قال الرئيس العراقى جلال طالبانى، الجمعة، فى أنقرة إن العراق يأمل فى إقامة علاقات" استراتيجية ومتينة" مع تركيا الجارة، وأوضح "أن الهدف من هذه الزيارة هو التمكن من إقامة علاقات استراتيجية ومتينة مع تركيا". وكان طالبانى قد تحدث خلال مؤتمر صحفى فى مقر الرئاسة مع نظيره التركى عبد الله جول، وأعرب طالبانى عن أمله فى تحسين العلاقات بين البلدين فى المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وأيضاً مجال الطاقة وأن يصبح التعاون مع تركيا نموذجاً يحتذى به فى الشرق الأوسط. وقد وصل الرئيس العراقى جلال طالبانى إلى أنقرة ،الجمعة ، فى زيارة تستغرق يومين هدفها إعادة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين بعد أسبوع من انتهاء الهجوم التركى على قواعد حزب العمال الكردستانى فى شمال العراق. وينظر الأتراك إلى الزيارة كمناسبة "طى الصفحة" فى العلاقات الثنائية التى تسممها اتهامات القادة الأتراك لأكراد العراق بالتساهل حيال المتمردين الأكراد ودعم تحركاتهم فى مناطقهم. وكان الرئيس التركى عبد الله جول وجه قد دعوة إلى نظيره العراقى لزيارة أنقرة فى الحادى والعشرين من فبراير الماضى بعد ساعات من الهجوم الذى استهدف قواعد يستخدمها حزب العمال الكردستانى لشن هجمات داخل الأراضى التركية. وتسببت المخاوف التركية الناجمة عن طموحات أكراد العراق فى إقامة دولة مستقلة فى فتور العلاقات بين البلدين الجارين. وتخشى أنقرة انتقال عدوى هذه الظاهرة (النزعة الانفصالية) إلى أكراد تركيا الذين يشكلون غالبية فى جنوب شرق تركيا. وتعتبر زيارة طالبانى هذه المرة ليست "رسمية" وإنما "زيارة عمل" مما يعنى أنها أدنى منزلة وفقا للبروتوكولات الدولية. يذكر أن زيارة طالبانى لأنقرة هي الأولى من نوعها له بصفته رئيساً، وتأتى بعد أن قام الجيش التركى الشهر الماضى بحملة عسكرية استمرت أسبوعًا ضد متمردي حزب العمال الكردستانى المتحصنين فى شمال العراق. وقد بلغت قيمة الصادرات التركية إلى العراق 2.82 مليار دولار فى 2007 فى مقابل 650 مليون دولار من الواردات التركية من العراق بحسب أرقام رسمية تركية. ومن المعروف أن الشركات التركية تنشط أساساً فى العراق فى مجال الأشغال العامة وحصلت منذ 2003 على عقود بقيمة 2،4 مليار دولار بحسب المصدر ذاته.