قفزت أسعار النفط بنحو 5.6% نحو مستوى 40 دولارا للبرميل الاثنين بعد أن أعاد القصف الاسرائيلي المكثف لقطاع غزة الى أذهان المتعاملين المخاطر السياسية التي تهدد امدادات النفط من الشرق الاوسط. وبحلول الساعة 0553 بتوقيت جرينتش، ارتفع سعر الخام الامريكي الخفيف 90 سنتا الى 38.61 دولار للبرميل ليقلص مكاسبه بعد أن صعد أكثر من دولارين ليصل الى 39.82 دولار. وعلى صعيد خام القياس الاوروبي، زاد سعر مزيج برنت 1.10 دولار إلى 39.47 دولار للبرميل. وبذلك يواصل الخام الارتفاع لليوم الثاني بعد أن صعد الجمعة مدعوما بتنامي المؤشرات على التزام أوبك بأكبر خفض على الاطلاق في انتاج النفط. إلا أن المخاوف من تفاقم الكساد العالمي ظلت عائقا أمام أي انتعاش كبير بعد هبوط أسعار النفط أكثر من 100 دولار للبرميل بما نسبته 60% من المستوى القياسي الذي بلغه في يوليو/ تموز 2008 فوق 147 دولارا للبرميل، ليسجل أكبر انخفاض سنوي منذ بدء المعاملات الآجلة قبل 25 عاما. وتواصل اسرائيل قصف أهداف لحماس في قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي واستعدت لغزو محتمل للقطاع بعد أن قتلت أكثر من 307 فلسطينيين. ووصف بيتر ماجواير العضو المنتدب في كوموديتي وارنتس استراليا، الوضع في غزة بانه رهيب ويثير انزعاج كل الاسواق.ولا أحد يستطيع التكهن بتطور الحرب. وقد ارتفعت أسعار النفط نحو 7% الجمعة متخطية 37 دولارا للبرميل بعد أن حذت دولة الامارات العربية حذو السعودية في توسيع التخفيضات في امدادات الخام تنفيذا لاكبر خفض انتاجي على الاطلاق لاوبك الذي قررته المنظمة في اجتماعها الاخير في 17 ديسمبر/ كانون الاول 2008. وهو ما اتضح من اعلان شركة بترول أبوظبي الوطنية (ادنوك) ان الامارات خامس أكبر دول العالم تصديرا للنفط قررت خفض صادراتها النفطية من خامي مربان وزاكوم العلوي لشهر فبراير/ شباط 2009 بنسبة 15% ومن خامي زاكوم السفلي وأم الشيف بنسبة 10% تطبيقا لتخفيضات الامدادات التي قررتها منظمة أوبك. وفي المقابل، تراجع متوسط أسعار سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" الى 33.36 دولار للبرميل باغلاق تعاملات الاربعاء مقارنة بمستوى 34.49 دولار. وتضم سلة أوبك 13 نوعا من النفط الخام، هي خام صحارى الجزائري وجيراسول الانجولي وميناس الاندونيسي والايراني الثقيل والبصرة الخفيف العراقي وخام التصدير الكويتي وخام السدر الليبي وخام بوني الخفيف النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام مربان الاماراتي وخام بي.سي.اف 17 من فنزويلا واورينت من الاكوادور. وعلى نحو آخر، تكهن كبير الاقتصاديين في وكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول بانتعاش أسعار النفط الى مستوى 100 دولار للبرميل بين عامي 2010 و 2015، مع عودة الانتعاش الى الاقتصاد العالمي. ولفت أمام مؤتمر عن الطاقة في اسطنبول الاثنين انه يتنبأ بتعرض أسعار النفط لضغوط نزولية في عام 2009 ولكن يتوقع تحسن الاسعار مرة أخرى في عام 2010. (رويترز)