لجنة بالشيوخ تفتح اليوم ملف مشكلات الإسكان الاجتماعي والمتوسط    بعد تهديد بريطاني، أنجولا وناميبيا توافقان على عودة المهاجرين    قرار جديد من النيابة ضد شخص استولى على أموال المواطنين ببطاقات الدفع الإلكتروني    عمر فاروق الفيشاوي عن أنفعال شقيقه أثناء العزاء: تطفل بسبب التريندات والكل عاوز اللقطة    أسبوع حافل بالإنجازات| السياحة والآثار تواصل تعزيز الحضور المصري عالميًا    انتخابات النواب| محافظ أسيوط: انتهاء اليوم الأول من جولة الإعادة بالدائرة الثالثة    فيديو جراف| تسعة أفلام صنعت «فيلسوف السينما».. وداعًا «داود عبد السيد»    محمد معيط: الدعم في الموازنة 16 %.. ووصول خدمة الدين 49% يقلقني ويقلق المواطن أكثر من العجز    «الداخلية» تكشف مفاجأة مدوية بشأن الادعاء باختطاف «أفريقي»    عضو بالأرصاد: توقعات بأمطار متوسطة على السواحل الشمالية الشرقية اليوم    أمم إفريقيا - لوكمان: تونس لا تستحق ركلة الجزاء.. ومساهماتي بفضل الفريق    يوفنتوس يقترب خطوة من قمة الدوري الإيطالي بثنائية ضد بيزا    ما بين طموح الفرعون ورغبة العميد، موقف محمد صلاح من مباراة منتخب مصر أمام أنجولا    واتكينز بعدما سجل ثنائية في تشيلسي: لم ألعب بأفضل شكل    هل فرط جمال عبد الناصر في السودان؟.. عبد الحليم قنديل يُجيب    لافروف: أوروبا تستعد بشكل علني للحرب مع روسيا    نوفوستي تفيد بتأخير أكثر من 270 رحلة جوية في مطاري فنوكوفو وشيريميتيفو بموسكو    ناقد رياضي: الروح القتالية سر فوز مصر على جنوب أفريقيا    أحمد سامى: كان هيجيلى القلب لو استمريت فى تدريب الاتحاد    لافروف: نظام زيلينسكي لا يبدي أي استعداد لمفاوضات بناءة    الدفاع العراقية: 6 طائرات جديدة فرنسية الصنع ستصل قريبا لتعزيز القوة الجوية    تفاصيل إصابة محمد على بن رمضان فى مباراة تونس ونيجيريا    حادثان متتاليان بالجيزة والصحراوي.. مصرع شخص وإصابة 7 آخرين وتعطّل مؤقت للحركة المرورية    2025 عام السقوط الكبير.. كيف تفككت "إمبراطورية الظل" للإخوان المسلمين؟    داليا عبد الرحيم تهنيء الزميل روبير الفارس لحصوله علي جائزة التفوق الصحفي فرع الصحافة الثقافية    نيلي كريم تكشف لأول مرة عن دورها في «جنازة ولا جوازة»    مها الصغير تتصدر التريند بعد حكم حبسها شهرًا وتغريمها 10 آلاف جنيهًا    آسر ياسين ودينا الشربيني على موعد مع مفاجآت رمضان في "اتنين غيرنا"    «زاهي حواس» يحسم الجدل حول وجود «وادي الملوك الثاني»    بعد القلب، اكتشاف مذهل لتأثير القهوة والشاي على الجهاز التنفسي    إيداع أسباب طعن هدير عبدالرازق في قضية التعدي على القيم الأسرية    محمد معيط: المواطن سيشعر بفروق حقيقية في دخله عندما يصل التضخم ل 5% وتزيد الأجور 13%    خبير اقتصادي يكشف توقعاته لأسعار الدولار والذهب والفائدة في 2026    عمرو أديب يتحدث عن حياته الشخصية بعد انفصاله عن لميس ويسأل خبيرة تاروت: أنا معمولي سحر ولا لأ (فيديو)    حمو بيكا خارج محبسه.. أول صور بعد الإفراج عنه ونهاية أزمة السلاح الأبيض    كيف يؤثر التمر على الهضم والسكر ؟    وزير الصحة يكرم مسئولة الملف الصحي ب"فيتو" خلال احتفالية يوم الوفاء بأبطال الصحة    محافظ قنا يوقف تنفيذ قرار إزالة ويُحيل المتورطين للنيابة الإدارية    رابطة تجار السيارات عن إغلاق معارض بمدينة نصر: رئيس الحي خد دور البطولة وشمّع المرخص وغير المرخص    سيف زاهر: هناك عقوبات مالية كبيرة على لاعبى الأهلى عقب توديع كأس مصر    طه إسماعيل: هناك لاعبون انتهت صلاحيتهم فى الأهلى وعفا عليهم الزمن    اليوم.. أولى جلسات محاكمة المتهم في واقعة أطفال اللبيني    نجوم الفن ينعون المخرج داوود عبد السيد بكلمات مؤثرة    الإفتاء توضح حكم التعويض عند الخطأ الطبي    أخبار × 24 ساعة.. التموين: تخفيض زمن أداء الخدمة بالمكاتب بعد التحول الرقمى    سوريا تدين بشدة الاعتراف الإسرائيلي ب«أرض الصومال»    القوات الروسية ترفع العلم الروسي فوق دميتروف في دونيتسك الشعبية    المكسرات.. كنز غذائي لصحة أفضل    أخبار مصر اليوم: انتظام التصويت باليوم الأول لجولة الإعادة دون مخالفات مؤثرة، تطوير 1255 مشروعًا خلال 10 سنوات، الذهب مرشح لتجاوز 5 آلاف دولار للأوقية في 2026    محافظ الجيزة يتابع أعمال غلق لجان انتخابات مجلس النواب في اليوم الأول لجولة الإعادة    حزم بالجمارك والضرائب العقارية قريبًا لتخفيف الأعباء على المستثمرين والمواطنين    آية عبدالرحمن: كلية القرآن الكريم بطنطا محراب علم ونور    كواليس الاجتماعات السرية قبل النكسة.. قنديل: عبد الناصر حدد موعد الضربة وعامر رد بهو كان نبي؟    معهد بحوث البترول وجامعة بورسعيد يوقعان اتفاقية تعاون استراتيجية لدعم التنمية والابتكار    هل يجوز المسح على الخُفِّ خشية برد الشتاء؟ وما كيفية ذلك ومدته؟.. الإفتاء تجيب    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن : المطلوب " انابة " بحكم " المنتهى " !?    المستشفيات الجامعية تقدم خدمات طبية ل 32 مليون مواطن خلال 2025    أخبار × 24 ساعة.. موعد استطلاع هلال شعبان 1447 هجريا وأول أيامه فلكيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفيضانات.. أخطر الظواهر الطبيعية
نشر في أخبار مصر يوم 09 - 09 - 2008

هددت قوى الطبيعة القاسية الجنس البشري منذ بدء الخليقة، وشكل الماء للبشرية أهم العناصر فبالرغم من انه كان دائماً مانح الحياة ، إلا انه كان أكبر مدمر لها أيضا .. وقصة سفينة نوح والفيضان المروع الذى ذكرته الكتب السماوية اكبر مثالاً على ذلك..
*تعريف الفيضان
الفيضان أحد الظواهر الطبيعية التى تحدث عندما يزيد منسوب المياه في أي نهر، ليفوق مستوى ضفافه فيطغى عليها، وكلما زادت سرعة جريان الماء من المنبع إلى مجرى النهر زاد الفيضان.
*أسباب حدوث الفيضانات
- حدوث هزات أرضية في قيعان البحار،وما قد يعقبها من ظاهرة التسونامي.
- انصباب الجليد في الأنهار بعد انصهاره .
- العواصف القوية و الأعاصير.
- حدوث زيادة في مستويات هطول الأمطار ، وتؤثر فيها مجموعة عوامل مثل : طول زمن الهطول، كبر حجم قطرات الماء (شدته وغزارته ) . ونفاذية التربة ، ومدى رطوبتها ومدى انحدارها ومدى توفر الغطاء النباتي .
- انهيار السدود التي تختزن كميات كبيرة من المياه .
- اقتلاع الغابات و النباتات التي تعيش قرب الأنهار فالغابات تستهلك كميات كبيرة من المياه و عند إزالتها يقل استهلاك المياه مما يسبب الفيضانات.
وتعتبر إزالة مساحات واسعة من الغابات التي تقع عند منابع الأنهار من أهم أسباب حدوث الفيضانات ، فالغابات تستهلك كميات كبيرة من المياه لا تستهلكها الزراعة العادية أو الأراضي العشبية بالطبع، وبالتالي تؤدى إزالتها الى نقص استهلاك المياه عند منابع الأنهار وبالتالى يؤدى ذلك إلى زيادة كميات المياه التي تنحدر عبر مجاري تلك الأنهار فيفيض النهر بشدة.
ويشير المتخصصون الى ان جذور تلك الأشجار تمتص المياه من التربة فتجعل التربة أكثر جفافاً فتصبح أكثر قابلية على استيعاب المزيد من مياه الأمطار كما تحافظ على تماسك التربة وثباتها وتقلل من حركة الطمي والرواسب والتي قد تعوق مجرى النهر وتقلل من عمقه فيفيض من أقل زيادة في منسوب المياه.
ومثالاً على ذلك ما حدث في الصين عندما كان السبب الرئيسي للفيضان عام 1998 هو إزالة 85% من غطاء الغابات على نهر "اليانجتسي".
- ظاهرة الإحتباس الحراري والتى تعتبرأيضا من أهم الأسباب المؤدية للفيضانات حيث تتسبب ظاهرة ارتفاع معدلات درجة الحرارة بالارض الى ذوبان القمم الجليدية الذى يسبب ارتفاع مستويات سطح البحر . ويتوقع الخبراء ان تؤدي الانبعاثات الحرارية الناجمة عن عوادم السيارات والمصانع والتى تعتبر السبب الرئسي لظاهرة الاحتباس الحراري الى مزيد من الفيضانات والموجات الحارة والجفاف وارتفاع مستويات المياه في البحار بحلول عام 2100.ويتوقع الخبراء أيضاً أن تكون آسيا مسرحا للدراما الإنسانية لظاهرة التغير المناخي فنصف سكانها تقريبا يقطنون مناطق ساحلية هي الأكثر عرضة لكوارث طبيعية مثل الفيضانات والأعاصير الناجمة عن التغير المناخي.
أي أن نحو ثلثي سكان العالم سيجدون أنفسهم على خط المواجهة الأول مع مخاطر التغير المناخي. وتدعو وكالات البيئة الدول الصناعية الكبرى ومنها المملكة المتحدة لاتخاذ خطوات فعالة للحد من انبعاث الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض بنسبة 80 % على الأقل بحلول 2050
*الآثار السلبية للفيضان
- خسائر بشرية كبيرة نتيجة حدوث عدد كبير من حالات الوفاة نتيجة الغرق أو الصعق بالماس الكهربائي
- تلوث المياة وتحولها إلى مياة غير صالحة للشرب
- هدم المنازل و تشريد ألاف من السكان و جعلهم بلا مأوى .
- افساد المزارع و المحاصيل الزراعية، مما يسبب حدوث مجاعات في الدول وذلك نتيجة غرق المحاصيل الزراعية وبالتالي موتها .
- انتشار الأمراض و الأوبئة في المناطق المنكوبة و بين السكان . مثل انتشار مرض الإسهال عند تلوث مياه الشرب و أكثر الأمراض المعروفة تاريخيا التيفويد و الكوليرا و نحن نشاهد أمثلة عليهما اليوم عند حدوث الفيضانات و الأمطار الغزيرة في أماكن مثل بنجلاديش
- القضاء على التربة الزراعية وتغيير تركيبها وتعرية المناطق المنحدرة .
- القضاء على الكائنات الحية التي تعيش في مجرى النهر وعلى ضفافه
- الآثار التدميرية في المباني والمنشآت والطرق والصناعات القائمة في موقعها.
*الآثار الإيجابية
على الرغم من أضرار الفيضانات الكبير، إلا إن لها فوائد محدودة قياساً لهذه الكوارث وهى:
- تغذية خزانات المياه الجوفية .
- إزالة النفايات المتخلفة من الصرف فى الأنهار وكافة الملوثات من مجرى المياه، وبالتالى صرف مسببات الأمراض إلى البحار ، حيث يتم التخلص منها بسبب ملوحة مياهها.
-- يشبع الأرض بالمياه مما يجعل الأراضي خصبة صالحة للزراعة وهذا ما يساعد على ازدهار النشاط الزراعي في العالم .
*اشهر وأخطرالفيضانات
بالرغم من ان التاريخ سجل اول الفيضانات في هولندا في العام 1228 حيث سقط نحو 100 الف قتيل بعدما فاضت مياه البحر، إلا انه يلاحظ ان أكثر الدول تعرضا للفيضانات، وموجات المد البحري وأكبرحصة من الكوارث تعاني من غالبيتها منطقة جنوب اسيا .
واذا كان التاريخ القريب جدا يذكرنا بموجات المد البحري (تسونامي) التي ضربت عددا من بلدان وجزر تقع على المحيط الهندي في 26 ديسمبر عام 2004 واوقعت أكثر من 300 الف قتيل وادت الى تغيير معالم الارض وتحركها فان تاريخ الكوارث المائية حافل بالارقام الكبيرة مثل الذى حدث في الصين في عام 1642 عندما دمر الفيضان جدار (كايفانج) واغرق 300 الف شخص.
ويعتبر اسوأ فيضان في التاريخ وبالتالى اسوأ كارثة من حيث عدد الضحايا ما حدث في الصين ايضا وذلك في الفترة المتواصلة من يوليو وحتى اغسطس من عام 1931 حيث ادى تدفق نهر (يانجتسي) الى وفاة 7ر3 ملايين شخص بسبب الغرق والمجاعة والامراض.
وقد اجتاحت الفيضانات عددا من الدول في الماضي ومنها فيضان خليج البنغال في باكستان في 13 نوفمبر من العام 1970 حيث اودى بحياة 200 الف شخص وفي (هانوي) شمالي فيتنام في اغسطس 1971 وذهب ضحيته 100 الف قتيل ونهر (يانجتسي) الصيني مجددا في الخامس من اغسطس 1975 حين حطم 63 سدا واجتاح 80 الف مواطن.
وأظهرت الإحصائيات تزايد شدة الفيضانات في النصف الأخير من القرن العشرين، فنهر "اليانجتسي" في الصين مثلاً كان يفيض بشدة منذ قرون مرة كل عشرين عاماً أصبح الآن يفيض بمعدل تسعة أعوام من كل عشرة، أما نهر "الراين" في ألمانيا فقد ارتفع فقط 4 مرات بين عامي (1900، 1977 ) 7.6 أمتار أعلى من مستوى الفيضان، بينما ارتفع إلى هذا المستوى عشر مرات في الفترة بين عامي 1987، 1996.
أما فى عام 2007 فقد سجلت الأمم المتحدة نحو 70 فيضانا خطيرا ، من بينها فيضانات السودان وإثيوبيا وميانمار والفلبين وفيتنام وإندونيسيا والصين والهند وبنجلاديش ونيبال وباكستان وأفغانستان وكولومبيا.
فقد تعرضت السودان لما وصف بأسوأ فيضانات في تاريخها، ووصلت أعداد القتلى الذين الى 83 شخصا ، إضافة إلى عشرات الآلاف من المشردين، وخسائر مادية كبيرة، وفي موزمبيق تسببت الفيضانات في سقوط 29 قتيلا وتدمير آلاف المنازل.
وشهدت إنجلترا في يوليو/ تموز أسوأ فيضانات منذ 60 عاما، تسببت في وقوع تسعة قتلى على الأقل، وخسائر مادية بمليارات الدولارات.
كما اجتاحت موريتانيا فيضانات غير مسبوقة أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وفقدان عدد آخر وتشريد الآلاف، وكان خبراء قد حذروا مسبقا من أن القارة الأفريقية ستواجه في السنوات القادمة مزيدا من مواسم الجفاف والفيضانات والأعاصير بسبب التقلبات المناخية العالمية الناتجة عن التلوث الصناعي.
واجتاحت الفيضانات خاصة جنوب شرق آسيا والقارة الهندية، وقد لقي 521 شخصا مصرعهم في القارة الهندية وحدها.
وتعد الفيضانات التي اجتاحت شمال الهند وبنغلاديش ونيبال هي الأسوأ، إذ شردت وعزلت نحو 19 مليون إنسان، ووصلت أعداد الضحايا إلى 1900 قتيل، حسب بعض المصادر، وجرفت 400 قرية غرب الهند فقط. . وفي كوريا الشمالية اعتبرت الفيضانات التي اجتاحتها هى الأسوأ منذ 10 سنوات، ووصل عدد الضحايا إلى 214 قتيلا على الأقل إضافة إلى أعداد كبيرة من المفقودين. وتضرر في يونيو/ حزيران نحو 14 مليون شخص جنوب الصين من الفيضانات والانهيارات الأرضية التي قتلت 120 شخصا.
ولقي خمسة أشخاص على الأقل مصرعهم في هطول أغزر أمطار منذ أربعة عقود على الأقل في ميانمار. وقتل 16 شخصا بسريلانكا وشرد الآلاف في فيضانات اجتاحت البلاد في يناير/ كانون الثاني، كما أدت فيضانات مايو/ أيار إلى مصرع 11 شخصا، وأكثر من 50 ألف مشرد. وتسببت فيضانات إندونيسيا بمقتل نحو 140 شخصا وتشريد الآلاف وانهيارات أرضية ومفقودين. وفي 27 اغسطس/ آب تسبب هطول الأمطار بارتفاع مياه الفيضانات في أجزاء من وسط وغرب الولايات المتحدة وخاصة في أوهايو ومشيغان ومدينة شيكاغو وأودى ستة أشخاص في مينيسوتا وستة آخرين في أوكلاهوما وواحد في تكساس.
عام 2008
- كانت أقوى الفيضانات هى التى ضربت شرق الهند والتى وصفت بانها الأعنف منذ 50 عاما واستمرت خلال شهرى اغسطس وسبتمبر. وكانت الامطار الغزيرة قد تسببت في فيضانات غمرت قرابة 1600 قرية دفعت نحو 2.7 مليون هندي للنزوح من مناطقهم هرباً من ارتفاع منسوب المياه ووقوع الكثير من الضحايا.
- كما واجهت مقاطعات عديدة فى جنوب الصين، وجنوبها الغربى خطر فيضانات عارمة تعد الأسوأ منذ خمسة عقود حيث تجمعت مياه نهرين بفعل تواصل هطول الأمطار الغزيرة هما نهر شيجيانغ مع نهربيجيانغ قبل التقائهما في مدينة فوشان بدلتا نهر اللؤلؤ. ويعد جنوب الصين هو محور الصناعة في البلاد وبه كثافة سكانية عالية وقوة اقتصادية كبيرة .
- وأيضاً شكلت الفيضانات المتزايدة في غرب أفريقيا التى استمرت خلال شهر اغسطس مصدرا للقلق على الأوضاع الصحية لملايين المواطنين، إضافة إلى تأثيرها على تفاقم أزمة إرتفاع أسعار الغذاء العالمية. حيث أشارت تقارير صادرة عن منظمة الصحة العالميةأن أكثر من مائتي ألف شخص قد نزحوا عن ديارهم بسبب هذه الفيضانات. وان في بنين على وجه الخصوص أكثر من مائة وخمسين ألف شخص قد تشردوا، كما ظهرت حالات كوليرا، وصل عددها إلى مائة وإثنين وتسعين حالة تأكدت إصابتها، كما تواصل ظهور حالات الكوليرا في غينيا بيساو، إذ تم الإبلاغ عن ألفين وثماني عشرة حالة إصابة ، وواحد وأربعين حالة وفاة نتيجة للكوليرا.
- تسببت الفيضانات التي شهدها الغرب الأوسط الأميركي منذ بداية مايو/ أيار،والتي تعد الأسوأ من نوعها منذ 15 عاما إلى خسائر مادية كبيرة في مقتل 24 شخصا وتشريد أكثر من 38 ألفا آخرين، كما خلفت خسائر بمليارات الدولارات.
وشملت هذه الفيضانات خاصة ولايات ميسوري وإيلنوي وأيوا وإنديانا وغمرت العديد من المساحات الزراعية.
* محاولات السيطرة على الفيضانات
حاول الإنسان منذ القدم السيطرة على الفيضانات بعدة طرق أساسية، مثل استزراع الغابات ، وعمل القناطر والسدود لضبط مياه الأنهار، والمفيضات ، وهي قنوات صناعية، تحفر بجوار الأنهار لاستقبال المياه الزائدة عنها.
فقد أقام الصينيون القدماء العديد من السدود لمنع فيضانات الأنهار فيها ومنها نهر الهوانجهو، والذى أُطلق عليه نهر الكوارث نظراً لكثرة فيضاناته .
وهناك العديد من المشاريع الهندسية المُقامة على العديد من الأنهار، لضبط مياهها والتحكم فيها، وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم في هذه المشاريع، حيث يتوافر فيها أعداد كبيرة من السدود المُشيدة على عدد من أنهارها، ويأتي في مقدمتها سدود وادي تنسي ، التي تبلغ واحد وثلاثين سداً.
*مصر وترويض فيضان النيل
شكل فيضان النيل أهمية كبري في الحياة المصرية القديمة. حيث كان هذا الفيضان يحدث بصورة دورية في فصل الصيف، ويقوم بتخصيب الأرض بالمياه اللازمة لما قام الفلاحون بزراعته طوال العام في انتظار هذه المياه.
وفي مصر الفرعونية، ارتبط هذا الفيضان بطقوس شبه مقدسة، حيث كانوا يقيمون احتفالات وفاء النيل ابتهاجا بالفيضان. كما قاموا بتسجيل هذه الاحتفالات في صورة نحت علي جدران معابدهم ومقابرهم والأهرامات لبيان مدي تقديسهم لهذا الفيضان.
وقد ذكرت الكتب السماوية المقدسة (الإنجيل والقرآن) قصة نبي الله يوسف مع أحد فراعنة مصر – العزيز – حينما قام بتأويل حلمه حول السنبلات السبع والبقرات السبع، مما ساهم في حماية مصر من مخاطر الفيضان في هذه الفترة لمدة سبع سنوات رخاء وسبع سنوات عجاف.
وفي مصر الإسلامية، فقد اهتم ولاتها بالفيضان أيضا، وقاموا بتصميم "مقياس النيل" في العاصمة القاهرة للقيام بقياس دقيق للفيضان. وما زال هذا المقياس قائما لليوم في "جزيرة الروضة" بالقاهرة.
السد العالى
قامت مصرفى العصر الحديث ببناء السد العالى على نهر النيل في مدينة أسوان جنوب البلاد.‏
‏وهو يعتبر معجزة هندسية من معجزات القرن العشرين، ويعد واحداً من أكبر السدود في العالم.‏ وأقيم السد العالي لحماية مصر من الفيضانات العالية التي كانت تفيض على البلاد وتغرق مساحات واسعة ، وكان السد قد بدأ العمل فيه 9 يناير1960 ، وتم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية منه فى 15 يناير 1971 . كما تعمل بحيرة ناصر المجاورة للسدعلى تقليل اندفاع مياه الفيضان و تقوم بتخزينها للاستفادة منها في سنوات الجفاف.
قناة مفيض توشكى
يتم تصريف المياه الزائدة عن منسوب بحيرة ناصر الى المنخفض الطبيعى المعروف بمنخفض توشكى غرب النيل عن طريق قناة موصلة بين بحيرة ناصر ومنخفض توشكى عبر خور توشكى
*التنبؤ بالفيضانات
تمكن خبراء الأرصاد الجوية التنبؤ بالفيضانات , وذلك من خلال الأقمار الصناعية التي ترسل صوراً للأنهار مع قياس لمدى عمق هذه الأنهار ومنسوب المياه لهذه الأنهار ،وبهذه الطريقة يتمكن خبراء الطقس من توقع الأنهار التي يحدث بها الفيضانات .
ويتم التنبؤ بالفيضانات في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان المتقدمة عن طريق مراقبة أجهزة قياس الأنهر لتتبع مستويات ارتفاع المياه. وتوجد لهذا الغرض شبكة واسعة من الرادار للمساعدة في التنبؤ وتحديد كميات الأمطار وحجم المياه التي تسقط وأمكنة سقوطها. وتقوم برامج الكمبيوتر بالتنبؤ حول كيفية تدفق المياه في الأنهر والمجاري المائية.
أما في بنجلاديش وفي كثير من الدول النامية فهناك، فيؤكد الخبراء أنه لا توجد تغطية رادارية فعلية. ولهذا السبب تستخدم معلومات الأقمار الاصطناعية من وكالة الطيران والفضاء وغيرها من الوكالات والمراكز للوصول إلى النتيجة ذاتها.
توقعات للمستقبل: أشارت تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة لهيئة الأمم المتحدة بأن الاحتباس الحراري سيتسبب -إن لم تتم السيطرة عليه- حتى العام 2100 في اضطرابات قصوى واختلال هائل في الأحوال الجوية، ما سيؤدي إلى كوارث طبيعية تشمل موجات حر مميتة وجفافا طويلا وفيضانات جارفة وأعاصير أكثر تدميرا.
كما رجحت الهيئة أن تتكثف النماذج غير المعتادة للتغيرات المناخية مستقبلا، ويعتقد أغلب العلماء أن أحداث الطقس غير القياسية ستتكرر أكثر، وحذروا من اختفاء مناطق مناخية كليا من على وجه الأرض بحلول العام 2100. ولكن العلماء يؤكدون على صعوبة الحديث عن التفاصيل، وتبقى التوقعات المستقبلية في إطار المرجح والمحتمل، ومن المستحيل تحديد ما سيحدث بالفعل مستقبلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.