أعرب الرئيس حسنى مبارك عن أمله أن يتم التوصل إلى توافق حول "الوثيقة أو الورقة المصرية" التى تم تسليمها لكافة الفصائل الفلسطينية للنقاش حولها مشيرا في هذا الصدد أن القاهرة ستستضيف اجتماعا فى هذا الخصوص فى التاسع من نوفمبر القادم. وقال الرئيس مبارك "نحن نعمل من أجل تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية منذ وقت طويل رغم المتاعب التى نواجهها من الطرفين الاساسيين فى المصالحة" مشيرا أن القاهرة ستستضيف اجتماعا فى هذا الخصوص فى التاسع من نوفمبر القادم "نتمنى أن يسفر عن إحراز تقدم ملموس وأن يتم التوصل الى توافق حول "الوثيقة أو الورقة المصرية" التى تم تسليمها لكافة الفصائل للنقاش حولها. ولفت الرئيس مبارك الانظار أن عملية المصالحة لن تتم فى يوم بل تحتاج إلى بعض الوقت واستطرد قائلا "إن الوقت متاح فالحكومة الاسرائيلية أمامها وقت حتى تتشكل بعد دعوة تسيبى ليفنى (زعيمة حزب كاديما) لإجراء انتخابات مبكرة فى إسرائيل التى ستستغرق عدة أشهر كما أن الادارة الامريكيةالجديدة أمامها أيضا عدة أشهر قبل أن تنخرط عمليا فى متابعة قضايا الشرق الاوسط وبالتالى فالوقت متاح أمامنا لتحقيق المصالحة الفلسطينية الفلسطينية وأتمنى من الاخوة الفلسطينيين أن يتفهموا أهمية هذه المصالحة حتى يمكننا الوصول إلى موقف تفاوضى قوى موحد عندما تبدأ المفاوضات." جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الايطالى جورجيو نابوليتانو الذي عقد بعد ظهر الأحد فى مقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. وحول ما بدا أنه تفاؤلا من جانب الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بشأن التوصل لرؤية جديدة للسلام فى الشرق الاوسط تجعل الوصول للتسوية المنشودة مسألة أكثر قربا قال الرئيس مبارك " نحن متفقون مع الرئيس الاسرائيلى على أهمية ومفهوم الحل ولكن الواقع هو أنه لا توجد الان فى إسرائيل حكومة نتحدث معها فى هذا الشأن وما نقوم به حاليا هو بذل كل جهد من أجل توحيد الصف الفلسطينى." وأشار الرئيس مبارك أن الرئيس الفلسطينى محمود عباس قد التقى مرات عديدة مع الجانب الاسرائيلى لكن التطورات المحيطة بموضوع الحكومة والانتخابات فى إسرائيل سوف تؤجل عمليا مسيرة المفاوضات لعدة شهور. ومن جانبه شدد الرئيس الايطالى أنه بدون التوصل إلى حل عادل ودائم للمسألة الاسرائيلية الفلسطينية عن الطريق التعايش جنبا إلى جنب فلن يتحقق السلام فى المنطقة برمتها ولن تكون هناك آفاق لتحقيق التنمية لهذه الشعوب. وقال الرئيس جورجيو نابوليتانو إن المناخ الايجابى الذى تسير فيه المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لم يكن حتى الان كافيا للتوصل إلى اتفاق مؤكدا فى الوقت نفسه أهمية الدور الصبور الذى تقوم به مصر لتشجيع المصالحة بين الاطراف الفلسطينية والمساهمة فى تحقيق الاستقرار فى غزة والتوصل الى اتفاق جديد لتحرير الأسرى الفلسطينيين والجندى الإسرائيلى الأسير جلعاد شاليط. وشدد الرئيس الايطالى على التزام بلاده بشكل كبير بدعم تماسك الاتحاد الاوروبى على الساحة الدولية والحفاظ على اهتمام أوروبا بالشرق الاوسط مضيفا أن روماوالقاهرة ستعملان معا لبلوغ هذا الهدف الهام فى إطار الاتحاد من أجل المتوسط الذى دعيت مصر لتولى رئاسته المشتركة الاولى تمثيلا لبلدان الضفة المتوسطية الجنوبية فى السنتين القادمتين. وأعرب نابوليتانو عن تقديره لدور مصر وجامعة الدول العربية لتشجيع اتفاق الدوحة بين القوى السياسية اللبنانية الذى سمح بتجاوز مرحلة الركود الخطر الذى كان مستمرا فى لبنان منذ فترة طويلة مضيفا أن روما ملتزمة بقوة على الاصعدة الدبلوماسية السياسية بتوفير ظروف الاستقرار فى لبنان. كما أعرب عن ثقته أنه يمكن لاوروبا أن تمارس دورا فعالا فى عملية السلام فى الشرق الاوسط " ولابد أن يثبت الاتحاد الاوروبى تماسكه ووحدته حتى يتمكن من ممارسة دوره بفعالية على الساحة الدولية وفى عملية السلام " مشيرا أن ايطاليا تعمل من جانبها لتعزيز مؤسسات الاتحاد الاوروبى باعتبار ذلك ضروريا لتقوية حضور الاتحاد الاوروبى على الساحة الدولية ولدعم قدراته فى اتخاذ مبادرات حول الشرق الاوسط. وعقب الرئيس مبارك قائلا " إن أحدا لا يستطيع أن ينكر أن هناك نوعا من التحيز من الجانب الامريكى لصالح إسرائيل وما نريده نحن فقط هو تحقيق العدالة وأن نعطى كل ذى حق حقه." (أ ش أ)