أسهم اليابان تتعافى عن أكبر خسائرها أسهم امريكا تفتح على انخفاض حولت الأسهم الأوروبية والأسيوية دفتها نحو الصعود الجمعة مدعومة بانتعاش أسهم أمريكا لتصعد أسواق أوروبا 4%، وهو ما انسحب على أسواق أسيا ليرتفع مؤشر نيكي الرئيسي للأسهم اليابانية 2.8% بعد يوم من تكبده أكبر خسارة له منذ انهيار أسواق الأسهم عام 1987. ورغم الانتعاش الا ان التوتر ظل يسود اوساط المستثمرين بسبب التناقض بين اجراءات الدعم التي اعلنتها الحكومات والانباء الاقتصادية السيئة. وانتعشت الأسهم الأمريكية في المعاملات الآجلة لجلسة الخميس بعد جلسة متقلبة إذ أقبل المستثمرون على تصيد أسهم بخسة قبل يوم من حلول أجل استحقاق العقود الخيارية، ليقفز مؤشر "داو جونز الصناعي" 4.68%، بينما ارتفع مؤشر "إستاندرد آند بورز-500" بنسبة 4.24%. كانت أسواق المال على الصعيدين العربي والعالمي قد انزلقت لموجة جديدة من التراجع الحاد وسط موجة من الذعر سببها انهيار بورصة وول ستريت، ودعا قادة أوروبا لقمة عالمية لإصلاح النظام المالي. أسهم النفط والبنوك تدعم أوروبا وقفزت الأسهم الأوروبية في أوائل معاملات الجمعة اقتداء بالمكاسب التي حققتها الأسهم الأمريكية والأسيوية مع إقبال المستثمرين على شراء أسهم البنوك التي انخفضت أسعارها بشدة. ولقيت أسواق أوروبا مزيدا من الدعم من ارتفاع أسعار أسهم شركات الطاقة بفضل ارتفاع أسعار النفط. وفي الساعة 0716 بتوقيت جرينتش، ارتفع مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم أكبر الشركات في أوروبا بنسبة 4% إلى 892.49 نقطة. وتصدرت ارتفاعات قطاع النفط، أسهم شركات "بي.بي" و"توتال" و"شل" بما بين 5.1% و6.3% مع ارتفاع سعر النفط الخام أكثر من 3 دولارات مقتربا من 73 دولارا للبرميل وسط توقعات متنامية بأن منظمة أوبك ستخفض انتاجها. وبالنسبة لأسهم البنوك، قفز سهم بنك أونيكريديت الإيطالي 10% بعد أن قالت مؤسسات ليبية إنها تملك 4.2% من أسهمه. وزاد سهم "انتيسا سانباولو" و"اتش.اس.بي.سي" 3.2% و2.7% على الترتيب. وكان مؤشر "يوروفرست 300" ارتفع 10% الاثنين و3% الثلاثاء بفضل الجهود الحكومية الرامية لتيسير عمليات الاقراض بين البنوك، لكن المؤشر انخفض 6.5% و5% في جلستين متتاليتين بسبب المخاوف من الكساد. وعلى صعيد البورصات المحلية في أوروبا، ارتفعت مؤشرات فاينانشال تايمز 100 البريطاني وداكس الألماني وكاك الفرنسي بنسبة 4% تقريبا لكل منهما. وعلى صعيد خسائر المؤسسات المالية في سوق المال، أعلن المصرف الفرنسي "كيس ديبارنيه" او صندوق الادخار الجمعة انه خسر 806.9 مليون دولار (قرابة 600 مليون يورو) في حادث بالبورصة اثناء التراجع الكبير الذي منيت به اسواق المال في 6 اكتوبر/ تشرين الاول 2008. واوضح بيان للمصرف ان الخسارة وقعت في اطار عمليات خاصة لحساب الصندوق ولا تشمل نشاطات حساب الزبائن. أسهم اليابان تتعافى عن أكبر خسائرها وفي أسيا، ارتفع مؤشر نيكي الرئيسي للأسهم اليابانية 2.8% بنهاية تعاملات الجمعة بعد يوم من تكبده أكبر خسارة له منذ انهيار أسواق الأسهم عام 1987 بعد تراجعه 11%. وحدت مخاوف انزلاق العالم لكساد كبير من مكاسب أسهم شركات التصدير مثل شركة كانون، وهو ما انسحب على المستثمرين الذين تحولوا إلى إستراتيجيات دفاعية. وزاد المؤشر 235.37 نقطة عند الإغلاق إلى 693.8.82 نقطة بعد ارتفاعه أكثر من 3% خلال التداول، مدعوما بأسهم شركات الأدوية وشركة "إن.تي.تي دوكومو للاتصالات" مع رفع تصنيفها. وامتد النشاط إلى مؤشر توبكس الأوسع نطاقا ليكسب 3.4% إلى 894.29 نقطة. أسهم امريكا تفتح على انخفاض وبعد أن دفع اقفال وول ستريت القوي الخميس الاسهم الاوروبية والاسيوية للانتعاش، انتكست وول ستريت مع بدء تداولات الجمعة نتجة لتراجع ثقة المستهلك في اكبر اقتصادات العالم، فضلا عن بتراجع بناء مساكن جديدة لأدنى مستوى في 17 عاما . وانخفض مؤشر "داوجونز" بواقع 216 نقطة بما نسبته 2.41% ليصل الى 8750، وهو ما انسحب على مؤشر "ستاندرد اند بورز 500" ليخسر 25.50 نقطة أو 2.71% فى المائة ليصل الى 915.50 ، ومؤشر ناسداك 100 من الاسهم الاجلة انخفض 50.00 ، أو 3.78 فى المائة ليصل الى 1273.00. وأظهر مسح الجمعة أن ثقة المستهلك الأمريكي خلال أكتوبر/ تشرين الأول 2008 عانت أشد تراجع شهري لها على الاطلاق وذلك في وقت ترسل أسوأ أزمة مالية منذ الكساد العظيم موجات من الصدمات عبر الاقتصاد. وتترقب الاسواق تقريرا لوزارة التجارة الامريكية من المتوقع ان يظهر تراجع بناء المنازل الجديدة خلال سبتمبر/ أيلول 2008 إلى معدل سنوي قدره 880000 وحدة. ويضع المراقبون كثيرا من الآمال على ارباح الربع الثالث من 2008 لتخرج السوق من عثرتها الناجمة عن مخاوف انزلاق العالم الى كساد عظيم. (وكالات)