تتعدد الأسباب والحرائق تشتعل.. تلتهم النيران المباني الأثرية والمنشآت الحيوية واحدة تلو الأخري ويتباري المسئولون بعد كل حريق في تصريحاتهم تقوم الدنيا وسرعان ما تهدأ الأمور لتبقي آثار هذه الحرائق شاهدة علي الفوضي والإهمال والتقصير دون محاسبة. تتكرر الحوادث ويقف المسئولون مكتوفي الأيدي لا يفكرون في كيفية الوصول إلي حلول سريعة لحماية مثل تلك المباني التاريخية. "الجمهورية" تدق ناقوس الخطر فآثار حريق مبني مجلس الشوري وتداعياته مازالت في الذاكرة جددها حريق المسرح القومي والخطر مازال قائما.. والنيران مازالت مشتعلة تحت الرماد. والخطر القادم من القمامة والمخلفات المنتشرة بجوار الأماكن الهامة والتاريخية وأيضا المستشفيات والمحاكم والمدارس فالحرائق والقمامة وجهان لعملة واحدة نستيقظ كل صباح علي نشوب حريق بأحد المباني العريقة دون ان يحرك المسئولون ساكنا وتظل القضية مطروحة بلا حلول وتستمر القمامة في التهام تاريخنا وثرواتنا فمصر البلد الوحيدة في العالم التي تحولت اسطح منازلها إلي مقالب قمامة. تتعدد البلاغات أمام رجال الإطفاء بالقاهرة والجيزة باندلاع حرائق بسبب القمامة فرقم 50 هو عدد البلاغات التي يتلقاها رجال الحماية المدنية يوميا وستظل أكوام القمامة الفتيل القابل للاشتعال في كل لحظة. قال عادل الشحات مدير سكك حديد مصر ان المكاتب والقطارات مزودة بوسائل الأمن الصناعي وحصول جميع العاملين علي دورات تدريبية للتعامل مع الحرائق والسيطرة عليها بصورة سريعة وأضاف ان عدم وجود سور يحيط بشريط القطارات يساعد علي تراكم القمامة خاصة في منطقة "الجلابية" وهي الخط الفاصل بين الطريق السريع وشريط القطار وهو ما يهدد بوقوع كارثة إذا تم إلقاء عقب سيجارة مشتعل في هذه المخلفات وهو ما يتكرر كثيرا دون الالتفات إلي العواقب الوخيمة. الأمن الصناعي صرح د.عادل عزوز مدير هيئة الاسعاف بالقاهرة بأن تفادي اشتعال الحرائق مسئولية الأمن الصناعي وشدد علي ضرورة تواجده في جميع المصالح الحكومية والتخلص من أكوام القمامة للحفاظ علي صحة المواطنين. فهناك احتياطات يجب اتخاذها للحفاظ علي الأماكن الاثرية والحكومية وتدريب المسئولين عن حمايتها لمواجهة الكوارث بدون أي تقصير وأضاف ان هيئة الاسعاف بوحداتها مجهزة بجميع الاجهزة الخاصة للمحافظة علي البيئة من خلال العيادات المتنقلة وقوات الانتشار السريع.. أما بالنسبة للقمامة المتواجدة داخل المستشفيات فيتم التخلص منها من خلال مسئول متخصص يتم رفعها ووضعها في محرقة التي غالبا ما تكون لها مواصفات خاصة فهي بعيدة تماما عن المناطق السكانية وأكد علي ضرورة معاقبة المسئولين المقصرين في رفع تلك المخلفات واتخاذ إجراءات مشددة لانهم المسئولون عن المؤسسة الحكومية. صناديق القمامة أكد المهندس عماد أمين رئيس حي مدينة السلام ان المعدات والأجهزة الخاصة بالحي تقوم برفع أكوام القمامة من أمام المصالح الحكومية والأماكن الاثرية وبدون أي شكاوي من تلك الجهات وعن قلة صناديق القمامة أجاب ان الشركات الخاصة بالنظافة والتجميل تعاني من عجز في صناديق القمامة وخصوصا انها تتجدد باستمرار وأوضح ان الحي يقوم بإزالتها ودفنها في المدفن الصحي في المناطق المخصصة لذلك مثل مناطق الوفاء والأمل والنهضة ومصانع الأسمدة وأشار إلي ان الجهات الحكومية مزودة بأجهزة حديثة للإنذار المبكر وإطفاء الحرائق وخاصة المستشفيات والمدارس وأرجع وجود تلك القمامة في الأصل إلي طبيعة المكان والأهالي وأكد ان السيارة التي يتم ضبطها وبها مخالفات يتم مصادرتها وتغريم قائدها وفقا للقرار الصادر من محافظة القاهرة وأشاد بخلو مدينة السلام من أي أكوام قمامة وبالتالي قلة الحرائق. قال محمد فكري مسئول الأمن بمستشفي الزهراء الجامعي ان شبح الحريق بعيد تماما عن المستشفي لوجود محرقة يتم فيها حرق القمامة بداخلها أولا بأول ووجود أجهزة إطفاء كاملة سواء إطفاء ذاتي أو يدوي وإنذار حريق فالمستشفي يتم تأمينه من الداخل جيدا أما القمامة التي تنتشر بالخارج فتشوه المظهر الحضاري للمستشفي وتؤثر بالتالي علي صحة المواطنين وتهدد باندلاع الحرائق من وقت لآخر. تراث حضاري أكد مصدر أمني بمحكمة جنوبالقاهرة ان المحكمة مبني أثري سوف يتم تسليمه إلي هيئة السياحة والاثار للحفاظ علي التراث الحضاري والتاريخ لمصر وأوضح ان المحكمة مزودة بعدة مداخل ومخارج للهروب وقت وقوع الكوارث حيث يوجد 4 سلالم مقسمة إلي "سلمين" وفي حالة الطوارئ يتم إلغاء "المصعد" أما بالنسبة للجراج الخاص بالقضاة وأعضاء النيابة فإن له مخرجين للهروب مدخل مطل علي شارع بورسعيد ومدخل علي شارع الدرب الاحمر وأكد ان المحكمة لا تحتوي علي أجهزة الإنذار الحديثة وانما تحتوي علي أدوات الإطفاء البدائية وهي موجودة في الطرقات والمداخل فقط ونفي وجود طفايات حريق بالقاعات الخاصة بالمحكمة خوفا من اشتباكات بين الحاضرين والمتهمين وأضاف ان قاعة المحكمة خالية من أي قطع معدنية وان المستشار فاروق سلطان رئيس المحكمة يقوم بعملية تفتيش دوري لنظافة المحكمة وعلل وجود بعض القمامة والمخلفات لأعمال التجديدات بالمحكمة وأكد علي ضرورة التواجد الأمني داخل المحكمة لان موقعها استراتيجي حيث تقع بجوار مديرية أمن القاهرة وفي ميدان باب الخلق أهم ميادين العاصمة. الحماية منعدمة أشار العقيد محمد قدري قائد حرس محكمة الأسرة بالجيزة إلي ان أهمية المحكمة ترجع إلي وجود أوراق ومستندات هامة مثل إعلان الوراثة والخصومات والخلافات بين طرفي النزاع ويقابلها وسائل حماية تكاد تكون منعدمة فهي غير مزودة بجهاز إنذار للحريق أو طفايات وهي مسئولية رئيس المحكمة وأضاف في حالة حدوث أي حرائق يتم الاستعانة برجال الحماية المدنية فلا وجود للإطفاء الذاتي.