تبحث غواصة صفراء يقودها انسان الي تحت رصيف جليدى فى القارة القطبية الجنوبية عن دلائل تقود الى ارتفاع مناسيب مياه محيطات العالم فى واحدة من اكثر المناطق التى يصعب الوصول اليها على سطح الارض. وتدشن الغواصة البالغ طولها سبعة امتار من سفينة أبحاث أمريكية وتستكشف الجانب السفلى للثلوج في نهاية جبل جليد بجزيرة باين والذى يسير بسرعة اكبر من اى جبل أخر بالقارة القطبية الجنوبية وتبلغ أقصى سرعة للغواصة "اوتوصاب" التى تسير بخمسة الاف بطارية من النوعية التى تستخدم فى تشغيل المشاعل الكهربائية 4ر3 عقدة ونطاقها أربعة الاف كيلومتر وتستطيع الغوص الى عمق 1600 متر وسمك رصيف باين ايلاند يبلغ نحو 400 متر عند حافته المواجهة للبحر فى بحر امندسن. والغواصة التي تجمع قراءات وقياسات بالموجات فوق الصوتية لدرجة ملوحة المياه أسفل الثلج هي خليفة واحدة فقدت قرب بدء بعثة مماثلة عام 2005 أسفل رصيف جليدي في شرق القارة القطبية الجنوبية. ولطالما راقب العلماء الجبال الجليدية الشاهقة وهي تكسر أرصفة القارة القطبية الجنوبية وهي امتدادات لجبال جليد تطفو فوق سطح البحر لكنهم لم يستطيعوا قط الدخول أسفلها ليروا كيف يمكن أن تكون التيارات العميقة تسبب الذوبان من أسفل. وقد زادوا الان من مراقبة القارة القطبية الجنوبية اذ يدركون أن أي تسارع طفيف للذوبان يمكن أن يغمر جزر المحيط الهادي لمنخفضة او يؤدي الى انفاق مبالغ باهظة على بناء الدفاعات عند المدن الساحلية من بكين الى نيويورك. وتسارع معدل تدفق جبل جليد جزيرة باين في غرب القارة القطبية الجنوبية الى 7ر3 كيلومتر في السنة بعد أن كان 4ر2 كيلومترفي منتصف التسعينات. وقال ادريان جينكينز قائد بعثة اوتوصاب من مؤسسة أبحاث بريتيش انتاركتيك سيرفي لرويترز قبل أن يغادر الاسبوع الماضي بعد اجراء الاستعدادات في تشيلي لقد فاجأ هذا الجميع،وتكلف بناء الغواصة عدة ملايين من الدولارات وأضاف اذا قمنا بقياسات فحسب عند الجبهة الثلجية كل ما سيكون لدينا صندوق أسود... ما نفعله هو أننا نراقب ما يجري داخل الصندوق. ويوجد بالقارة القطبية الجنوبية اكثر من 90 في المئة من المياه العذبة في العالم واذا ذابت كلها فستزيد مناسيب المحيطات بمقدار 57 مترا وهو ما سيستغرق الاف الاعوام. وتوقعت لجنة المناخ التابعة للامم المتحدة العام الماضي أن ترتفع مناسيب بحور العالم بما بين 18 و59 سنتيمترا بحلول عام 2100 نتيجة للاحتباس الحراري الذي تسببه في الاساس الانبعاثات البشرية للغازات التي تنتج عن حرق الوقود الاحفوري. وقال ستان جيكوبز كبير العلماء بالسفينة ان جبل جليد باين ايلاند وجبل جليد الى جانبه يتحركان أسرع من أي جبال أخرى في القارة القطبية الجنوبية وأضاف على متن السفينة الامريكية ناثانيال بي بالمر في بونتا اريناس عند الطرف الجنوبي لتشيلي قبل الرحلة التي تستغرق 54 يوما انهما تزيدان من سرعتهما ايضا. ويضيف جبل جليد باين ايلاند وجبال اخرى قريبة 25ر0 ملليمتر سنويا الى مناسيب البحار العالمية اي 5ر2 سنتيمتر على مدار القرن الواحد اذا لم تتغير. وفي شبه الجزيرة القطبية الجنوبية تلاشت عدة أرصفة جليدية في الاعوام الاخيرة فيما يبدو بسبب زيادة درجات حرارة الجو بمقدار ثلاث درجات مئوية في الاعوام الخمسين الاخيرة التي قد تكون مرتبطة بالاحتباس الحراري وفي معظم أنحاء القارة القطبية الجنوبية لم تتغير درجات الحرارة تغيرا يذكر. وايا كانت الاسباب فقد تنزلق جبال الجليد بسرعة اكبر اذا تلاشت الارصفة الجليدية لتضيف المياه الى المحيطات وتزيد من مناسيب البحار. (رويترز)