الوفد: 1/1/2009 مصر كانت ومازالت مع الشعب الفلسطيني، لم تتخل يوماً عن دورها في قضية فلسطين، ولم تستخدم الخطب والشعارات الجوفاء لمساندة الحق الفلسطيني.. بل استخدمت أغلي ما تملك وهم عشرات الآلاف من الشهداء في حماية الفلسطينيين من العصابات الصهيونية قبل وجود إسرائيل، ثم خاضت حرب 48 وبعدها 56، وفقدنا سيناء في 67 بسبب القضية الفلسطينية، واستمرت مصر في حرب الاستنزاف مع إسرائيل حتي المعركة الكبري في 73، وكل هذه التضحيات لم تمنع مصر يوماً عن دعم القضية الفلسطينية سياسياً علي شتي المستويات المحلية والدولية، ولم تمنع الظروف الاقتصادية الصعبة التي مرت بها مصر بسبب الحروب عن مساندة الشعب الفلسطيني مادياً وتعليمياً وطبياً وإنسانياً. نحن لا نزايد علي القضية الفلسطينية ولا نعاير الأشقاء الفلسطينيين، بما هو حق لهم علي مصر الكبري.. وأيضاً نحن لا نزايد علي الدول العربية البعيدة أو القريبة من فلسطين والقضية الفلسطينية، وسواء كانت تساعد الشعب الفلسطيني حقاً أو تسانده بالخطب والشعارات وبيانات الاستنكار.. ونحن أيضاً لا نزايد عندما نقول إن المصريين هم أكثر الشعوب العربية والإسلامية غضباً وألماً لجرح أو استشهاد فلسطيني واحد.. وأيضاً المصريين هم أكثر الشعوب بعداً وكرهاً للدولة الصهيونية، بعد أن خاضوا معها عدة حروب، ولا تكاد تخلو أسرة مصرية من استشهاد أحد أبنائها في تلك الحروب، ولا يمكن أن نغفل الظروف الاقتصادية التي عانت وتعاني منها مصر والشعب المصري بسبب هذه الحروب. باختصار لا يمكن لأحد أن يزايد علي دور مصر حتي نفاجأ بهذه الوقاحات، وهذا التدني في الهجوم علي مصر.. نعم هي وقاحات وإسفاف من فئات مدفوعة في مظاهرات منظمة، وآراء موجهة من فضائيات ووسائل إعلام موجهة هي الأخري للتطاول علي مصر. هذه الجهات سواء كانت في شكل دويلات أو منظمات أو ميليشيات وأجهزة إعلام تعلم جيداً حقيقة الأمور، إلا أنها استغلت الخطأ الدبلوماسي والإعلامي المصري في استقبال وزيرة الخارجية الإسرائيلية، ووجدتها فرصة لبث سمومها وطفح أحقادها علي مصر وتتهمها بالمؤامرة علي الشعب الفلسطيني، وإعطاء إسرائيل الضوء الأخضر للهجوم وغيرها من المهاترات التي لا يقبلها عقل ولا يبررها منطق. كل هؤلاء الأشاوس الذين يدعون إلي الفوضي في مصر بزعم المطالبة بمظاهرات تزيل الحدود مع غزة يعلمون أكثر من غيرهم أنهم ينادون بتحقيق المطلب والحلم الإسرائيلي في تهجير سكان غزة إلي سيناء الخالية من السكان كمرحلة أولي، وبعدها بسنوات قليلة تقوم إسرائيل باحتلال سيناء بزعم تأمين نفسها من العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون من داخل سيناء.. أما اللافت للنظر في هذه الحملة الوقحة علي مصر أننا لم نسمع من أحد الأشاوس لومه للأشقاء الفلسطينيين أنفسهم علي الانقسام والحروب الداخلية وتفتيت قواهم، واستخدام صواريخ »البمب« التي كنا نتمناها لتدمير إسرائيل، وتحولت لجلب الدمار علي الشعب الفلسطيني، ولم نسمع من الأشاوس الدعوة لفتح مخازن السلاح المكدس في دول النفط لاستخدامها ضد إسرائيل، ولم نسمع عن الدعوة للهجوم علي القواعد الأمريكية المنتشرة في دول الخليج بهدف حماية إسرائيل ومدها بكل وسائل الدعم العسكري والاقتصادي والسياسي، مما جعلها تبطش وتقتل وتدمر دون وضع حساب لأحد. إن مصر هي مصر الكبري وقدرها أن تتحمل الصغار وعلي الجميع أن يعلم أنه لا يوجد مصري واحد يمكن أن يفرط في شبر واحد من أرضه أو كرامته، وإذا فكر أحد في هذا، وقتها سوف يهب الشعب المصري هبة رجل واحد، وعلي المصريين ألا يغضبوا من الثرثرات المردود عليها ببيت شعر بليغ: "إذا أتتك ملامتي من ناقص.. فهذه شهادة بأني كامل".