصة والدولية بشأن توزيع الكتب    بدء جلسة محاكمة المتهمين فى واقعة سفاح المعمورة بتهمة التهديد مقابل مبالغ مالية    حبس معلمة 4 أيام بتهمة محاولة تسريب امتحان ثانوية عامة بالشرقية    طلاب تجارة عين شمس يحصدون منحة "إيفل" الفرنسية للتميز الأكاديمي    بعد الموافقة النهائية من «الإسكان».. تفاصيل عقود الإيجارات القديمة التي تطبق عليها التعديلات    ضبط 14 مركزا لعلاج الإدمان بدون ترخيص    تنفيذ 9264 عملية عيون للمرضى غير القادرين بأسوان    محافظ دمياط يناقش ملف منظومة التأمين الصحى الشامل تمهيدا لانطلاقها    الطقس اليوم.. مائل للحرارة نهارا وشبورة كثيفة صباحا والعظمى بالقاهرة 33    سعر الدولار اليوم الأربعاء 18-6-2025 أمام الجنيه المصرى فى بداية التعاملات    طقس اليوم الأربعاء.. انخفاض جديد في درجات الحرارة بالقاهرة    طريقة عمل الحجازية، أسهل تحلية إسكندرانية وبأقل التكاليف    السلطات الإيرانية تمدد إغلاق الأجواء في البلاد    كاد يكلف صنداونز هدفا.. تطبيق قانون ال8 ثوان لأول مرة بكأس العالم للأندية (صورة)    مقاومة متواصلة ضد الاحتلال .. القسام تدمر ناقلتي جند وسرايا القدس تسقط طائرة مسيرة    الكشف المبكر ضروري لتفادي التليف.. ما علامات الكبد الدهني؟    نجم سموحة: الأهلي شرف مصر في كأس العالم للأندية وكان قادرًا على الفوز أمام إنتر ميامي    ألونسو: مواجهة الهلال صعبة.. وريال مدريد مرشح للتتويج باللقب    جدال مع زميل عمل.. حظ برج الدلو اليوم 18 يونيو    الأبيدى: الإمامان الشافعى والجوزى بكيا من ذنوبهما.. فماذا نقول نحن؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستقبل أخضر‏..‏ بالوقود الحيوي‏!‏
تعددت دعواته‏..‏ ومازالت مشروعاته بمصر محلك سر‏:‏
نشر في الأهرام المسائي يوم 03 - 07 - 2010

بمشروع واحد تستطيع مصر أن تتخلص من كوارث الصرف الصحي‏..‏ وتستصلح مليوني فدان وتوفر‏120‏ مليار جنيه وتوفر كثيرا من احتياجاتها من الطاقة وتمنح آلاف الخريجين طوق النجاة من البطالة بفرصة عمل ذات عائد ويخلصنا من مشكلة قش الأرز الكبري وما يرتبط بها من مخاوف السحابة السوداء
إضافة إلي السباحة بقوة في عالم الطاقة النظيفة‏.‏
هذا المشروع هو انتاج الوقود الحيوي‏..‏ الذي تتصاعد الدعوات بشأنه كثيرا إلا انها تتهاوي ويبقي الأمر محلك سر وما بين تصاعد الدعوات وتراجعها سبقتنا الكثير من الدول إلي عالم الوقود الحيوي وباتت ترفع شعار الاستعداد لنفاد الوقود‏,‏ وهو ما تتخوفه كثير من دول العالم وتحذر منه المنظمات‏.‏
والوقود الحيوي بداية يعتبره كثيرون واحدا من أكبر المصادر الجديدة والمتجددة للطاقة النظيفة وهو معروف بكثير من المسميات كالذهب الاخضر والبيوايثانول‏,‏ والايثانول النباتي‏,‏ والايثانول السليلوزي‏,‏ والبيوفويل
وحسب معلومات معترف بها عالميا يعتبر زيادة الطلب العالمي علي المنتجات الزراعية الغذائية أهم العوامل التي تدعم الاتجاه التصاعدي للأسعار العالمية لهذه المنتجات‏,‏ لا سيما وأن أكبر دولتين منتجتين ومصدرتين للذرة والسكر هما الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل علي الترتيب وفي نفس الوقت هما أكبر دولتين منتجتين للإيثانول‏.‏
ورغم ان أكثر من نحو‏2‏ بليوني نسمة من الفقراء في العالم ينفقون أكثر من نصف دخلهم علي الغذاء خاصة الحبوب إلا أنه من المتوقع ألا تقتصر الزيادة علي سعر الذرة فقط بل سوف تمتد إلي أسعار الحبوب الأخري البديلة ومن أهمها القمح والشعير الأمر الذي قد يترتب عليه ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء والحمراء باعتبار أن الذرة العلفية تمثل المكون الرئيسي في تكلفة إنتاج هذه المنتجات مما يؤدي إلي انتشار الجوع ويولد عدم استقرار اجتماعي في البلدان المنخفضة الدخل التي تستورد الحبوب‏,‏ مثل أندونيسيا‏,‏ مصر نيجيريا‏,‏ والمكسيك‏.‏
والدكتورة سميرة سويلم أستاذة الكيمياء الضوئية بالمركز القومي للبحوث تعرف الوقود الحيوي بأنه نوع من الوقود ليس مصدره النفط أو الفحم وإنما كائنات حية من النباتات والحيوانات ويعد من أقدم انواع الوقود بسبب استخدام الانسان للحطب في التدفئة والطبخ منذ زمن سحيق‏,‏ وتفرق بين أنواعه الثلاثة‏:‏ فالصلب منه يتمثل في مخلفات النباتات كافة بما في ذلك الأخشاب المختلفة‏,‏ أما السائل فله مصدران أولهما من النباتات الحاوية علي السكر والشمندر السكري والذرة ويستخرج منها الايثانول عن طريق التخمير‏..‏ وثانيهما النباتات الحاوية علي الزيوت مثل الصويا وعباد الشمس والذرة وتستخرج منها الزيوت التي تعالج كيماويا للحصول علي الديزل الحيوي كوقود للسيارات‏,‏ والنوع الثالث هو الغاز الحيوي الذي يتم استخراجه من النفايات وروث الحيوانات عن طريق التخمير في بيئة خالية من الأكسجين‏.‏
وتستند الدكتورة هنادي مصطفي الاستاذة بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي إلي دراستها الاقتصادية حول إنتاج الوقود الحيوي وانعكاساته علي الأمن الغذائي في التأكيد علي ان الوقود الحيوي يتم استخراجه من النباتات ويتخذ صورتين‏,‏ الاولي هي الايثانول المستخرج من قصب السكر وبنجر السكر أو الحبوب ويمكن اضافته إلي البنزين‏,‏ والثانية هي الديزل الحيوي المستخرج من الحبوب الزيتية أو النخيل وتضيف أن الحكومات تري في هذه التقنيات الجديدة سبيلا إلي تقليل الاعتماد علي النفط المستورد خاصة مع ارتفاع أسعار البترول حيث سعر البرميل عام‏2006‏ نحو‏66‏ دولارا بلغ حجم تحارة الإيثانول العالمية نحو‏5.5‏ مليار دولار أمريكي في عام‏2006‏ وتعد الولايات المتحدة الأمريكية هي أولي دول العالم إنتاجا للإيثانول وتعتمد أساسا علي الذرة لإنتاج الإيثانول تأتي البرازيل في المرتبة الثانية وتقوم صناعة الايثانول علي قصب السكر في البرازيل تليها كل من الصين والهند بينما يعتبر الديزل الحيوي ثاني أهم مصدر للطاقة الحيوية وتعد المانيا هي أولي دول العالم إنتاجا للديزل الحيوي حيث تنتج أكثر من نصف إنتاج العالم من الديزل الحيوي حيث تعتمد في إنتاجه علي اللفت تليها فرنسا‏.‏
دائرة مغلقة
ويقودنا الدكتور أسامة الشيحي مدير معمل بحوث بيوتكنولجيا النبات بزراعة القاهرة إلي أن كليته بدأت منذ عام‏2007‏ التفكير في مشروع قومي للاستفادة من المخلفات النباتية التي تمثل عبئا ثقيلا علي البيئة مثل قش الأرز الذي ما زال يمثل مشكلة بيئية قائمة حتي الآن هذا إلي جانب مخلفات أخري مثل حطب الذرة والقطن‏...‏ ويفسر أن إنتاج الوقود الحيوي يبدأ من البحث عن الخلايا السليلوزية التي توجد في جدار الخلية النباتية حيث احتواؤها علي مادة السليلوز التي يعتبر أساس تركيبها هو سكر الجلوكوز وهو السكر الرئيسي الذي يتحول لباقي الأشكال المختلفة من السكر‏,‏ ومن خلال عملية تخمير سكر الجلوكوز يتحول إلي كحول والحصول علي الايثانول بشكل مباشر‏.‏
ويضيف الشيحي أن الميزة في الوقود الحيوي انه يشبه دائرة مغلقة في النباتات الحية لأن هناك توازنا بين عمليتي الهدم‏(‏ التنفس‏)‏ والبناء الضوئي وليس فيها زيادة لنسبة غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض‏..‏ لأن مشكلتنا الحالية بالفعل إضافة وحدات ثاني اكسيد الكربون للجو وليس هناك ما يعيد تلك النسبة للأرض مرة أخري نتيجة الحرق المتزايد والمستمر للمنتجات البترولية فامتلأ الجو بالغاز وأدي ذلك لظهور الاحتباس الحراري‏..‏ أما الوقود الحيوي فيعتبر نظاما آمن داخل دائرة مغلقة لأن ما ينتج من حرق هذا الوقود من وحدات ثاني أكسيد الكربون يعاد استخدامه مرة أخري بواسطة النباتات خلال عملية البناء الضوئي لإنتاج المادة العضوية وبالتالي فهذا النظام لا يسمح بتراكم ثاني أكسيد الكربون أو زيادته دون الاستفادة منه كما هو الحال في حالة حرق المواد البترولية‏.‏
جيلان من الانتاج
ويوضح الشيحي الفرق بين جيلين لإنتاج الوقود الحيوي وهما‏:‏ الجيل الأول حيث الحصول علي سكر الجلوكوز مباشرة من قصب السكر أو الذرة السكرية وتحويله للإيثانول أي الاعتماد علي مواد ذات قيمة بيلوجية مرتفعة‏,‏ وليس له أي أضرار علي البيئة أما الجيل الثاني لإنتاج الوقود الحيوي فيتمثل في معالجةالمخلفات النباتية عن طريق انزيمات معينة لتتحول إلي جلوكوز ثم إلي ايثانول‏,‏ وتلك الانزيمات يتم انتاجها بواسطة خلايا كائنات دقيقة مثل البكتيريا ولكنها عالية التكاليف‏.‏
ويشير إلي أشجار الجاتروفا والجوجوبا والتي يتم انتاج الديزل الحيوي منها وهو زيت خواصه تشبه المواد البترولية أيضا هناك نباتات وحشائش آمنه بيئيا وسريعة النمو تتم زراعتها بالمناطق الزراعية المستصلحة حديثا ولا تستهلك ماء ولا تدخل في غذاء الانسان وذلك من أجل الحصول علي المادة السليلوزية اللازمة لإنتاج هذه الطاقة الجديدة‏...‏ لكن العائق في هذه الصناعة هو تكلفة الانزيم العالية لكنها من الناحية التكنولوجية أفضل بكثير من
استخدام السكر مباشرة من خلال الحبوب لإنتاج الكحول بالطبع لايحق لنا استخدام الحبوب لأنها غذاء للإنسان وإذا استخدامناها في غير مطلبها الحيوي فذلك يمثل جريمة في حق العالم خاصة وأن هناك دولا بها مجاعات‏,‏ وللقضاء علي مشكلة غلاء الانزيم المسئول عن تحليل المواد السليلوزية داخل النباتات نفسها لإستخدامها بعد نهاية دورة حياة النبات في تحليل مخلفات النبات نفسه عن طريق إمكانية حدوث عملية تحليل ذاتي للإنزيمات الموجودة داخل هذه المخلفات النباتية وبالتالي لاتصبح هناك مشكلة علي الاطلاق في تكلفة الانزيم ويصبح أنتاج الوقود الحيوي من هذه الطريقة عملية اقتصادية للغاية نظرا لعدم حاجتها الي انزيمات اضافية لتحليلها عند إنتاج الجلوكوز الذي يستخدم في إنتاج الإيثانول‏,‏ وذلك كله يعتمد علي استخدام تقنيات الهندسة الوراثية لنقل جينات مسئولة عن انتاج هذه الانزيمات المحللة للمواد السليلوزية‏.‏
ويقترح الشيحي إشراك وزارات البيئة والزراعة والبترول والري والإسكان والمرافق والدفاع في رسم استراتيجية متكاملة مع مراكز البحوث المختصة وكليات الزراعة لصياغة مشروع قومي يمكن تنفيذه في مصر ودعم وتوفير الامكانات اللازمة لذلك‏.‏
أحجار عثرة
من جانبه يؤكد الدكتور أحمد شوقي مدرس بيوتكنولوجيا النبات بزراعة القاهرة أن ظاهرة الاحتباس الحراري بتأثيراتها الخطيرة علي البيئة لكوكب الأرض ككل‏,‏ تدفع الحكومات عبر العالم للبحث عن وسائل للحد من ارتفاع تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي الناتج من الاستهلاك المتزايد للمواد البترولية في أنحاء العالم‏.‏ ومن أهم هذه الوسائل استخدام الوقود الحيوي مثل كحول الإيثانول والبيوديزل لتقليل انبعاث ثاني أكسيد الكربون‏.‏
يضيف أن إنتاج الوقود الحيوي يمثل علي نطاق تجاري أمل مصر في غد أفضل بكل ما تحمله الكلمة من حقائق فعن طريقه يمكن دعم الإصلاح الاقتصادي ببلوغ أعلي معدلات التنمية في السنوات المقبلة‏,‏ وتطوير الزراعة ودعم خطة الدولة لتحسين البيئة والحفاظ عليها وتنمية كل الموارد المتاحة من المياه والتربة بالإضافة لدعم التنمية البشرية من خلال خلق فرص عمل جديدة تستوعب الطاقات البشرية المتاحة وزيادة الدخل القومي لإحداث النهضة الشاملة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية حتي تتمكن مصر العظيمة من أن تبلغ مكانتها التي تستحق بين الأمم المتقدمة‏.‏
ويوضح أن ندرة الماء تمثل العقبة الرئيسية للتوسع الزراعي في مصر وبالتالي عدم القدرة علي زيادة إنتاج الغذاء لمواجهة الزيادة الكبيرة في عدد السكان مما يؤدي لزيادة الفجوة الغذائية والتي تمثل التحدي الرئيسي للتنمية والتقدم في مصر حيث يعتمد الإنتاج الزراعي في مصر علي الري بكمية محددة من مياه نهر النيل في حدود‏55‏ مليار متر مكعب سنويا‏,‏ فضلا عن التهديدات المحتملة لنقص هذه الكمية في حالة قيام أي من دول حوض النيل بإقامة مشروعات لسدود لحجز جزء أكبر من ماء النيل الذي يجري بأراضيها‏..‏
مشروع قومي
وبالتالي والكلام للدكتور شوقي تمثل عملية الاستفادة من بعض مصادر المياه غير المستغلة والتي لاتصلح في إنتاج الغذاء مثل مياه الصرف الصحي المعالجة والتي تمثل جزءا هاما من الموارد المائية المتاحة‏,‏ السبيل لدعم التنمية والتقدم وتحسين الدخل القومي وذلك من خلال تنفيذ هذا المشروع القومي لإنتاج الوقود الحيوي في مصر علي نطاق تجاري وهذا يعتبر تطبيقا لتكنولوجيا الجيل الأول لإنتاج الوقود الحيوي ويماثل إنتاج البيوإيثانول من القصب في البرازيل‏,‏ وذلك عن طريق زراعة نباتات لغرض آخر غير الغرض الرئيسي‏(‏ إنتاج الغذاء‏)‏ الذي تزرع من أجله النباتات في مصر وهو إنتاج الوقود الحيوي ويضيف يمكن تعظيم الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة عن طريق استخدام هذه المياه في إنتاج نباتات بغرض إنتاج الوقود الحيوي‏,‏ وحيث أنه يمكن زراعة أكثر من مليون فدان من الأراضي الصحراوية القاحلة بواسطة هذه المياه‏,‏ بالتالي يمكن إنتاج الوقود الحيوي في مصر علي نطاق تجاري سينعكس أثره المباشر علي تطور الاقتصاد المصري ليبلغ أعلي معدلات التنمية في الأعوام القليلة القادمة‏.‏
وإدراكا لأهمية هذا الموضوع وأثره علي الاقتصاد القومي يري شوقي أنه لابد من بذل كل الجهود للبدء في تنفيذ إستراتيجية قومية لإنتاج الوقود الحيوي علي نطاق تجاري وفي هذا الإطار يسعي الفريق البحثي بمعمل بحوث بيوتكنولوجيا النبات كلية الزراعة جامعة القاهرة من خلال هذا المشروع الي إيجاد حلول للعديد من المشكلات التي تواجه المجتمع والبيئة عن طريق البحث العلمي والعمل علي نقل أحدث ماتوصل اليه العلم من تقنيات حديثة الي حيز التطبيق العملي في ميادين الإنتاج ودعم إنتاج الطاقة الجديدة والمتجددة والمتمثلة هنا في الوقود الحيوي‏(‏ البيوايثانول والبيوديزل‏)‏ وكذلك تعظيم الاستفادة من مياه الصرف الصحي المعالجة‏.‏
كذلك يهتم فريق البحث بمعمل بحوث بيوتكنولوجيا النبات أساسا بإنتاج الوقود الحيوي من المخلفات النباتية وذلك باستخدام تقنيات الهندسة الوراثية في إجراء البحوث العلمية في مجال تطوير تكنولوجيا الجيل الثاني لإنتاج الوقود الحيوي عن طريق رفع القيمة البيولوجية للمخلفات النباتية لاستخدامها في إنتاج الوقود الحيوي‏.‏
ويؤكد شوقي أن هذا المشروع سيوفر الملايين علي الدولة فمع استصلاح الأراضي نتخلص من مياه الصرف ونجد حلا لمشكلة البطالة وإحداث تنمية‏,‏ و‏120‏ مليار جنيه هو ناتج الإثانول عند زراعة مليوني فدان فقط ونحن لدينا صحاري كثيرة ونصرف المليارات علي معالجة مياه الصرف الصحي ولاتتم الاستفادة منها في وقت تتعرض فيه حياة وصحة المواطنين للخطر والأمراض عن طريق الشرب والغذاء وتضر بالزراعة‏,‏ وقد قمنا بعرض هذا المشروع علي الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي بناء علي طلبهم ويقومون بدراسته حاليا ويؤكد أن هذا المشروع يمكن أن يضع مصر علي قائمة الدول المتقدمة‏,‏ فقط نحتاج لمستثمرين فاهمين واعين‏,‏ وتعاونا من الجهات الحكومية حيث بعد دورة عمل واحدة‏(‏ عام‏)‏ فقط المشروع سوف يغطي عائده كل التكاليف التي تم صرفها علي المشروع وفوقها أرباح مضاعفة‏..‏وأضاف أنه عن طريق تطبيق تكنولوجيا الجيل الأول لإنتاج الوقود الحيوي من النباتات المزروعة خصيصا لهذا الغرض واستخدام مياه الصرف الصحي والزراعي كمصادر مياه ثانوية لري تلك النباتات ودون اللجوء بتاتا لمياه نهر النيل نجد علاجا لمشكلة مياه الصرف عموما ويتم بناء عليه انشاء عشرات المصانع التي تقوم بأخذ الناتج وتحويل السكر مباشرة الي كحول‏,‏ ولابد من الخروج للمناطق القاحلة لإنتاج الطاقة وزراعة تلك الأنواع من النباتات ليس للغذاء‏,‏ لكن لتكون مصادر لإنتاج الطاقة مثل الذرة السكرية والبنجر حيث يتحملان الأراضي الفقيرة والرملية‏,‏ وبناء مصانع مجاورة لاستخراج الإيثانول من الجلوكوز مباشرة بدرجات نقاء مختلفة فهناك إيثانول تركيز‏96%‏ ويتراوح سعر اللتر منه ما بين‏15‏ 20‏ جنيها أما الأبسليوت النقي تماما‏100%‏ فسعر اللتر منه‏100‏ 120‏ جنيها
تجربة بالجبل الأصفر
يذكر أن البرازيل تطبق نظام‏(‏ الجيل الأول‏)‏ منذ‏40‏ عاما مضت‏,‏ ويمكن لنا أن نأتي بمائة مليار جنيه عائدا علي البلد مباشرة من هذا المشروع دون اللجوء للتكنولوجيا‏.‏
وأضاف أن محطة الجبل الأصفر في القاهرة من كبري محطات معالجة المياه وتوجد حولها مساحات شاسعة تقدر ب‏300‏ فدان يمكن زراعتها والاستفادة منها في هذا المشروع وقد اقترحنا في المشروع الذي قدمناه للهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي اضافة‏200‏ فدان مجاورة لمحطة العاشر من رمضان فيكون إجمالا عندنا عدد‏500‏ فدان تتم زراعتها بالنباتات والحشائش التي ذكرناها وبجوارها مصنع وحدة صغيرة لإنتاج الايثانول أي تطبيق أبحاث الجيل الأول لانتاج الوقود الحيوي
السحابة السوداء
ويقول الدكتور بهاء شوقي أستاذ البيوتكنولوجي بالمركز القومي للبحوث أن المخلفات الزراعية تعتبر ثروة قومية مهدرة‏,‏ وأن التخلص منها بالحرق هو خطأ كبير وأهدار لطاقة متجددة يمكن التعامل معها بطريقة أفضل لو تم استخدام التكنولوجيا الحيوية صديقة البيئة في تحويلها الي صور أخري للطاقة النظيفة الجديدة والمتجددة‏(‏ البيوإيثانول‏)..‏ وهذه المخلفات في مصر تقدر بنحو‏35‏ مليون طن سنويا يشكل تراكمها مشكلة كبيرة في تلوث البيئة‏(‏ السحابة السوداء‏)‏ التي تزورنا بانتظام منذ عام‏1999‏ خلال شهري أكتوبر ونوفمبر‏,‏ وأيا كانت أسبابها سواء من الحرق المكشوف للمخلفات الزراعية والقمامة أو عادم السيارات أو الأنشطة الصناعية‏..‏الخ فإن الحقيقة التي لايمكن إنكارها هي انه لاتوجد استراتيجية علمية لإدارة المخلفات في مصر ويوضح أن أكبر مخزون من المواد السكرية القابلة للتخمر في الكرة الأرضية يوجد في هذه المواد النباتية السليلوزية وأن إنتاج البيوإيثانول هو تدوير للمواد الكربوهدراتية الموجودة في هذه المخلفات‏..‏
عقبات في الطريق
ويري أن هناك عقبة رئيسية أمام الحصول علي السكر من المخلفات الزراعية وهي ان هذه المخلفات مقاومة بدرجة كبيرة جدا للتحلل الانزيمي‏,‏ حيث إن تركيب الجدار الخلوي في هذه المخلفات اللجنوسليلوزية يشبه الخرسانة المسلحة وتمثل فيه ألياف السليلوز أسياخ الحديد واللجنين الأسمنت الطبيعي‏,‏ وعليه يكون التحلل الإنزيمي لهذه المواد بطيئا جدا ومن ثم يكون من الضروري تعريض هذه المخلفات اللجنوسليلوزية الي معاملة أولية تعمل علي زيادة قابليتها للتحليل الأنزيمي‏.‏ ويؤكد أنه حتي الآن لاتوجد طريقة معاملة أولية مؤثرة وكفء واقتصادية يمكن تطبيقها علي نطاق تجاري بمعني ان كل طرق المعاملات الأولية‏(‏ الفيزيائية الكيميائية‏,‏ فيزيائية كيميائية‏)‏ مشكلات أو قصور‏.‏ وباختصار فهي إما ان تكون مؤثرة ولكن غير اقتصاية أو تتم تحت ظروف قاسية تعمل علي فقد جزء كبير من السكريات بالإضافة الي انتاج مثبطات تعوق عملية التخمر‏..‏ ولقد توصلنا بالمركز القومي للبحوث الي اختراع طريقة جديدة فعالة واقتصادية كمعاملة أولية للمخلفات اللجنوسليلوزية تسمي طريقة انفجار الألياف متعدد الاستعمالات‏,‏ وهي طريقة واعدة بالنسبة لإنتاج السكر حيث يمكن تحويل‏90%‏ من السليلوز والهيميسليلوز في هذه المخلفات الي سكريات بسيطة قابلة للتخمر بالإضافة الي انها طريقة سهلة ونظيفة للبيئة‏..‏ويري أن الجديد والمهم اقتصاديا وبيئيا في هذاالموضوع اننا لسنا بحاجة الي استخدام المحاصيل الزراعية مثل قصب السكر‏(‏ كما في البرازيل‏)‏ أو الذرة‏(‏ كما في الولايات المتحدة الأمريكية‏)‏ لإنتاج السكر وإنما تستخدم المخلفات الزراعية مثل قش الأرز لإنتاج السكر الذي يتم تخميره إلي الإيثانول كوقود حيوي بيوإيثانول‏,‏ وبذلك لايكون هناك تنافس بين غذاء الإنسان والوقود‏,‏ وقد أصبح مايسمي بمحاصيل الطاقة من مفردات اللغة في هذا العصر وهي المحاصيل الغنية بالسليلوز والتي يقابلها عندنا‏(‏ دون أي مجهود أو أعباء إضافية‏)‏ بقايا‏(‏ وليس مخلفات المحاصيل الزراعية والتي تعتبر ذات قيمة اقتصادية عالية‏..‏وبذلك يعتبر إنتاج البيوإيثانول كوقود نظيف جديد ومتجدد من المخلفات الزراعية حلا مثاليا لمشكلة الاستنزاف الجائر لاحتياطي البترول العالمي‏,‏ وذلك عن طريق استبدال البترول تماما بالإيثانول أو خلط الاثنين معا بنسب معينة‏,‏ هذا بجانب ان استخدام الايثانول كوقود نظيف يحل كثيرا من مشكلات تلوث البيئة التي يسببها استخدام الجازولين كوقود‏.‏
استراتيجية جديدة
وينادي شوقي باستراتيجية جديدة لإدارة المخلفات الزراعية في مصر بحيث تكون مشروعا قوميا تشترك فيه جهات عديدة مثل المركز القومي للبحوث والجامعات‏,‏ وزارة البيئة وزارة الكهرباء والطاقة‏,‏ وزارة البترول‏,‏ وزارة الزراعة ووزارة الدفاع حيث يتم إنشاء مصنع عملاق يتكون من‏:‏قسم جمع وتجهيز المخلفات الزراعية‏,‏ قسم المعاملة الأولية‏,‏ قسم التحلل الإنزيمي قسم التخمر المنتج النهائي البيوإيثانول‏,‏ وذلك في منظومة متكاملة يشترك فيها علماء مصر المتخصصون في هذه المجالات‏.‏
البرازيل تفوز
تعتبر البرازيل أكبر منتج لقصب السكر حيث انتجت حوالي‏425,4‏ مليون طن في حصاد عام‏2007/2006,‏ وتعتبر أيضا البرازيل أكبر مصدر للايثانول مستخدمة في ذلك تكنولوجيا الجيل الأول لإنتاج الوقود الحيوي‏,‏ حيث صدرت‏3,4‏ مليار لتر في عام‏2006‏ أي مايعادل‏1,6‏ مليار دولار‏,‏ والبرازيل هي قائد العالم في إنتاج الايثانول‏,‏ حيث يوجد‏325‏ منتجا للايثانول ينتجون مايقرب من‏18‏ مليار لتر سنويا‏,‏ وحوالي‏15‏ مليار لتر توجه للاستهلاك المحلي البرازيلي‏,‏ ونحو‏3‏ مليارات لتر يتم تصديرها الي الخارج‏,‏ وبلغت الايرادات السنوية لقطاع الكحول والسكر‏20‏ مليار دولار في عام‏2006.‏
ويوجد حاليا حوالي‏147‏ مشروعا جديدا للايثانول‏,‏ بما في ذلك وضع خطط لتوسيع المصانع القائمة وتقدر الاستثمارات المرتبطة ب‏86‏ مشروعا الأولي بحوالي‏17‏ مليار دولار بحول عام‏2012‏ وتستخدم‏50.6%‏ من السيارات المنتجة في البرازيل الوقود الحيوي‏,‏ وفي عام‏2006‏ حوالي‏1.4‏ مليون من سيارات وقود الفليكس تم بيعها في السوق البرازيلية وتكلفة إنتاج الايثانول في البرازيل تقدر ب‏0,22‏ دولار للتر‏,‏ مقارنة ب‏0,30‏ دولار للتر في الولايات المتحدة‏,‏ و‏0,53‏ دولار للتر في الاتحاد الأوروبي‏.‏
وحتي الآن فقد منحت الوكالة البرازيلية الوطنية للرقابة علي النفط والغاز والوقود الحيوي الموافقة ل‏30‏ منتجا للديزل الحيوي بطاقة إنتاجية تصل إلي‏964‏ مليون لتر سنويا‏,‏ وهناك‏40‏ منتجا للديزل الحيوي قيد الانتظار والتقييم‏,‏ ومن المتوقع أن يصل إنتاج البرازيل من الديزل الحيوي‏2,5‏ مليار لتر سنويا بحلول عام‏2013.‏
وتستطيع مصر أن تكون مثل البرازيل أو تسبقها بقليل من التخطيط لمشروع يجعلها في مقدمة الدول المنتجة للوقود الحيوي‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.