قال الرئيس العراقى جلال طالبانى الجمعة فى انقرة ان العراق يأمل فى اقامة علاقات "استراتيجية ومتينة" مع تركيا الجارة التى نفذت الشهر الماضى حملة عسكرية ضد متمردين اكراد فى شمال العراق . كان طالباني قد وصل إلى أنقرة، في زيارة رسمية إلى تركيا، بعد أسبوع واحد من إنتهاء العملية العسكرية التركية في شمال العراق التي إستهدفت عناصر حزب العمال الكردستاني. وتهدف الزيارة إلى تحسين العلاقات بين الدولتين، والتي خيم عليها التوتر جراء تلك العملية والتي إعتبرتها الحكومة العراقية إعتداء على أراضيها. وقد خشي البعض من أن يؤدي التوغل التركي إلى إتساع رقعة القتال بين الدولتين الحليفتين للولايات المتحدة. وترى أنقرة الزيارة، التي تعد الأولى لطالباني كرئيس لدولة العراق، بإعتبارها فرصة " لفتح صفحة جديدة" في العلاقات بين البلدين. ومن المقرر أن يلتقي طالباني بنظيره التركي عبد الله جول، حيث سيناقش الرئيسان العلاقات العسكرية بين البلدين وكذلك التعاون في مجال الطاقة وقضايا إقتصادية اخرى، وفقا لما ذكره مكتب الرئيس التركي. وقد إنتقد قادة سياسيون عراقيون زيارة طالباني ووصفوها بأنها زيارة عبثية، بالنظر إلى أن الموقف السياسي الذي نتج عن الغزو التركي لشمالي العراق لمطاردة حزب العمال ما زال غامضا. وأفادت تقارير إخبارية أن هؤلاء الساسة حذروا طالباني من أنه قد لا يلقى معاملة رئيس الدولة، وإقترحوا أن يؤجل تلك الزيارة لأسابيع حتى يتضح الموقف.كما ذكروا الرئيس العراقي بأن تركيا ما زالت تحتفظ بوجود عسكري في منطقة كردستان العراق تنفيذا لإتفاق عام 1995 بين الحزب الديمقراطي الكردستاني والحكومة التركية. وأعرب المعارضون لزيارة طالباني عن دهشتهم من إصرار الرئيس العراقي على القيام بهذه الزيارة، رغم أن نتيجتها معروفة سلفا، في إشارة إلى أنها لن تغير شيئا من الوضع الراهن سواء المتعلق بأنشطة المتمردين الأكراد المناهضين لتركيا او منع تلك من شن هجمات عسكرية أخرى في المستقبل داخل الأراضي العراقية.