يحصل فابريتسيو تساني - الذي يرتدي حلة بيضاء تغطيه من قمة رأسه الى قدميه وقناعا يغطي وجهه - على راتبه لمجرد ان يحرم طيور العاصمة الايطالية روما من النوم في سلام. حين تحلق ملايين العصافير فوق الفاتيكان يستعد تساني وأكثر من عشرة من زملائه لاطلاق أصوات تصم الاذان لترويع الطيور التي تهبط على روما كل خريف هربا من أجواء شمال أوروبا. بضغطة زر ينطلق صوت حاد هو بالنسبة للاذن البشرية أشبه ما يكون بصرير باب صدئ يفتح ممزوج بصوت مثل كحت الاظافر على سبورة. انه تسجيل لنفس الصوت الذي تطلقه عصافير (الزرزور) هذه وقت الخطر لكنه مضاعف مئات المرات. في حالة الفوضى التي تعقب ذلك يصعب بالفعل معرفة ما تحس به الطيور. لكن البشر المتواجدين في المكان في ذلك الوقت يسرعون الخطى متلفتين وراءهم في عدم فهم ويحمون انفسهم بالشماسي من مخلفات الطيور المتساقطة وهو نفس السبب الذي يجعل فرقة تساني ترتدي تلك الحلل لتحمي أفرادها من هذه المخلفات النتنة. ويقول جيوفاني الباريلا منسق هذه الفرق التابعة للرابطة الايطالية لحماية الطيور التي تدير البرنامج وسجلت عشرات من صيحات التحذير المختلفة للطيور "نستخدم صرخة تحذيرية مختلفة كل يوم. "القصد هو الضحك عليها. نخدعها حتى تعتقد ان هناك خطرا قادما. وروما ليست وحدها في هذه المعركة. فلندن العاصمة البريطانية قد استخدمت بالفعل الصقور لقتل الحمام في ميدان الطرف الاغر بينما استخدمت سلطات نيويورك في ساحة (تايمز سكوير) تقنية صوتية ايضا لترويع الطيور عام 2006 . تضايق هذه الطيور المارة في احيان وسائقي السيارات وتشكل خطرا على بعض الاثار العالمية الثمينة. وأجبرت الاف منها في وقت سابق من العام طائرة ركاب على الهبوط اضطراريا في مطار شيامبينو بالعاصمة روما. وعلى الرغم من صدمة الركاب الا انهم لم يصابوا بضرر وان علقت دماء نحو 200 طائر بمقدمة الطائرة. لا يشكل هذا الطائر الذي يزن نحو 80 جراما فقط اي خطر في حد ذاته لكن حين يطير في أسراب بهذه الكثافة يمكن ان تحجب الشمس. وتشهد مخلفات الطيور البيضاء المتكلسة العالقة مثل الدموع على وجه تمثال أحد الشعراء في روما على محدودية نجاح هذا البرنامج لكن رعاته يرون انه ما في الامكان أبدع مما هو قائم. ويقول الباريلا "لا نملك عصا سحرية. لا نستطيع ان نجعل الطيور تختفي. اذا قتلتها ستحل طيور اخرى محلها وهذا لن يجدي." تغطي مخلفات الطيور المتكلسة الجسور الحجرية على الانهار. ويحرص سكان روما على تغطية سياراتهم المتوقفة بأغطية من البلاستيك حتى لو كانت ستقف ساعات معدودة. وكان قادة روما قبل 13 عاما قرروا ان الطريقة الامثل لعلاج مشكلة الطيور هي لا بالقتل او السم لكن بترويعها حتى تفر الى الريف او الى متنزهات روما الواسعة. يتكلف هذا البرنامج في كل موسم نحو 120 الف يورو وفي اطاره تنطلق هذه الفرق في شتى انحاء روما مستهدفة الاماكن التي تلجأ اليها الطيور ليلا بعد يوم مجهد في البحث عن القوت. وتقول الرابطة الايطالية لحماية الطيور ان عدد الطيور في روما يصل في احيان الى خمسة ملايين. وتقول ان بيري السائحة الامريكية عن الطيور "انها كثيرة جدا وفي كل مكان. تسقط مخلفاتها في كل مكان . وتقول الرابطة الايطالية ان تجارب بلجيكا والولايات المتحدة التي تباينت بين وسائل عدة منها استخدام السم او الديناميت لم تحقق نجاحا يذكر.مكان." رويترز