أعلنت الحكومات الاوروبية التي تعقد قمة استثنائية الاحد في باريس تصميمها على حماية مصارفها من الافلاس عن طرق اعادة تمويلها بصورة مؤقتة حتى نهاية 2009. وجاء في مسودة بيان القمة، أن الدول الاوروبية تعهدت التدخل بعدة وسائل لدعم جمع الاموال للمصارف من خلال تقديم ضمانات او تأمينات وتدابير مماثلة، على ان يكون في وسع الحكومات تبادل اصول مشكوك فيها مقابل سندات رسمية. واورد مشروع البيان ان الحكومات ستظل ملتزمة بموقفها تفاديا اي افلاس للمؤسسات المهمة، مع الحرص على مصالح دافعي الضرائب والتأكد من ان مالكي الاسهم والادارة الحاليين يتحملان تداعيات هذا التدخل في بشكل عادل، ويتطرق المشروع كذلك الى معايير المحاسبة التي تخضع لها المصارف والتي من المفترض ان تكون اكثر مرونة. يأتي ذلك بينما اعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون ثقته بعودة الثقة الى النظام المالي قريبا. ويعقد رؤساء دول وحكومات الدول ال15 في منطقة اليورو قمة استثنائية الاحد تهدف الى اتخاذ اجراءات حازمة لمواجهة الازمة المالية. وفي وقت سابق من الأحد أعلنت أكثر من دول تحركات لدعم قطاعاتها المالية والمصرفية، بينما حذر صندوق النقد الدولي من أن النظام المالي العالمي على شفا الانهيار. فعلى صعيد التحركات لدعم المصارف، نشرت صحيفة صنداي تايمز ان بريطانيا ستبدأ اكبر برنامج انقاذ مصرفي الاثنين إثر طلب أكبر 4 بنوك بها وهي "اتش بي او اس" و"رويال بنك اوف سكوتلند" و"لويدز تي اس بي" و"باركليز" امدادها بنحو 60.5 مليار دولار. واضافت الصحيفة على موقعها على الانترنت ان هذه الخطوة غير المسبوقة ستجعل الحكومة اكبر صاحبة اسهم في بنكين على الاقل وهما "اتش بي اوس اس" و"رويال بنك اوف سكوتلند". وفي فرنسا، اعلن مقرر لجنة المالية في الجمعية الوطنية الفرنسية جيل كاريز حكومة بلاده تبحث في جلسة استثنائية مشروع قانون حول ضمان الدولة اعادة تمويل مؤسساتها المصرفية. يأتي ذلك بينما أعربت ألمانيا عن معارضتها ضخ أموالا للبنوك ورفضت فكرة إنشاء أي صندوق إنقاذ أوروبي طاريء للبنوك المتعثرة قبيل قمة باريس، وهو ما أرجعه وزير الاقتصاد الألماني مايكل جلوس إلى أن خطة أوروبية طارئة من هذا النوع تشتت الانتباه عن المهمة الحقيقية وهي إعادة الثقة مجددا في الاقتصاد دون هياكل طارئة. كان عدد من قادة أوروبا عقدوا قمة تمهيدية السبت 4 أكتوبر/ تشرين الاول 2008 في باريس بغية اتخاذ حزمة من الإجراءات من شأنها تفادي الازمة المالية التي انطلقت من وول استريت قبل تجاوز الخلافات في رؤى دولها للحل، ولهذا فلم تأتي قمة السبت بالقول الفصل في ما ينبغي على القارة نهجه حيال الازمة، حيث لم تتعدى كونها تمهيدا لقمة كبرى تهدف الى إعادة النظر في القواعد المالية الاوروبية. "النقد الدولي" يحذر من انهيار مالي وبينما يهرول قادة العالم لحل سريع للأزمة المالية العالمية، حذر صندوق النقد الدولي من ان النظام المالي العالمي على شفا الانهيار في الوقت الذي وعدت فيه فرنسا والمانيا برد اوروبي على الازمة في محاولة لمنع اسوأ انخفاض عالمي منذ عشرات السنين. وقال صندوق النقد الدولي انه يؤيد خطة مجموعة السبع في محاولة لتحقيق الاستقرار في الاسواق وحث على توخي"حذر غير عادي والتنسيق والاستعداد لاتخاذ عمل جريء" لاحتواء العاصفة التي تجتاح الاسواق . (وكالات)