تتابعت الكوارث على مصر خلال الأعوام الأخيرة وخاصة عام 2008، بدءاً من حريق مجلس الشورى ومطبعة المطار ودار القضاء العالى وحادثة الدويقة ومن قبل حريق قصر ثقافة بنى سويف وقطار القاهرةأسوان ودار القضاء العالى وجامعة الأزهر بالزقازيق، وأخيراً حريق المسرح القومى، وكأن شبح الخراب يخيم علينا فيختار أهم معالم القاهرة، ويبقى الفاعل دائماً مجهولاً، أو يمسك بعصا "الماس الكهربائى" ليجعل منها شماعة للإهمال، ووجهاً آخر لتقصير المسئولين كل فى موقعه. 6 سبتمبر2008 وكارثة انهيار الدويقة ووفاة أكثر من 103 أشخاص، ومازالت الأنقاض تلقى بجثث المواطنين يوماً بعد الآخر، وإصابة مئات الأشخاص. 18 أغسطس 2008 حريق مجلس الشورى والتهام كثير من الوثائق والمخطوطات وإن كان ما أعلن عكس ذلك، وهو ما تعكسه حقيقة تضارب أقوال وتبريرات المسئولين. 23 مارس 2008 اندلع حريق هائل بمبنى دار القضاء العالى بشارع 26 يوليو, وطال مكاتب التوريدات والسجن الموجود بالمقر، مما هدد بفقد آلاف الوثائق المهمة ووقوع ضحايا بين بعض المسجونين. 31 أغسطس 2008 وحريق الطابق العلوى بمطبعة مصر للطيران، واستمر لمدة ساعة، مما أدى إلى إصابة 6 من رجال الدفاع المدنى، وضابط أمن بشركة مصر للطيران بإصابات طفيفة، تم نقلهم على إثرها إلى إحدى المستشفيات القريبة لتلقى العلاج, كما أسفر الحريق عن خسائر مادية. 8 ديسمبر 2007، قتل ثلاثة طلاب وأصيب 23 آخرون بالحريق الذى نشب داخل قاعة محاضرات بأحد مبانى جامعة الأزهر بمدينة الزقازيق. 19 نوفمبر 2007 حريق مجمع "سيتى ستارز" الذى أسفر عن قتيل وإصابة 15 شخصاً. 3 سبتمبر 2005، حريق قصر ثقافة بنى سويف الذى شب أثناء العرض المسرحى "حديقة الحيوان"، وأسفر عن مقتل 32 شخصاً كان من بينهم شخصيات بارزة مثل أستاذ الدراما فى المعهد العالمى للمسرح محسن مصيلحى والمخرج بهاء الميرغنى وأستاذ النقد فى أكاديمية الفنون حازم شحاتة وزميله الناقد والأستاذ فى نفس المعهد مدحت أبو بكر، إضافة إلى نزار سمك وآخرين من أعلام مصر. 20 فبراير 2002، كارثة حريق قطار الركاب القاهرة - أسوان والتهمت النيران 7 عربات وأسفر عن مقتل 370 شخصاً. أغسطس 2004 حريق منطقة شارع العطارين بالحسين وحريق أكثر من 150 محلاًً وأكثر من 40 جثة وإصابة أكثر من 250 عاملاً وبعض سكان وأهالى شارع الغورية، وكان الفاعل أيضاً ماس كهربائى، ونظراً لانتشار زيوت العطارة انتشرت الحرائق وكبدت أصحاب المحلات خسائر مالية فادحة. 27 سبتمبر 2008 الواحدة ظهر اليوم السبت، قبل ساعات من حريق المسرح القومى نشب حريق بمحكمة عابدين وتمكنت قوات الدفاع المدنى إخماد الحريق دون خسائر فى الأرواح. 27 سبتمبر 2008 حريق المسرح القومى أحد المعالم الثقافية الحديثة، حيث عرفت مصر فن المسرح منذ النصف الثانى من القرن التاسع عشر عن طريق التفاعل مع أوروبا، وكذلك تطوير الأشكال المسرحية الشعبية التى عرفتها مصر قبل هذا التاريخ. المسرح القومى .. تاريخ الثقافة المصرية دخل المسرح الحديث مصر مع الحملة الفرنسية على مصر عام 1789 بقيادة نابليون بونابرت فتكونت فرقة "الكوميدى فرانسيز" وفى عام 1869 شيد الخديوى إسماعيل المسرح الكوميدى الفرنسى ودار الأوبرا، وأعدهما لاستقبال الوفود المشتركة فى الاحتفالات الأسطورية التى أقامها لضيوفه بمناسبة افتتاح قناة السويس. شيد الخديوى فى تلك الفترة مسرحاً آخر فى الطرف الجنوبى من حديقة الأزبكية المطل على ميدان العتبة عام 1870، وعلى هذا المسرح ولد أول مسرح وطنى، وشهد هذا المسرح عام 1885م أول موسم مسرحى لفرقة أبو خليل القبانى بالقاهرة، كما قدمت فرقة إسكندر فرح وبطلها سلامة حجازى أشهر أعمالها على نفس المسرح من العام 1891 إلى 1905، وكان عام 1905 هو أول موسم لفرقة الشيخ سلامة حجازى على تياترو الأزبكية. فى فجر الثامن والعشرين من أكتوبر 1971، احترقت دار الأوبرا المصرية القديمة بأبهتها وعظمتها، وكانت الأخشاب المستخدمة فى بنائها بالكامل من عوامل سرعة انتشار النيران، وعدم إمكانية السيطرة عليها، فلم يتبق من الأوبرا القديمة سوى تمثال الرخاء ونهضة الفنون، وهما من عمل الفنان محمد حسن. وأنشئ مكانها المبنى الحالى للمسرح القومى، والذى التهمته نيران الإهمال واللامبالاة ليبقى ملف الحرائق مفتوحاً مابين حوادث صغيرة فى محلات قد تمتد لأحياء بكاملها.