رفض مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشئون الأمنية والسياسية في اجتماعه الأربعاء رفع الحصار المفروض على قطاع غزة حتى توافق حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على الإفراج عن الجندي المختطف لديها "جلعاد شاليط". وصرح مئير شطريت وزير الداخلية الإسرائيلي أن المجلس الوزاري قرر أن قبول وقف إطلاق النار الذي تقترحه مصر- ويدعو لإعادة فتح المعابر لما هو أكثر من المساعدات الإنسانية المحدودة- "غير وارد" دون الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط. وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي قد التأم الأربعاء لاتخاذ قرار بشأن عدد وشخصيات الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق سراحهم، وتحديد الثمن الذي سيدفع مقابل إطلاق سراح الجندي المختطف جلعاد شاليط.. في إطار اتفاق التهدئة وفتح المعابر. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء أولمرت قد أكد أمس عدم حصول أي تغيير في موقف إسرائيل الرافض للتحدث عن إعادة فتح المعابر، وإعادة إعمار قطاع غزة قبل الإفراج عن شاليط. سجال حول اتخاذ قرار الإفراج من عدمه: وفي الشأن ذاته، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في عددها الأربعاء أنه بعد اختطاف شاليط بعامين ونصف، سيعلن المجلس الوزاري لأول مرة استعداده للإفراج عن كبار الأسرى المحتجزين لدى إسرائيل. وأشارت الصحيفة أن المجلس سيناقش صيغة قرار بلوره رئيس الوزراء المنتهية لايته إيهود أولمرت، ووزير الدفاع إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني.. دون إعلان أسماء كبار الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم. وعلى عكس ما تقدم، قال "يتسحاق هرتسوج" وزير الرفاه والشئون الاجتماعية في إسرائيل إنه يجب خفض التوقعات بشأن شاليط؛ لأن القضية تحتاج إلى متسع من الوقت، باعتبار أن العملية معقدة وطويلة- رغم أن إسرائيل أصبحت قريبة من بلورة الصيغة. وكرر هرتسوج موقف إسرائيل الرافض لفتح المعابر ما لم يفرج عن شاليط، قائلاً إنه يجب أخذ الموقف المصري بالحسبان باعتباره مومقفاً محورياً. قصف غزة والشريط الحدودي: وقبيل اجتماع المجلس الوزاري بساعات، قصفت طائرات حربية مقاتلة إسرائيلية من طراز "إف-16" فجر الأربعاء مباني ومسجداً وسط مجمع الأجهزة الأمنية التابع للحكومة الفلسطينية المقالة وسط مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. كما قصفت مقاتلة أخرى منطقة الشريط الحدودي جنوب محافظة رفح جنوبي القطاع.. دون الإبلاغ عن وقوع إصابات. قد أطلقت الطائرة المقاتلة الإسرائيلية صاروخين على الأقل باتجاه مجمع الأجهزة الأمنية بخان يونس؛ مما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من مبانيه وإلحاق أضرار فادحة بمسجد الشهيد أبو حميد وسط المجمع. ونفى شهود عيان وقوع إصابات في مكان القصف بسبب إخلائه من قبل، مشيرين إلى تعرض نفس المكان للعديد من الغارات الإسرائيلية خلال الحرب العدوانية التى شنها الجيش الإسرائيلى مؤخراً على قطاع غزة وبعد انتهاء تلك الحرب أيضاً. كما شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية أكثر من 7 غارات على الشريط الحدودي الفاصل بين رفح ومصر مستهدفة الأنفاق، دون الإبلاغ عن إصابات بشرية. وشهدت الليلة الماضية تحليقا مكثفاً من جانب طائرات الاستطلاع ومروحيات الأباتشي والطائرات المقاتلة الإسرائيلية التي قامت بشن عدة غارات وهمية في مناطق متفرقة من محافظتي خان يونس ورفح. ومن ناحية أخرى، ذكرت "يديعوت أحرونوت" أن صاروخ "قسام" أُطلق من شمالي قطاع غزة صباح الأربعاء وسقط في أحد المجمعات في مجلس شاعار هانجيف الإقليمي. وقالت الصحيفة إنه لا يوجد إصابات أو دمار. وفي الضفة الغربية، اعتقلت القوات الإسرائيلية نحو 30 فلسطينياً خلال مداهمات قامت بها فجر الأربعاء في أماكن ومدن متفرقة. يأتي ذلك بعد وقف لإطلاق النار أحادي الجانب أعلنته إسرائيل وحركة حماس، عقب عدوان إسرائيلي على قطاع غزة استمر لمدة 22 يوماً- منذ ال 28 من ديسمبر؛ أسفر عن استشهاد وإصابة نحو 7 آلاف فلسطيني، وتدمير البنية التحتية للقطاع عن بكرة أبيها. (الإذاعة الإسرائيلية / أ.ش.أ)