دعا البطريرك فؤاد طوال، بطريرك القدس اللاتين، إلى إحلال السلام العالمي، خلال قداس منتصف الليل الذي أقيم في بيت لحم، بالضفة الغربية، بمناسبة حلول عيد الميلاد المجيد لدى بعض الطوائف المسيحية. وحث البطريرك، من كنيسة سانت كاترين المجاورة لكنيسة المهد، وبحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقائم بأعمال رئيس الوزراء سلام فياض والآلاف من السائحين والحجاج المسيحيين من كافة أنحاء العالم، على وضع حد ل "سفك الدماء وسوء المعاملة والإذلال". وشدد البطريرك طوال، الأردني الجنسية، على أن "السلام حق لجميع الشعوب وهو الحل الأمثل لجميع الصراعات والخلافات، فلا الحرب تثمر سلاما ولا السجون تؤتي استقرارا..الجدران مهما ارتفعت لن تعطي الأمان، ولا الغازي المنتصر ولا المناضل المقهور في الأرض المقدسة". وتدفق الآلاف من المسيحيين الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن عرب اسرائيل على المدينة التي يعتقد أنها شهدت مولد المسيح عليه السلام، واكتملت الحجوزات في فنادقها. وقال السكان إن روح الاجازات عادت بعد سنوات من المواسم الكئيبة.. غير أن جو النزاع مازال ماثلا للعيان. فالزائرون يدخلون من احدي نقاط المرور في الجدار الفاصل الذي تقيمه اسرائيل في الضفة الغربية بارتفاع ثمانية امتار. وقالت ايما سيريني وهي سائحة من الولاياتالمتحدة عمرها 20 عاما تقوم بأول زيارة الي بيت لحم "عبور نقطة التفتيش والحاجز يصيب المرء بالجنون فعلا. لكن وجودي هنا يستحق تماما كل هذا العناء." واستمر حرمان الكثيرين من المسيحيين المحتفلين بعيد الميلاد من قطاع غزة والبالغ عددهم حوالي 3500 مسيحي من المشاركة في قداس ببيت لحم بسبب الحصار الاسرائيلي المشدد على القطاع، كما ألغي قداس عيد الميلاد في كنيسة العائلة المقدسة بالقطاع احتجاجا على الحصار. ويواجه قطاع غزة، إضافة إلى الحصار، تهديدات اسرائيلية بشن هجوم شامل بعد انتهاء الهدنة بين الفصائل الفلسطينية واسرائيل في 19 من الشهر الحالي، واستشهد ستة من عناصر كتائب القسام التابعة لحركة حماس على مدار 24 ساعة ماضية، فيما يشكو الفلسطينيون في الضفة الغربية من استمرار الاستيطان وبناء الجدار الفاصل، مما يعيق تقدم مفاوضات السلام. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت يوم الثلاثاء انه يتعين على الدولة اليهودية المضي قدما في تنفيذ خططها لاتمام بناء الجدار حول مناطق رئيسية في القدس التي قد تقسم في أي اتفاق في المستقبل لاقامة دولة فلسطينية. ويمثل المسيحيون أقل من 2 % من بين 8ر3 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية وقطاع غزة، بينما يمثلون 5ر8 % من بين 3ر7 مليون نسمة يعيشون في إسرائيل. الفاتيكان ينتقد "الكراهية والعنف" وفي الفاتيكان، رأس البابا بنديكت السادس عشر قداس عيد الميلاد الذي يحتفل به 1ر1 مليار كاثوليكي في العالم عند منتصف الليل ووجه دعوة أيضا الى السلام وإلى وضع نهاية "للكراهية والعنف" في منطقة الشرق الاوسط التي من المتوقع أن يزورها في 2009 . ولم يصدر اعلان رسمي الي الان لكن مراقبين كثيرين يتوقعون ان تشمل الرحلة اسرائيل والمناطق الفلسطينية والاردن. وستكون أول زيارة للبابا الي المنطقة منذ انتخابه في 2005. ويؤيد الفاتيكان حق اسرائيل في الوجود داخل حدود امنة الي جانب دولة فلسطينية مستقلة ويأمل ان تساعد زيارة البابا المرتقبة الجهود الدولية الرامية الى تحقيق تسوية سلمية شاملة في الشرق الاوسط. (وكالات)