حذر المشاركون في ندوة "المخاطر الجيوبيئية في المناطق العشوائية خاصة في منطقتي المقطم والدويقة" التي تنظمها الهيئة القومية للاستشعار عن البعد وعلوم الفضاء على مدى يوم واحد من تكرار حوادث الانهيارات في المقطم التي سوف تزداد شدتها نتيجة عدم تغير الظروف البيئية التيي تسببها. ودعا الدكتور أيمن الدسوقي رئيس الهيئة إلى ضرورة أن يتضمن قانون البناء إجراء دراسة جيولوجية متكاملة عن التركيب الجيولوجي للطبقات الأرضية وذلك عند إنشاء أي تجمع عمراني وليس فقط في المناطق العشوائية. وقال الدسوقي "إن مشكلة الانهيارات ليست فقط في المناطق العشوائية فهناك بعض المدن الجديدة تعاني من انهيارات أرضية وزيادة في مستوى المياه الجوفية وبالتالي فإن بعض المنازل ستتعرض للغرق على المدى الزمني مثلما يحدث في مدينة العبور حاليا"، مرجعا ذلك إلى عدم وجود دراسة جيولوجية للمنطقة تكشف عن أنها تتكون من طبقة صخرية لا تمتلك خاصية نفاذية للمياه. وأكد الدسوقى أن التركيب الصخري الجيولوجي الخاص بمنطقة المقطم يعد من أهم أسباب الانهيارات التي تحدث في هذه المنطقة، حيث إنها تتكون من صخور جيرية بصورة أساسية وأن هذه النوعية من الصخور تتأثر بصورة كبيرة جدا بالمياه خاصة إذا كانت حمضية. وشدد الدسوقى على ضرورة إزالة المناطق العشوائية من هذه الهضبة، محذرا من تكرار كارثة الدويقة لأن أسبابها مازالت قائمة ولم يتم القضاء عليها. من جهته حذر الدكتور ماجد لطفي الركايبي أستاذ الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية بهيئة المواد النووية من تكرار حوادث الانهيارات في منطقة المقطم، مشيرا أن الظروف الجيولوجية والمورفولوجية ثابتة ولكن كمية ونوع المياه المتسربة إلى الصخور هي السبب الرئيسي لحدوث مثل هذه الكوارث. وأكد الركايبى أن عدم وجود صرف صحي مع صعوبة إنشاء شبكات للصرف نتيجة طوبوغرافية المنطقة وزحام وعشوائية المباني يجعل من هذه المنطقة بؤرة للكوارث المتكررة التي من المتوقع أن يزداد تكرارها مع الزمن. وأوضح أن وجود المنازل على ارتفاعات مختلفة تزداد في اتجاه الجنوب سيزيد من حجم الكارثة مستقبلا حيث أصبحت كل مصطبة صخرية في أعلاها وأسفلها منازل، مؤكدا إمكانية القضاء على هذه الظاهرة من خلال إزالة المساكن الموجودة بالمنطقة وتعميرها من جديد على أسس علمية بعد عمل الدراسات الجيولوجية المختلفة ودراسة ميكانيكا الصخور وتحديد نسبة المياه والرطوبة في الصخور قبل إنشاء أي مبنى عليها حتى لو كان صغيرا. (أ ش أ)