أكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية أن هناك قلقا من التحرك القادم للمحكمة الجنائية الدولية وهناك أيضا مطالبة بتأجيل أى عمل ضد الرئيس السودانى عمر البشير فى حالة صدور أمر التوقيف بحقه . وأوضح أبوالغيط أن هناك مطلبا مصريا ثابتا ومستقرا ومؤيدا من المجموعة العربية والاتحاد الافريقى بالسعى تجاه الاممالمتحدة لمطالبة مجلس الأمن بايقاف تفعيل مثل هذا الاتهام لمدة عام على الأقل. وقال إن الدول الغربية والأوروبية تطالب الحكومة السودانية بضرورة التحرك باتجاه معاقبة من تم توجيه الاتهامات لهم، معربا عن اعتقاده بأن الفترة القادمة ستشهد الكثير من الشد والجذب فى اتجاه تحقيق هدفى تأجيل تنفيذ أى امر توقيف من خلال مجلس الأمن، واقناع الحكومة السودانية بالتحرك لكى تلتقى مع المجتمع الدولى فى منتصف الطريق. ورداعلى سؤال للصحفيين حول مصير جهود التهدئة فى ضوء العقبات والتعنت الإسرائيلى الأخير فى هذا الخصوص، قال أبوالغيط "إن التهدئة مطبقة عمليا على الأرض حاليا حيث لانرى الاشتباكات والصدامات التى كانت موجودة خلال الفترة السابقة ومع ذلك فان الجهد المصرى فى هذا الشأن ينصب على محورين أساسيين هما التهدئة وتبادل الأسرى "معربا عن أمله فى أن تشهد الأيام القليلة انفراجا فى هذا الشأن. وأضاف أبوالغيط أن الأمر يحتاج لكثير من الضغوط على الجانب الإسرائيلي حتى يعى الحاجة لتسهيل التهدئة باعتبارها أحد العناصر المهمة اللازمة فى الدفع قدما بعملية المصالحة الفلسطينية - الفلسطينية .. وأوضح أن مصر تتحرك حاليا فى إطار تحقيق هذه المصالحة. وتابع "قررنا فى ضوء التطورات إجراء تعديل على أولوياتنا فى هذا الشأن حيث كانت الأولوية الأولى التهدئة ثم المصالحة ثم الاعمار ثم السلام بحيث أصبحنا نركز الأن على إتمام عملية المصالحة وإن كانت التهدئة وتبادل الاسرى ليستا ببعيد عن الجهد المصرى". وردا على سؤال حول ماإذا كانت لقاءات الرئيس حسنى مبارك الأربعاء تطرقت لموضوع المصالحة العربية العربية، قال أبوالغيط إن هذه اللقاءات تناولت فكرة المصالحة العربية العربية والحاجة لبذل جهد فى هذا الصدد. وأشار إلى أن هناك الكثير من الأفكار التى يتم طرحها فى مثل هذه اللقاءات معربا عن أمله فى أن يشهد شهر مارس بعض الحركة والنشاط فى هذا الصدد. وأوضح أن مؤتمر إعادة إعمار غزة كان أيضا حاضرا فى المناقشات التى جرت خلال هذه اللقاءات .. موضحا أن للمؤتمر ثلاثة محاور أساسية هى المساهمات الدولية لمعالجة الشق الإنسانى وإعادة الإعمار ومسألة الآلية الدولية التى ستستخدم فى تحقيق إعادة الإعمار ثم البصمة السياسية التى ستوضع كإطار للعمل السياسى بين كافة أطراف المجتمع الدولى لدفع عملية السلام. وأضاف أبوالغيط " المتصور هو أن الكثير من المداخلات التى سوف يتحدث بها المشاركون فى مؤتمر شرم الشيخ سوف تعطى إطارا للتفكير الدولى بخصوص كيفية معالجة الوضع الفلسطينى بصفة عامة وعلاقة فلسطين وإسرائيل بجهد التسوية". وحول طبيعة الحركة العربية المنتظرة فى مارس/ آذار بشأن المصالحة العربية وما إذا كانت تتضمن قمة ثلاثية مصرية سعودية سورية، قال وزير الخارجية " إن هناك الكثير من الكلام فى هذا الصدد وقد أوضحت عندما سئلت منذ أيام أنه ليس لدى علم بمؤتمر قمة محدد فى موقع محدد فى هذا الصدد لكن المؤكد أن كافة الأفكار مطروحة وهناك الكثير من الحديث بين القيادات العربية فى هذا الصدد ويبقى جهد التنفيذ الفعلى وصدق النوايا". وحول ما إذا كانت الجهود تتجه إلى تشكيل حكومة تكنوقراط فى فلسطين حسبما ذكر وزير الخارجية البريطانى الأربعاء .. قال وزير الخارجية "إن الجهد المصرى ينصب فى هذا الصدد على إقامة حكومة وحدة وطنية .. حكومة توافق فلسطينى .. أما صياغة شكل هذه الحكومة وهل ستكون حكومة تكنوقراط أو حكومة شخصيات أو حكومة إئتلاف بين المنظمات الفلسطينية .. فذلك أمر من المبكر التحدث حوله". وأعرب أبو الغيط عن اعتقاده بأن إجتماعات الخميس بالقاهرة للمصالحة الفلسطينية واللجان المشكلة فى إطارها سوف توضح شكل الحكومة خاصة وأن إحدى هذه اللجان ستكون مخصصة للبحث فى موضوع تشكيل الحكومة. وأبدى الوزير أمله فى أن تنطلق هذه اللجان فى عملها قريبا .. وأن تحسم كافة النقاط المثارة بشأن شكل هذه الحكومة التى ستكون فى كل الأحوال حكومة مؤقتة حيث ستجرى الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية قبل نهاية يناير 2010 وبالتالى فمن المبكر الحديث الآن عن حكومة تكنوقراط. وحول ما إذا كانت كافة قيادات الفصائل الفلسطينية قد وصلت للقاهرة وعقدت إجتماعات تمهيدية قبل إنطلاق الحوار الفلسطينى الخميس، قال "إن بعض اللقاءات قد عقدت بالفعل بين الفصائل .. وهناك مناخ طيب نأمل أن ينعكس خلال هذه الإجتماعات . وأكد أن الأمر يحتاج لكثير من الإرادة الفلسطينية من أجل صالح الشعب الفلسطينى خاصة وأن الإنقسام الذى حدث قد ألحق بالغ الضرر بالقضية الفلسطينية وبالمستقبل الفلسطينى. وتابع " اليوم نأمل بدفع وتشجيع من جانب مصر أن يفتح الباب أمام وضع جديد"، مشيرا إلى أن مؤتمر إعادة إعمار غزة سيشهد أيضا الكثير من الدعم الدولى لكل هذه الأفكار سواء فى ذلك المصالحة أو التهدئة أو الشكل المستقبلى لعملية السلام. (أ ش أ)