دعا الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف إلى دراسة الإجراءات العملية لإعادة بناء الثقة بين الحضارتين الإسلامية والغربية ، وإزالة أسباب التوتر القائمة بين هذين الرافدين الهامين للحضارة الإنسانية والعمل على إبراز القواسم المشتركة بين جميع الحضارات والثقافات، والتركيز على نقاط التقائهما. وأكد وزير الاوقاف - فى كلمته "الجمعة" أمام مؤتمر دولي تستضيفه مدينة آستانة عاصمة كازاخستان تحت عنوان ( العالم المشترك .. التقدم من خلال التنوع) أن التعليم يعتبر أفضل السبل لغرس قيم التسامح والتفاهم بين الشعوب ، ونقطة الانطلاق لتأكيد أن كافة الأديان والعقائد تحض على التسامح وقبول الآخر ونبذ العنف والكراهية . وأشار أن عملية بناء الثقة والاحترام بين العالمين الغربي والإسلامي - بل وأتباع كافة حضارات العالم وثقافاته - تبدأ من نشر هذه التعاليم السمحة وتأكيد أن كل العقائد والأديان تحض على المحبة بين أبناء الأسرة البشرية الكبيرة وتنتهي بإعلاء قيم التآخى ونبذ الفرقة والتميز على أساس الدين في المناهج التعليمية والقوانين والتشريعات. كما أكد أهمية ما سيصدر عن المؤتمر من توصية بتعليم تاريخ الحضارات الأجنبية في المدارس وتسليط الضوء على روائع ومنجزات الثقافات الأخرى والتعريف بصحيح تعاليم ومباديء الأديان بالاهتمام بالتعليم الذى يروي بذرة التفاهم بين الشعوب والثقافات ونقل المعرفة من أمة لأخرى ، مشيرا أن الحضارة الغربية استقت المعرفة من الدولة الإسلامية في الأندلس ، فيما تعددت إسهامات العلماء والفلاسفة المسلمين مثل "ابن الهيثم" و"ابن رشد" و"ابن سينا" فى بناء الحضارة الإنسانية. وشدد وزير الأوقاف على دور المفكرين والمثقفين في جميع أنحاء العالم لإبراز حقيقة أن جميع حضارات العالم وثقافاته وأديانه تحض على الحب والسلام والتسامح ونبذ الكراهية ، ورأى أن السبيل الأوفق والناجح لبناء جسور التحاور والاحترام المتبادل بين العالم الإسلامي والغرب يكمن في إشاعة روح الثقة في العلاقات بينهما، منوها أن الصور المغلوطة والمشوهة عن الإسلام في الغرب واتهامه باطلا بالإرهاب والعنف وتخوف المجتمعات الإسلامية من مطامع الغرب في مواردهم وثرواتهم تؤثر في التعاون بينهم. وطالب الدكتور زقزوق - في ختام كلمته - بضرورة التوصل إلى توازن يصون الحق في التعبير ويكفل احترام مشاعر الآخرين ومقدساتهم. ويناقش المؤتمر سبل بناء جسور التفاهم بين العالم الإسلامى والغرب ويشارك فيه وفود من عدة دول. أ ش أ